وقال خالد صلاح، أن كتاب "فضلى" له علاقة بالتطورات الكبيرة فى الساحة الصحفية، لكنه أدرج المدونات، ومواقع الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك والتويتر وغيرها من المواقع التى تبث المعلومات ضمن تصنيف الصحافة الإليكترونية، ورفض صلاح، دمج هذه المواقع، مع مواقع إخبارية مثل بوابة الأهرام، مشيرا إلى أن متصفحى البوابة سيتعاملون مع منتجها الإخبارى بصفته صادر عن مؤسسة عريقة هى مؤسسة الأهرام، مضيفا: هذا الفضاء الإلكترونى سهل تواصل المعلومات، وجعل مؤسسات سياسية تستخدم الإنترنت، فكيف سنميز بين منشورات تصدر عن موقع جماعة الإخوان فى البحيرة، وبين معالجة مهنية لصحف تتناول هذا المنشور نفسه، مؤكدا على وجود نشر موجه عبر هذه المواقع الإلكترونية، يجب أن يتم تمييزه عن المواقع الإخبارية مثل الأهرام والأخبار والمصرى اليوم والوفد واليوم السابع.
وأشار صلاح، إلى أن كتاب "فضلى" لفت النظر إلى أن هناك تجارب إلكترونية إخبارية موثقة، دون أن يكون لها ترخيص رسمى، لكنها تلتزم بالمواثيق المهنية، وقال صلاح، بالنظر إلى أن التأثيرات الكبيرة التى أحدثتها موقع" ويكليكس" بالرغم من عدم كونه موقعا إخباريا، إلا أنه يقول أن الصحافة الإلكترونية لن تكون بديلا حتميا عن الصحافة المطبوعة.
وأضاف صلاح: "ويكليكس" لم يتسع تأثيره إلا بعد أن تعاقدت المؤسسات الصحفية الكبرى فى بريطانيا على نشر وثائقها فى صحفها المطبوعة، وتابع قائلا: هذا يؤكد أننا نتجه لطريق التكامل بين الصحافة الإلكترونية والمطبوعة، وفى تقديرى أن الصحافة الإلكترونية لها حيز كبير جدا فى مصر والعالم العربى، لكنه سيظل محصورا بفكرة التكامل، وأنا أعتقد أننا أمام مرحلة تكاملية نقبل عليها فى هذا العام، وفى سياق ما أطلعت عليه من كتاب الدكتور عهدى، أرى أن دخول المؤسسات الصحفية الكبرى لهذا العالم، أكبر محفز أن يصدر تشريع يحدد هذا العالم، ثانيا يفتح للصغار من أمثال الصحف الأخرى آفاقا متعلقة بإعادة تقسيم خريطة وكعكة الإعلانات.
وقال صلاح- على سبيل المثال- أن الإعلان ربما يتعرض للمشاهدة مليون مرة، بثلاثين ألف جنيه لمدة 15 ساعة، وهو عكس التعاقد على وضع الإعلان فى الصحف المطبوعة، مضيفا: لذلك هذه الصحف الإلكترونية يجب أن يكون لها عوائد تضمن استمرارها، ودخول الدكتور عهدى فضلى بكتابه فى هذا المجال، يرسم خريطة طريق للمؤسسات الإلكترونية الأخرى.
كما لفت صلاح المثل إلى أهمية العنصر البشرى فى الصحافة الإلكترونية، مشيرا إلى عدم اتفاقه على أن يتم اختزال تطور الصحافة الإلكترونية فى مسألة التطور التقنى، وقال صلاح: عدة عناصر يجب أن تتوافر فى العنصر البشرى، ومنها عقليته المتحررة، وإيمانه بالحريات، وتعلمه القواعد التى تضبط مهنته، وتعامله مع التعليقات الواردة من القراء، مشيرا إلى أن الحديث لا يجب أن يقتصر على المعدات، والأجهزة، بل عن تكوين هذا الصحفى الإلكترونى، وطريقة تفاعله مع العالم المحيط به.
فيما أشار الدكتور محمد عهدى فضلى رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم ، إلى أن الصحف الآن لا تكسب إلا من الإعلانات، مؤكدا أن الصحف القومية فى مصر تتحمل الكثير من الأعباء منها الخامات، والماكينات، وعربات التوزيع، بكل مشكلاتها الميكانيكية.
وقال فضلى: عندما قمنا بشراء الماكينات الخاصة بالمطبعة واجهنا ارتفاع الأسعار، سواء كانت أسعار الخامات، أو أسعار الماكينات، وهو ما أكد صعوبة إصدار صحيفة ورقية.
وأوضح، أن مصانع الورق فى العالم بدأت تعانى ضغوطا بسبب البيئة، وهو ما جسده فى ارتفاع سعر طن الورق إلى 700 دولار، مشيرا إلى أنه اهتم بصناعة الورق، ووجد أن كل طن ورق، يحتاج من أجل تصنيعه إلى 17 شجرة، عمرها 50 عاما، إضافة للطاقة كهربائية قدرها فضلى بـ450 كيلوات، وكميات ماء هائلة.
وأكد فضلى، أن كل ذلك لفت نظره للاتجاه إلى الصحافة مشيرا إلى أن البدائل الناجحة كانت الصحافة الإليكترونية، مضيفا لدينا هذا العام مشاريع لصحف إليكترونية، ومجلات إليكترونية، ونحن خصصنا أيضا أقساما فى أكاديمية أخبار اليوم لتدريس الصحافة الإليكترونية، وأعتقد أن جميع صحفى خبار اليوم حصلوا على أجهزة كمبيوتر " ببلاش"، وجاءنى كشف بعدد كبير من الصحفيين يرغبون فى الالتحاق بالاختبارات، من أجل الحصول على أجهزة كمبيوتر.
وأشار فضلى إلى أن هناك مواقع صحفية يمكن مطالعتها عبر التليفون المحمول، موضحا أنه قرأ عن الكمبيوتر اليدوى، مشيرا إلى أن كل هذه التقنيات كانت مستغربة مثل الأشياء التى كان يستغربها منذ عقود فى السبعينات.
كما أكد فضلى إلى أهمية تجنب التخلف، والتأخر، وهو الهدف من كتابه، الذى بمثابة دق الجرس للأجيال القادمة، كى يهتموا بهذا الأمر، مؤكدا على أن الجيل القادم يعرف جيدا أن أى صحفى إذا سافر فى الخارج، وفشل فى اختبار التكنولوجيا، لن يلتحق بأى مؤسسة صحفية تواكب هذا التطور الذى حدث فى العالم.
وقال فضلى، أهم شىء فى الصحف الإلكترونية، هى مصداقيتها، ومهنيتها، ودعا فضلى إلى تنظيم هذه الصحف، مؤكدا أن بعض رؤساء تحرير الصحف ينكرون معرفتهم بخبر ما، بعد نشره، مثل" المصرى اليوم" التى يحدث فيها هذا كثيرا.
ولفت فضلى النظر إلى خطورة الأنترنت مشيرا إلى أنه من الممكن أن يستخدم لعمل ثورة، على غرار ما حدث يوم 6 أبريل، فيما أشار الدكتور شريف هاشم، مستشار وزير الاتصالات لشئون تأمين الفضاء الإلكترونى، إلى أن كتاب" فضلى" يعيد تعريف مصطلحات يستخدمها العاملون فى الصحافة الإلكترونية.
وتتطرق هاشم، إلى تعريف تأمين الفضاء الإلكترونى بأنه أحد التحديات التى تواجهها الصحف اليوم فى عصر فضاء المعلومات، وكيفية منع إساءة إستخدام هذا الفضاء بكل تقنياته، من قبل جماعات لها أغراض سياسية وثقافية مثل أن تفرض ثقافتها على الآخرين.
وتابع قائلا: نحن فى وزارة الأتصالات وتكنولوجيا المعلومات معنيين بهذا الأمر، خاصة أن الصحافة الورقية لها تقنيات مختلفة، وأدت رسالتها، بهذه التقنيات ، وأوضح هاشم، أن ما يقدمه الإعلام الرقمى أو الصحافة الإليكترونية، هو التواصل مع المزيد من الخبرات من مختلف أنحاء العالم، وهو ما رفع درجات التفاعلية، والمشاركة، والعمق فى الرسالة الإعلامية، من خلال أدوات التكنولوجيا، وهو ما يعطى فرص للصحفى كبيرة، من خلال الردود والآراء التى يتم طرحها فى التعليقات وأكد هاشم أن أهم تحدى تواجهه هذه المؤسسات هو وضع معايير جديدة، لهذا الإعلام الرقمى.
وقال هاشم، إنه يختلف مع "صلاح" فيما يتعلق بالمدونات، مؤكدا أن الجيل الجديد له أى آخر، وأكد هاشم على أهمية الحفاظ على المصداقية، والهوية الرقمية، مشيرا إلى أن أن وزارة الاتصالات بدأت فى دراسة حماية الهوية الرقمية للصحف، وغيرها، حيث يقوم البعض فى تزوير الصحف الرقمية، ونشر أشياء أخرى، وكذلك المجلس الأعلى للصحافة أخذ هذه المبادرة، الذى بدأ يدرس الخطط التى من شأنها حماية الهوية الرقمية، وتجنب تزوير الإرادة الصحفية لها، أو تزوير محتواها، مؤكدا على أن تزوير الصحف هو تزوير لإرادة البلد.
أما الدكتور محمود علم الدين، وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة ، فقال إن كتاب الدكتور عهدى فضلى يعالج قضايا وأبعاد الصحافة الإلكترونية بشكل فيه قدر من الشمول، لكنى سأتعرض لأخطر ما طرحه خالد صلاح حول الصحافة الإلكترونية، وتحديدا نوعين من النشر الإلكترونى على الإنترنت، الأول احترافية، ونموذج مثل "اليوم السابع" مشيرا إلى أنه موقع تصدره شركة، ويعمل فيها مهنيون على قدر كبير من الاحترام، وتراعى قدرا كبيرا من المهنة، مثلها فى ذلك إيلاف فى لندن، والمدينة فى السعودية، وهى صحافة احترافية لا تماثل كل من يكتب كلمة على الإنترنت، ويرغب فى دخول النقابة، أما النوع الآخر فعرفه علم الدين بالصحافة غير الإحترافية، وهى صحافة المواطن، وضرب لها مثالا بشخص يقوم بتصوير شئ ، ويحمله على موقع اليوتيوب، أو على المدونة، أو يتبادلها على الفيس بوك.
وأكد علم الدين ، أن هذا النوع من النشر الإليكترونى غير إحترافى و لا يمكن اعتباره صحافة إليكترونية، وقال علم الدين: ولدينا 260 ألف مدون فى مصر، هؤلاء هواة، وليسوا صحفيين إليكترونيين، وأقترح أنه لو حدث تعديل فى قانون الصحافة، أن يكون هناك تعريف دقيق للصحفى الإلكترونى، حتى لا يصبح كل مواطن صحفيا، ونأتى لجانب مهم يثيره هذا الكتاب، وهو هل ستظل الصحافة المطبوعة موجودة ، أم ستنتهى، ولدى 3 أخبار غير سارين عن صناعة الصحف، الأول أذيع منذ 15 يوما، أن إعلانات الإنترنت زادت بمعدل 10,5 فى المائة وهو مؤشر خطير جدا، مثلما أشار الأستاذ خالد صلاح وهو أن الكعكة يعاد تقسيمها، وهو خبر غير سار، لكل الحاضرين من رؤساء الصحف المطبوعة من الحضور، لكنه سار طبعا لخالد صلاح.
وتابع علم الدين، مشيرا إلى أن الخبر الثانى غير السار هو أن روبرت ماردوخ بعدما لم ينجح فى فرض رسوم على المواقع الإلكترونية، قرر أن يصدر " the daily" وهى نسخة معادلة للأيباد، بمقر جديد فى الولايات المتحدة.
وأشار علم الدين إلى أن الخبر الثالث الأشد فى عدم بهجته، هو أن يوم 24 أغسطس خرج علينا عالم مستقبليات أسترالى اسمه داوسن، توقع أن عام 2022 سوف تموت الصحافة، ورسم خريطة حدد فيها سيناريو الموت، وحدد بعض الدول التى سيحدث فيها ذلك، ومبرراته أن العالم يشهد الآن طفرة شديدة ، وأن المستقبل سوف يكون لأجهزة الكمبيوتر على شكالة الأيباد، وأن ذلك هو البديل للصحافة المطبوعة، ولديه مبرراته، منها المنافسة وتغير أذواق القراء.
وأشار علم الدين إلى تقارير أخرى مبهجة، منها مؤتمر "ألوان" الذى أعلنت أحدث صيحات عالم الصحافة، ويصدر تقرير عن أهم شىء ينتظره الناس عن حال الصحافة فى العالم، وأعلن فى أغسطس 2010، أن 1.7 مليار شخص يقرأون صحفا ورقية فى العالم، لكن أمام ذلك يوجد 2 مليار يتعاملون مع الإنترنت، وأن التلفزيون لم يزل الوسيلة الأكثر انتشارا حسب الإحصائيات.
وأشار علم الدين إلى أرقام توزيع الصحف فى العالم، مؤكدا أن 67% من أعلى مائة صحيفة توزيعا فى العالم، موجودة فى أسيا.
وقال علم الدين، هناك مشكلة خطيرة جدا يدل عليها انخفاض توزيع الصحف، وهو ما يقول أن هناك خطرا محدقا لا استثتنى منه الصحف الحكومية والمستقلة، وفى الحقيقة لا أستطيع أن أنام بدون أن أطلع على موقع اليوم السابع الإلكترونى، وأتفق علم الدين مع خالد صلاح فى خطورة توقف صناعة الورق، مؤكدا أن استدامة هذه الصناعة، سوف يكون صعبا فى السنوات القادمة، مشيرا إلى أهمية أن يعيد التليفزيون النظر فى إعادة صياغة الأخبار.
وأكد علم الدين أن مستقبل الصحافة المطبوعة أصبح معلقا فى رقبة " الفيس بوك" و"التويتر "، ولكى تعيش هذه الصحف المطبوعة، يجب أن تندمج معها، وبعض الصحف قدمت طبعات 3d، وبعض الصحف بدأت تفكر فى طرق جديدة لجذب القارئ الجديد، موضحا أن أخطر الإشكاليات التى يطرحها هذا الكتاب، هو تعريف الخبر، الذى تحول إلى محادثة بين المحرر ، والقارئ، بعد سيل التعليقات التى يتم نشرها بعد نشر الخبر، لافتا النظر إلى قضية إعادة تحديد مواصفات وخصائص الصحفى الإلكترونى، مؤكدا أهمية مراجعة أساليب التأهيل الإعلامى، ونظم التعليم والتدريب، ومدى احترافية هذا الصحفى الإلكترونى.
وفتحت الكاتبة نوال مصطفى الباب للمداخلات فتحدث الكاتب الصحفى عمرو عبد السميع مؤكدا، أن عهدى فضلى أكبر قيادة مهنية صحفية، وقطبا أكاديمية، مشيرا إلى أنه وجد فى هذا الكتاب صفة الكاتب الأكاديمى، والمهندس المهنى.
وقال عبد السميع: كنا ننتظر أن يحكى لنا عن تجربته عن الإعلام الرقمى، وتطبيقه فى مؤسسة أخبار اليوم، وكيف تم إعداد الكادر البشرى، مثلما أشار الكاتب خالد صلاح، وأوضح عبد السميع أن هناك صعوبة فى إعداد الكادر البشرى، تؤدى إلى عدم تحقيق التقدم فى هذا الإعلام الرقمى.
ولفت عبد السميع النظر إلى أهمية إختيار الكوادر التدريبية، مشيرا إلى أنه لا يمكن الاعتماد على كوادر مهنية ليس لها قدرة على العطاء، ومن المهم الاعتماد على هذه الكوادر فى سن أصغر، وأكد عبد السميع أن هناك هاجسا رئيسيا يتعلق بالضبط والتشريع، موضحا أن هناك مسئوليات تقتضى الضبط، لكن هناك قضية أهم هى الاعتراف بحق الناس فى التحرير، وأن يكونوا مواطنون وصحفيون، مشيرا إلى أن بعض الصحف المصرية تبدو استنساخات لصحف قديمة مثل الوقائع، وتعجز عن جذب المزيد من القراء، وهو ما يتسبب فى تراجع توزيعها، خصوصا فى بلد نصفه من الشباب، ينأون عن الصحافة الحجرية التى يجدونها فى هذه الصحف القومية.
أما الإعلامى مفيد فوزى، فكان له النصيب الأكبر من الجدل، حيث بدأ كلمته بالتأكيد على أنه لم يفهم شيئا من كل ما قيل ، قائلا: توقفت فقط عند الأرقام "اللى قالها الدكتور علم الدين "، لكن ما قاله خالد صلاح أثار فضولى، ولم أفهم شيئا مما قاله الدكتور شريف، فأنا نمط مختلف، ولم أستخدم هذا الإعلام الرقمى، وفى بيتى هناك أنترنت، وهناك من يضيف كل ما يقال عنى على الفيس بوك، لكنى لم أفتحه أبدا فى حياتى، لكن عندى علاقة عاطفية مجنونة بالورق والقلم، ولى زملاء كبار أعرفهم يرسلون مقالاتهم بالميل، وفى حياتى لم أجرب ذلك، وأشعر أننى أمام شئ جاف وثقيل وسقيم.
ووصف فوزى عهدى فضلى بنبى الإعلام الرقمى، مؤكدا أنه لا يستطيع التأقلم بسهولة مع هذا النوع من الإعلام ، وأرجع فوزى ذلك إلى النمط الوجدانى الذى نشأ على أساسه.
وتابع فوزى: إبراهيم سعدة مثلا يرسل مقالاته بالإيميل، وحاولت أن أفعل ذلك لكنى شعرت بأنى أمام سد منيع، وأفرح عندما أعرف أن عدد القراء أكثر فى مكان ما، لأنى أعتقد أن طعم الجرنان، وفنجان قهوتى جنبه، وبحثى عنه، يمثل شيئا شديد الأهمية، وكنت زمان باكتب على ورق الدشت، وتوقفت، لكنه كان فى روزاليوسف أرخص أنواع الورق، وأصبحت أشترى الورق الذى يقومون بالطباعة عليه، واكتب عليه، وأعرف أن المساحة دى هى اللى هتتنشر دونما حذف، ومتأكد تماما أن عدد الكلمات فى الكم الذى أكتبه سعيد به، ولا أكتب بالقلم الحبر، وإنما بالفلوماستر الذى قلدت أحمد بهاء الدين الذى كان يكتب به، وليس بالقلم الباركر دون السن الخاص، مضيفا: هذا الفلوماستر يجرى على الورق، فأنا سعيد بالوقفة، وبالنقطة، "سيبونى، هذا حب وهذا غزل" أما الكاتبة الصحفية أفكار الخرادلى فاتفقت مع الإعلامى الكبير مفيد فوزى فى كل ما قال، واضافت: أنا مثل الأستاذ مفيد من الجيل العاطفى المتمسك بالورقة والقلم، وأعتقد أن جيلنا لن يكون مثل جيل الأصغر منا، الذى يمثله خالد صلاح، وأعتقد أن أهم إشكالية هى صراع أم تكامل الواردة فى الكتاب.
وأشارت الخرادلى إلى أنها قرأت تصريح لماردوخ يقول أن 2022 سوف يكون نهاية الصحافة فى العالم، ولن يبقى سوى الكتاب، مضيفة: أعتقد أن هذا سوف يحدث، لأن الشباب يمثلون 50-60% وعلى مدى عشرة سنوات سوف يكونون الجيل السائد، وأعتقد أن الأمر بدأ بصراع، ثم تحايلنا عليه بتكامل، حيث قامت معظم المؤسسات بإنشاء المواقع والبوابات، وتجربة اليوم السابع هى التى حمست وشجعت كل المطبوعات ، فأنا أعرف أن توزيع" اليوم السابع" الورقى، زاد بعد الموقع، فالموقع يلفت نظر قطاع كبير لا يشترى، والأزمة الاقتصادية خفضت هذا التوزيع، لكن "اليوم السابع "أثبت العكس، وأعتقد أن هناك تكاملا سوف يحدث، ثم يعقبه صراع، مشيرة إلى أن المجلات هى التى سوف تظل باقية ولفترة معينة.
فيما طمأنت الناشرة فاطمة البودى الإعلامى مفيد فوزى، قائلة إن الإلكترونى من الممكن أن يتم إعادة نشره ورقيا، وهو ما تفعله حاليا بمقالات للكاتب محمد بركة، التى نشرها على موقع اليوم السابع، وتقوم دار العين حاليا بإصدارها فى كتاب بعنوان "مسيحى مسلم دوت كوم" مشيرة إلى أن الدار لن تنشر المقالات فقط، بل ستنشر التعليقات الواردة على هذه المقالات كما تم نشرها على موقع" اليوم السابع".
وأكد السفير الكويتى فى القاهرة "رشيد الحمد" أنه لا يتخيل نفسه دون صحافة ورقية، فما المستقبل لأبنائنا وأحفادنا، هل لن يتعاملوا مع الصحافة الورقية؟
فيما أشارت الكاتبة الصحفية نوال الدجوى إلى كراهيتها للخوف، قائلة: ولا أستطيع الجزم بإلغاء الصحف الورقية، وإنما ستأخذ أشكالا متجددة، وستستمر، وفى الواقع أن مستقبل الأجيال القادمة أصبح فى الإنترنت، وهم يعتمدون عليه فى دراساتهم، وتحصيلهم الدراسى، والاتصال بين الكاتب والقارئ، أصبح سهلا، عن ذى قبل، وفى رأيى الميزة بين الصحيفة الإليكترونية والورقية أن الأخيرة تحفل بموضوعات كثيرة، ومفاجأت مع كل صفحة، ومن المؤكد أن الجيل القادم سوف يستخدم الصحافة الإلكترونية وأتصور أن شيئا سيحدث فى الصحافة، وسيبدل من ألوانها، وموضوعاتها، لتجتذب مستخدم الإنترنت.
فيما أشار عبد الحى عبيد مدير أكاديمية أخبار اليوم إلى أن الصحافة الإليكترونية لن تستغنى عن الصحافة الورقية، مؤكدا على أن" اليوم السابع" واجهة جميلة لمصر، ونتمنى تخصيص صفحة يتم تحريرها باللغة الأجنبية، تعبر عنا ويقرأها الناس من خلال مؤسسة" اليوم السابع" و"أخبار اليوم".
وطرح الكاتب الصحفى سليمان قناوى تساؤلا على خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع، عن كيفية إعداد الصحفيين فى مؤسسة اليوم السابع، خصوصا أن بعضهم بدأ الصحافة لأول مرة فى هذا المجال، وأشار قناوى إلى أن هناك فتنة طائفية دائرة على المواقع الإليكترونية الآن، بعد الحادث الإرهابى فى كنيسة القديسين بالإسكندرية، ولم تبادر أى مؤسسة صحفية من الصحف القومية لمكافحة هذه الفتنة الإليكترونية، ما عدا صحيفة" اليوم السابع" التى تبنت مبادرة الدكتور عمرو خالد، وموقع أون إسلام الذى أنشأ موقعا جديدا أسمه " مصريون".
وأشارت الدكتورة ليلى عبد المجيد عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة إلى اختلافها مع تصنيف الدكتور محمود علم الدين إلى نوعين، مؤكدة على أن المدونات ومواقع الفيس بوك، وسائل للتعبير عن الرأى، والخطورة أن المواقع الإخبارية الإحترافية، بدأت تتابعها، وتلهث ورائها، واعتبرتها مصادر صحفية.
وقالت عبد المجيد: أنا أؤيد تأهيل الصحفيين الاحترافيين الذين سيعملون فى الصحافة الإلكترونية، وبدأنا فى كلية الإعلام نواكب هذا التطور المهنى، وأنشأنا شعبة للصحافة الإلكترونية، لكن أنا مع المدونين، ذوى الموهبة فى مجال الصحافة، ويعملون ويكتبون تقارير، وأحيانا ننقل عنهم، أدعو للتفاعل معهم، وتخصيص برامج تدريبية على المعايير المهنية والأخلاقية لمهنة الصحافة، أما بالنسبة للتشريع، فأكدت عبد المجيد على حاجتنا لتعديل بعض النصوص لقانون الصحافة الصادر عام 1970، وأعادة تعريف الصحفى، وضم والسماح لعدد كبير من الشباب الذين يعملون فى الصحافة الإليكترونية الإحترافية، للنقابة.
وأكد عبد المجيد، أن قانون المطبوعات عصرى جدا، وأن واضعوه كانوا ذوى رؤية، ووضعوا نصوصا تجرم من يرتكب أى جريمة من جرائم النشر، ومن ثم أنا لست مع التشريعات، ولكنى أطالب بالتنظيم، حتى فيما يتعلق بالتعليقات، فأى تعليق خارج عن المهنية، يتم حذفه،
وطالبت عبد المجيد بإنشاء مدونة سلوك للصحف الإلكترونية، من أجل تعريف أى كاتب تعليق خارج، بإحتمال حذف تعليقه،وأوضحت عبد المجيد أن الأنترنت قد يتم إساءة أستخدامه، لذلك من الأفضل أن نقوم بتنظيم هذه الأمور.
وأشارت عبد المجيد إلى وجود فجوة رقمية بين الأجيال، ومن الأفضل للأباء أن يتواصلوا مع أبناءهم، كى لا يحدث انفصال رقمى، معربة عن سعادتها بتجربة اليوم السابع والمصرى اليوم، وإستخدام تقنيات أخرى، مثل صحافة المحمول، وصحافة الفيديو، داعية الصحف الأكبر والأعرق إلى إستيعاب ذلك، خصوصا وأن الإمكانيات كلها متوفرة لهذه الصحف.
ولفت صلاح، النظر إلى الورقة الإلكترونية التى خصص لها الدكتور عهدى فضلى جزءا فى كتابه، مؤكدا على أنه يماثل "الورقة التاتش" فعقب مفيد فوزى قائلا: هل هذا حقيقى أم شغل حواة؟
وعقب صلاح على المداخلات مشيرا إلى أن الصحافة الإلكترونية ليست هى الإسلام الجديد، والصحافة المطبوعة هى قريش، مؤكدا أنه ينتمى إلى الأهرام، موضحا أنه يؤمن بهذا الانتشار الشديد للصحافة الإلكترونية، وكذلك أن المستقبل يمضى فى طريق التكامل بين المجالين، إلا إذا نجحت جماعات البيئة فى كفاحها من أجل وقف صناعة الورق، التى تضغط بسبب تأثير هذه الصناعة على البيئة، وكلنا نتأثر بما يحدث فى الخارج، وأشار إلى أن مسارات التطوير تمضى فى طريق التكامل، بين الجانبين.
وعقب صلاح، على دور التليفون المحمول فى تغيير " البيزنس" مشيرا إلى أن المؤسسات ترسل أخبارها على المحمول، ومع تطور التقنيات ممكن أن تتضاعف هذه الرسائل، ويتم تزويدها بالصورة أو بالفيديو، ويزعجنى الإحساس الذى يسود عند أساتذتنا بأن الصحافة الإليكترونية تيار يزحف على الصحافة الورقية، واشار صلاح إلى تجربة اليوم السابع فى عمل قسم " الإنتيك بيرسونز" وهم مجموعة من المحررين يتلقون الأخبار من زملائهم فى وسط الأحداث عبر التليفون.
كما أشار صلاح إلى مجموعة من التقنيات فى اليوم السابع، أهمها اللامركزية الكبيرة جدا، وهى ما تؤدى إلى تدفق العمل بسهولة، بحيث يحدث تواصل بين المحررين فى الشارع، وزملاءهم فى صالة التحرير، وأكد صلاح على أنه يؤمن إيمانا كبيرا بالمطبوع، والدليل على ذلك أن اليوم السابع سوف تصدر ورقيا بشكل يومى فى مارس المقبل.
وأكد صلاح على أن هناك عددا من الحلول لتفادى أزمة الصحافة الورقية، موضحا أن الرعد والبرق الإلكترونى ربما يقود إلى تغيير شامل، وربما لا.
وعقبت نوال مصطفى، على كلمة خالد صلاح، مؤكدة على اتفاقها معه فى أهمية الاهتمام بالصحفى الإلكترونى.

عهدى فضلى يوقع كتابه

صورة جماعية للمشاركين فى الندوة

الإعلامى مفيد فوزى

الكاتبة الصحفية أفكار الخرادلى

الكاتبة الصحفية نوال مصطفى رئيس تحرير سلسلة كتاب اليوم

الكاتب الصحفى عمرو عبد السميع

الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع

عبد الحى عبيد مدير أكاديمية أخبار اليوم

الدكتورة ليلى عبد المجيد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة

الدكتور محمود علم الدين وكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة

حضور الندوة