سخونة الأحداث التى شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، بعد تعرض كنيسة القديسين بالإسكندرية لأعمال إرهابية، دفعت مفتى الديار المصرية الدكتور على جمعة أثناء زيارته إلى أسيوط الأسبوع الماضى لافتتاح مزرعة «الإنتاج الحيوانى» التابعة لمؤسسة «مصر الخير»، إلى القول إنه جاء لمحافظة أسيوط ليس بهدف افتتاح المزرعة، وإنما بهدف التعمير فى الأرض للإخوة المسلمين والمسيحيين، مضيفا: «إحنا زعلانين مما فعله العدوان فى الإسكندرية، ونرسل للعدوان رسالة ونقول لهم هداكم الله وإذا لم يهدكم يهدّكم».
أحد الحاضرين للافتتاح الذى شهده اللواء نبيل العزبى، محافظ أسيوط، سأل المفتى عن اتجاه مشروعات مؤسسة مصر الخير التى يرأس مجلس أمنائها، وعما إذا كانت توجه للإخوة المسلمين فقط أو لجميع المصريين بمن فيهم المسيحيون، فرد المفتى: «سؤالك فى حد ذاته طائفى ومعنديش تعليق عليه، لأن نشاط الجمعية موجه للمصريين عموما».
الافتتاح شهد موقفا دالا على عمق العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، حيث أبلغ العاملون المفتى أن هناك شخصا مسيحيا يعمل فى مؤسسة مصر الخير، ويطلق عليه زملاؤه الشيخ شفيق، بسبب سماحته فى التعامل معهم، العاملون أبلغوا المفتى أنه عندما يرى شفيق لن يعرف ما إذا كان مسلما أم مسيحيا، ولما وصل شفيق إلى المفتى قام بتقبيل يده، قائلا: «نفسى أعمل أعمال خير، علشان لما أقابل ربنا أحس إنى عملت حاجة فى دنيتى».
الجولة شهدت موقفا طريفا آخر، حيث قام المفتى بإبعاد أحد الأشخاص من أمام المحافظ اللواء نبيل العزبى أثناء تسجيل صحفى معه، وقال له ضاحكا: «ابعد يا ابنى من سكة المحافظ»، وأثناء تفقد المفتى المزرعة ورؤيته لأحوالها، داعب المحافظ المفتى قائلا: «الجاموس هنا يا فضيلة المفتى بيتغذى كويس».