أحمد حراز يكتب: عناد

الجمعة، 14 يناير 2011 08:51 ص
أحمد حراز يكتب: عناد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنْ تجلس فى البيت وحيدا ومزوِّغا ـ بكل براءة ـ من كل الأصدقاء لتمسك قلمك فقط وتسجل أى شىء يجول فى خاطرك حتى تكسر عناده فيأبى وتفشل فى الكتابة، هكذا بكل بساطة.. أردت أن تكتب فرفض، تنظرُ إليه فى حنق ٍغير مبرَّر وتلعنه فيقابلك بسكونه القاتم المستفزّْ، تفتشُ عن خبر هنا أو موضوعٍ هناك لتكسر به عناده وتسترد كرامتك التى اغتصبها حين لم يسمح لك بالكتابة، تذهب سريعا إلى المطبخ وتتناول وجبةً خفيفةً من الفول والجبنة لتستقوىَ بهما على هدوئه المستفز، ثم تعود وتجلس أمام طاولتك وتحتسى رشفة من الشاى الساخن ثم تحاول مضطربا أن تروِّضه وتجرِّب فتكتب: "أنا أحمق.. لا لا.. فتاةٌ جميلة.. لا لا لا.. استبداد.. نعم هى استبداد.. ربما هى الأصلح لتخرج ما بداخلك من الشحنات المكبوتة المتأججة.. تحاول أن تتصفح موقعا إلكترونيا معارضاً يمنحك ما تتمناه.. فتقرأ خبراً عن مسئول سياسى بارز يصرِّحُ بأنَّ مصر مستهدفة ٌ لأنها ببساطة "بلد متقدم فى كل المجالات" فتوفِّر ضحكتك الساخرة للكتابة وتقفزُ فى الهواء ابتهاجاً بالفرصة التى واتتك وتؤهل نفسك كى تصبَّ كامل شماتتك فى وجه هذا القلم العنيد.. تعودُ إلى طاولتك وتمسكه وتبدأ فى الكتابة المتعثِّرة فتكتشفُ أنَّ نصف كوب الشاى ـ الذى تركته منذ ثوانٍ ـ قد شاركتك فيه صفحتُكَ المستسلمة، كما تكتشفُ بأنَّ قلمك العنيد ليس به ما يكفى من حِبر ٍ لكتابة حتى اسمك المتهلهل، تجلس حزينا فى غرفتك وتردِّدُ ساخراً: أقلامنا تؤدِّبنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة