فاطمة خير

«المصريون» أهمه !

الجمعة، 14 يناير 2011 01:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المصريون أهمه .. تعبير يليق بالبث المشترك لاحتفالات قداس الميلاد ليلة الخميس الماضى ، البث الذى شاهده المصريون بتقديم أشهر إعلامييهم ، هو نموذج جديرٌ بأن يحتذى به ؛ ليس على مستوى برامجى وحسب ، وإنما على مستوى التفكير.. وهو الأهم.

بغض النظر عن الأسباب المعروفة التى كانت سبباً فى تنظيم هذا البث المشترك ، فإن الحدث فى حد ذاته ، هو رسالة تعبر عن أن المصريين يستطيعون العمل المشترك حين يرغبون فى ذلك ، وبرغم الصورة المعروفة عنا باعتبارنا شعبا يؤمن بالخلاص الفردى ، ولا يسعى للعمل الجماعى ، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك .. وقت الحاجة.

»العمل الجماعى« .. هو تماماً ما نفتقده فى مصر ، والعمل الجماعى يحتاج إلى إيمان ـ بالأساس ـ بأن خلاص الفرد هو فى أمان وتقدم المجموع ، وأننا لو عملنا سوياً لا يعنى هذا أن أحداً بالضرورة سيكون الأفضل أو »الريس« ، بل إننا نستطيع العمل متجاورين لتحقيق أهداف مختلفة ، وبدوافع متعددة ، وبطرق متنوعة ، وإن كان الكل فى نهاية المطاف يسعى للنجاح والتفوق والمجد.

التفكير الجماعى والعصف الذهنى ، ما نحتاج إليه بشدة هذه الأيام ، فالخروج من مصابنا الأليم الذى تجسد فى حادث الإسكندرية ، لن يكون بتضميد الجراح ، ولا تعزية الأسر الثكلى ، ولا ترديد شعارات الوحدة الوطنية واستنكار الإرهاب؛ الخروج مما نحن فيه يعنى أننا بحاجة لما هو أكثر من ذلك : لا مفر من النقاشات الجدية ، ومواجهة النفس بكل ما هو مؤلم لكنه حقيقة، فتراكمات سنين من التطرف الفكرى على كل الأصعدة وبين كل الفئات وشرائح المجتمع المصرى ، تحتاج لمجهود جبار وعزيمة حديدية كى نرمم ما نتج عنها من شروخ.

والعمل الإعلامى الجماعى هو ضرورة ملحة فى هذه الفترة ، وإن كان عكس طبيعة هذه المهنة التى عمادها المنافسة الشديدة ، وإن كان هناك زمن سيأتى لا بد لجهود الإعلاميين المصريين فيه أن تتوحد ؛ فهو هذا الزمن بكل تأكيد، هى لحظة حاسمة فى مصير مصر ، فى مصائرنا جميعاً ، لا فرق بين غنى وفقير ، جاهل أو متعلم ، مسلم أو مسيحى ، جنوبى أو شمالى ، فحياة ومستقبل الكل على المحك : أن ترسم لذريتك مستقبلاً آمناً أو أن تقع ضحية تفجير إرهابى فى لحظةٍ ما قادمة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة