لا يتوقف يوم دون أن يسال فيه الدم العربى فى الشوارع، فمنذ أربعة أيام لم تتوقف الشرطة التونسية عن قتل المواطنين المحتجين فى الشوارع، ضد الفقر والبطالة، وغياب الحرية.
وفى مصر ومنذ جريمة القديسين التى راح ضحيتها 23 مواطنا، مات الشاب السكندرى سيد بلال أثناء التحقيقات الجارية حول القضية، وحتى الآن لم يصدر تقرير الطب الشرعى حول أسباب وفاته، ومساء الثلاثاء لقى مواطن مصرعه وأصيب خمسة أطلق عليهم مندوب شرطة النيران داخل قطار فى سمالوط.
وقبل يومين أيضا أعلن عن وفاة مواطن كويتى داخل السجن، وسط شبهات بأنه مات تحت وطأة التعذيب، ومطلع هذا الأسبوع أيضا قتل خمسة جزائريين فى مظاهرات تشكو الغلاء وارتفاع الأسعار والاحتكارات التى يدفع ثمنها المواطنون الغلابة.
ولم تتوقف الجرائم الطائفية والعمليات الإرهابية والتعذيب أيضا داخل السجون العراقية، وهو نفس ما يجرى فى اليمن التى تمركزت القاعدة فى جنوبها وحولت الحياة فيها إلى جحيم.
فى كل مكان فى العالم العربى تقريبا تزهق أرواح المواطنين الأبرياء، إما بسبب عنف طائفى، أو عمليات إرهابية، أو بسبب أجهزة الشرطة التى تتعامل مع المواطنين فى الشوارع باعتبارهم حيوانات أو حشرات تستحق الموت.
فى عالمنا العربى يتراجع الحق فى الحياة الذى هو أهم الحقوق التى نصت عليها جميع الشرائع السماوية، والمواثيق الدولية، والدساتير الحديثة، ويزداد فى مقابله حق السلطة فى الحفاظ على سلطتها، وحق المتطرفين فى قتل مخالفيهم فى الدين والعقيدة المذهب والطائفة.
من الخليج إلى المحيط دماء وحياة المواطنين العرب رخيصة جدا، ربما لا تكلف أكثر ممن ثمن رصاصة واحدة، أو عدد من المسامير يوضع فى مادة متفجرة زهيدة الثمن، لكنها تزهق أرواح لا تقدر بثمن.
فى عالمنا العربى نحن المواطنون لا نتمتع بالحد الأدنى من الحياة الكريمة، نفتقد الحق فى العمل.. والحق فى السكن.. والحق فى العلاج.. والحق فى التعليم.. والحق فى الأمن.. وأخيرا الحق فى الحياة، طالما توجد قلة قليلة تتمتع بهذه الحقوق لنفسها فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة