◄◄ محفوظ عبدالرحمن: ترزية المسلسلات سبب الأزمة.. وبشير الديك: المنتجون الآن يتعاملون بمنطق البقالة هنشترى بكام ونبيع بكام
ثورة أعلنها كتاب الدراما لمواجهة سطوة نجوم الدراما التليفزيونية وتدخلاتهم فى السيناريو وفى عمل المخرج ومدير التصوير والإضاءة، إضافة لسطوة الإعلان الذى أفسد الدراما التليفزيونية وأثر بشكل كبير على قيمتها وأعلن عدد من الكتاب رفضهم المشاركة فى المهازل الدرامية التى أصبحت سمة السوق.
فى البداية تحدث الكاتب محفوظ عبدالرحمن لـ«اليوم السابع» مؤكداً أن ما يحدث على الساحة الآن لا يصدقه عاقل ولا مجنون فقد تحول الكتاب لـ«ترزية» يفصلون المشاهد على مقاسات النجوم وأصبحت الإعلانات هى المتحكم الرئيسى فى الدراما وتحولت شركات الإنتاج لشركات «بقالة» وللأسف الشديد شارك التليفزيون المصرى بجميع قطاعاته فى هذه الأزمة عندما تخلى عن دوره التثقيفى التعليمى ولهث وراء الإعلانات ودخل فى صراع مع الفضائيات وأهدر أمواله فى شراء مسلسلات لا قيمة لها.
أما الكاتب محمد الغيطى فيرى أن مشكلة المشاكل الآن فى الدراما هى وضع العربة أمام الحصان وهو عكس منطق الأشياء لأن المنطق يقول لكى تسير عربة الدراما لابد من وضع العربة خلف الحصان والحصان هنا هو النص أو السيناريو أو الفكرة ولكن ما يحدث أن النجوم يختارون الفكرة ويأتون بترزى مسلسلات يفصل لهم سيناريو ثم يختارون مخرج لا شخصية له لكى يتحكمون فى كل شىء وهذه هى آفة ومرض الدراما المصرية لأن الاعتماد على النجم الأوحد فى الدراما ثبت بالتجربة أنها دراما مريضة تفسد العملية الفنية ككل.
ويذكر الغيطى أن المخابرات الأمريكية بنفسها تشرف على عدد من المسلسلات التى تنتجها أمريكا وتشارك فى إنتاجها لأنها تريد توجيه رسائل للعالم كله من خلال هذه الدراما والتليفزيون المصرى يهرول وراء مسلسلات لا قيمة لها ويشتريها بالملايين.
الكاتب أيمن سلامة يضيف لكلام الغيطى قائلاً: لقد أصبح الكاتب لا حول له ولا قوة داخل المنظومة الجديدة التى ظهرت بسبب الإعلان فالمعلن يطلب من القناة شراء أعمال النجم أو النجمة والقناة تطلب من المنتج أن ينفذ لها عملاً بهذا النجم أو هذه النجمة وعلى الكاتب أن ينحى أفكاره جانباً لينفذ رغبات البطل أو البطلة ثم يأتى المخرج بترشيح من النجم وعليه أن يكون مطيعاً وعوناً له وإلا يتم تغييره فوراً.
ويكشف أيمن سلامة عن مفاجأة فبعض النجوم يختارون النصوص التى يمثلون فيها دون قراءتها أو يتركون السيناريو لصديقه أو سائقه أو اللبيس الخاصة بالنجمة التى تقرؤه ثم تقول للنجمة «حلو يا مدام» فيتم تنفيذه فوراً.
الناقد الفنى المتخصص فى شؤون الدراما السيد الغضبان أوضح أن سبب فساد الدراما التليفزيونية هو المنتج المنفذ الذى فتح النافذة للفساد فمع دخوله ارتفعت الساعة الإنتاجية من 54 ألف جنيه إلى 260 ألف جنيه خلال عامين فقط بعد مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» ووصف السيد الغضبان قيادات ماسبيرو بأنهم لا يملكون الرؤية التى تمكنهم من وضع خطة استراتيجية لإعلام محترم.
ويبين الكاتب بشير الديك أن الإنتاج حالياً تحول لنظام «البقالين» فالمنتج يحسبها بنظام «هنتج بكام وهبيع بكام»، وترك النص وأهمل الكاتب ويسأل المنتج قبل كل شىء عندك مين نجم دون السؤال عن الموضوع أو الفكرة.
يذكر أن ثورة كتاب الدراما ضد 10 نجوم حولت الدراما التليفزيونية لدراما ملاكى وكان يطلق عليهم الراحل أسامة أنور عكاشة العشرة المبشرون بالملايين وهم: يحيى الفخرانى ويسرا وليلى علوى ونادية الجندى وفيفى عبده ونور الشريف ونبيلة عبيد وعادل إمام ومحمود عبدالعزيز وإلهام شاهين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة