بسم الأب والابن والروح القدس إله واحد أمين، بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين، بسم الإله الواحد الذى من المفترض أن نعبده جميعاً.
"أَبَانَا الَّذِى فِى السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِى السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. وَلاَ تُدْخِلْنَا فِى تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ".
"بسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ آمين".
إن كنت لا تجد غضاضة فى تلك الآيات، بل على العكس تجدها فرحة وهدى، إن كنت تؤمن حقا بأن الدين لله والوطن للجميع، وإن كنت لا ترى أن استخدام كلمة "ألو" رداً على مكالمة كفراً وإلحاداً، كما لا ترى فى التحية بالسلام عليكم استفزاز بل مودة، وترد بأحسن منها، وإن كنت ترى أن نهارك سعيد يا حضرة تحضر، وإن كنت لا ترى فى السفور فجور ولا فى النقاب إرهاب ولا فى الحجاب تشدد، وإن كنت ممن يطربهم الله أكبر وكيرياليسون ولا يسببون لك ضيقة بل بهجة واستبشار، إن كنت تستطيع أن تعلق آية الكرسى بجانب صورة العذراء مريم ليس فقط لأن الله اصطفاها على نساء العالمين ولكن لإيمانك بطهورها ولسمو الآية الكريمة.
وإن كان الصليب أو الهلال لا يسبب لك قلق ولا ترى فيهما أدوات حرب بل سلام وأن عناقهما يجسد العيش المشترك، إن كنت من الراغبين فى محو خانة الديانة لتأكيد هويتنا ولا ترى ضررا فى تسمية ابنك عمر أو ابنتك تريزا وإن كنت ترى فى الساجدين خشوعا لله وفى الراكعين استسلاما للرب، وإن كانت أجراس الكنائس تطربك كما يستهويك حى على الفلاح وإن كنت ممن يعرف أن نجاسة اليد أو القلب تبطل طهارة الجسد.
وإن كنت ممن يرددون ما أمر به ربنا "قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِى مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِى النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" وأن "مَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا".
وأن يسوع المسيح المخلص هو "الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" كما أنه "رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ" وإن كنت ممن يؤكد سماحة الإسلام وتسامح المسيحية وممن يقولون "وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِى أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" وإن الآيات البينات لم تنزل إلينا للترديد وإنما فهما وفعلاً وهداية.
فإن كنا من هؤلاء فنحن من الغالبية العظمى الساكتة على قهرها فى الدين والدنيا، وحان الوقت أن نعتصم بحبل الله جميعا لنشر المحبة ونبذ الكراهية والتطرف والدعوة لعودة الآخر الذى أقصيناه وأن نتعلم من مسيحنا الحى ومن ديننا الحنيف بأنه "لا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ" و"ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" وأنك "لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِر"، فهذه تعاليم ربنا الإله الواحد فى كتابه الكريم وكتابه المقدس.
دعونا نُعِد مصر التى عرفناها الجاذبة الحاضنة للكافة على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وعقيدتهم، أرض المحبة المذكورة ثلاثون مرة فى كتابه الكريم ومائة مرة فى كتابه المقدس، أرض النور والتنوير لا الإقصاء والتكفير، الوطن الواحد ذو العقيدتين الذى تبدلت أغلبيته الدينية مع مر العصور، دعونا نبدأ بدعوة الآخر لا بإنكاره، دعونا نفتح قلوبنا كى نفتح أبواب بيوت الله لكل الناس، دعونا نمسح من عقولنا الخرافات التى سمحنا لها بأن تهب علينا فى غفلة من الزمن ونطهر أنفسنا من التطرف الذى اخترقنا من قلوبنا وعقولنا وليس من حدودنا، تعالوا سويا نرعَ العلم بجانب الإيمان، نحمِ الفن والأدب والثقافة مع العقيدة، تعالوا نطبق العدالة والتكافل والمساواة.
فلنتشبث بالوصايا العشر التى أوصانا بها العهد القديم وأكدها القرآن الكريم ونؤكد إنسانيتنا بأن نحب لأخينا ما نحبه لأنفسنا وألا نطالب الغير بما لا نرضاه لأنفسنا وأن نعيد الدين ورجاله إلى المكان والمكانة الواجبة وأن نعيد للدنيا بهجتها وأن نترك للرب حساب العباد وأن نجادل بالتى هى أحسن وبألا نتعالى على دين الآخر ولا أن نتدخل فى عقيدته بل نصونها، فلكل واحد شرعه ولو شاء الله لجعلنا أمة واحدة، فويل لأمة كثرت دعاتها وقل فيها الإيمان.
فإذا فعلنا نجونا معاً وإذا تكاسلنا أو أهملنا هلكنا معا وهلكت معنا الأرض الطيبة الجامعة لنا على مر القرون، وإذا بدأنا مشقة الإصلاح الطاهر من الشوائب " فلابد أن يستجيب القدر وينجلى الليل وينكسر القيد".
"طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، طُوبَى لِصَانِعِى السَّلاَم... سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ"
• سكرتير مساعد حزب الوفد سابقا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة