يمثل تدخين السجائر السبب الرئيسى لضيق الشرايين التاجية ومضاعفاتها والوفاة الفجائية واحدة من أكثر عوامل الخطر انتشارا بين دول العالم الثالث حيث تصل نسبة التدخين فى الذكور فى دول العالم المختلفة مثل تايلاند 69% وفى كوبا 58 %وإندونيسيا 52 %.
ومما سبق يتبين أن الكثير من العوامل المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب ترجع إلى الأسلوب المعيشى الخاطئ والجهل وعدم اتباع العادات الصحية السليمة الخاصة بالغذاء والحركة وإهمال العلاج المبكر لارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة دهون الدم
ولحسن الحظ فإن أمراض القلب يمكن منعها والحد من انتشارها بالعلاج الفعال والتصدى لعوامل الحظر السابق ذكرها.
وتدل الإحصاءات على أن معدل انتشار أمراض القلب التاجية مستمر بين كثير من دول العالم الغربى الصناعية ويتراوح معدل انخفاض من الوفيات الناتجة من إصابة الشرايين التاجية بين 3 إلى 7 % كل عام فى 21 دولة صناعية فيما يزيد عن انخفاض قدرة 25 % خلال سبع سنوات فقط، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن الامتناع عن التدخين فقط يعد مسئولا عن انخفاض وفيات القلب بنسبة 30%.
ولابد أن تكون هذه البيانات المشجعة حافزا هاما للمسئولين عن الشئون الصحية والجمعيات العلمية فى بلادنا وبقية الدول النامية لتبدأ بوضع حملة قومية بهدف منع ومقاومة عوامل الخطر المختلفة المؤدية إلى الأصابة بأمراض القلب، مع ضرورة اهتمام الجمعيات الطبية العلمية بالعمل على زيادة الوعى الصحى بين المواطنين ونشر المعلومات الصحية التى تقف على أسباب الإصابة بأمراض القلب والأزمات القلبية والوفاة الفجائية، ويجب ان تعى الحكومات بوضوح أن ما ينفق على الرعاية الطبية وعلاج أمراض القلب من أموال طائلة وما يتطلبه من فحوص وأدوية مكلفة وإقامة بالمستشفيات، بالإضافة إلى العجز وفقدان المقدرة على العمل بسبب تدخين السجائر يفوق ما تحصل عليه الحكومات فى دول العالم الثالث من رسوم وضرائب وجمارك على تلك المنتجات.
لذلك يجب وضع التشريعات اللازمة للحد من تدخين السجاير مثل منع التدخين نهائيا فى الأماكن العامة المغلقة خاصة المصالح الحكومية ووسائل المواصلات والبنوك والمستشفيات والمحلات التجارية ومنع بيع السجائر لمن يقل سنهم عن 21 عاما، مع وضع خطة جادة ضد التدخين تقوم بها الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة وأن تقوم برفع شعار "أن مجتمعا بدون سجائر يعنى مجتمع منتج".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة