انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فى افتتاحية عددها الصادر اليوم، الخميس، النهج الذى اتبعه الرئيس التونسى زين العابدين بن على فى مواجهة موجة الغضب العارم الذى اجتاحت بلاده فى الآونة الأخيرة بسبب سوء الوضع الاقتصادى، وقالت إنه طوال 23 عاماً، عكف على إحكام قبضته على الحياة السياسية، والترويج لتونس كواحة سياحية خلابة، متجاهلاً التوترات الخطيرة التى تراكمت فى الخفاء، ورغم اندلاع سلسلة من أعمال الشغب العنيفة، إلا أن موقفه كان مثيراً للجدل بعد أن زاد من إحكام قبضته على البلاد، الأمر الذى سينتهى حتماً بالمزيد من الاضطراب وسفك الدماء، على حد تعبير الصحيفة.
وأضافت الافتتاحية المعنونة "تونس تغلى"، أن المظاهرات بدأت الشهر المنصرم عندما أشعل عاطل جامعى النيران فى نفسه بعد أن منعته قوات الشرطة من بيع الفاكهة والخضروات فى الشارع، لأنه لم يحصل على ترخيص، الأمر الذى أثار غضب الشباب التونسى الذى طفح به الكيل ولم يجد سبيلاً آخر سوى التصدى لرقابة الرئيس.
ومع مقتل أكثر من 30 شخصاً، وانتشار حالة من الفوضى فى شتى أنحاء البلاد، انهالت واشنطن بتوجيه الانتقادات للبلاد، شأنها شأن الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، فى الوقت الذى أبقت فيه فرنسا، أحد أبرز حلفاء الرئيس التونسى على صمتها بشكل "مخزٍ"، على حد وصف الصحيفة.
وأشارت افتتاحية "نيويورك تايمز" إلى أن بن على ألقى باللوم على المحرضين الأجانب، وحاول تهدئة الأوضاع بتعهده بتوفير فرص عمل جديدة للشباب التونسى، ولكنه فى الوقت عينه أمر بإغلاق كل المدارس والجامعات لأجل غير مسمى، مما سيولد المزيد من الغضب وسيلحق ضررا بالغا بمستقبل البلاد الاقتصادى.
وختمت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها قائلة "من وقت ليس ببعيد، اعتبرت الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى زين العابدين بن على، - وبعض الطغاة العلمانيين الآخرين - حلفاء لا يمكن الاستغناء عنهم فى معركتهم ضد التشدد، أما الآن فواشنطن على ما يبدو باتت تدرك جيداً أن قمع الرئيس التونسى لشعبه وتوجيه أذن صماء لاحتياجاتهم يزيد من حدة الغضب ويجعله أكثر اشتعالاً، ويبقى التحدى فى جعل بن على يرى هذه الحقيقة".
صحيفة أمريكية تنتقد فشل الرئيس التونسى فى تهدئة غضب شعبه
الخميس، 13 يناير 2011 02:36 م
الرئيس التونسى زين العابدين بن على
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة