يقف عدد من الإدلاء السياحيين من جمعية يهودية متطرفة وسط مجموعة من التلاميذ والجنود اليهود ويشرحون لهم عن موقع يقولون إنه آثار قصر الملك داود فى حى سلوان فى القدس الشرقية المحتلة.
والمرشدون من جمعية "العاد" الاستيطانية المتطرفة التى تسيطر على ثلاثة مواقع أثرية وسياحية فى حى سلوان، حيث يقف السياح عند ديفيد سيتى أو" مدينة داود" وهى تلة فى حى سلوان تبعد أقل من 300 متر عن الجدار الجنوبى للمسجد الأقصى، وشيدت على مدخلها بوابة كتب عليها باللغات العربية والعبرية والإنجليزية "مدينة داود".
وتقول ناشطة السلام الإسرائيلية حاخيت عفران من حركة" السلام الآن" التى قامت بجولة على الموقع مع الصحفيين إن "جمعية العاد " تقوم بسياحة استيطانية فى القدس الشرقية، وفى السنة الأخيرة قامت بجولات لنحو 400 ألف تلميذ وجندى من الجيش الإسرائيلى فى سلوان".
ويشهد حى سلوان اشتباكات شبه يومية منذ عام ونصف بين شبان فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية بعد أن أعلنت بلدية القدس عن عزمها هدم بيوت فلسطينية فى الحى لإقامة حديقة أثرية توراتية مكانها.
وجمعية العاد الاستيطانية، التى اسمها هو اختصار لعبارة "نحو مدينة داود" بالعبرية، تأسست عام 1986 بهدف تهويد القدس الشرقية وإقامة حزام استيطانى يهودى حولها. وتستخدم جمعية العاد كافة الأساليب القانونية وغير القانونية للاستيلاء على البيوت والأراضى فى حى سلوان.
لكن مؤسسها ديفيد بيرى يقول للصحفيين " إن ما يدعيه العرب من ملكيتهم للبيوت صحيح حتى نصل إلى المحكمة فيصبح حينها الحق معنا ويصبح البيت ملكنا، ومن يضربون الحجارة علينا فى سلوان يحضرون من خارجها، لأنهم لا يريدون التعايش العربى اليهودى".
وتقول ناشطة السلام الإسرائيلية حاجيت عفران، إن الاستيطان فى القدس ينقسم إلى 3أنواع وهى "استيطان حكومى رسمى، واستيطان الجمعيات الدينية المتطرفة الذى يهدف إلى تهويد القدس والسكن فى الأحياء العربية، والاستيطان السياحى الذى تسيطر عليه جمعية "العاد" فى سلوان".
وأضافت أن مؤسسة "العاد" تمول أعمال الحفر التى تنفذها سلطة الآثار الإسرائيلية وتشرف على مواقع أثرية لا سيما ما يعرف بـ"بركة سلوان" وثلاثة أنفاق "أثرية" تجبى منها رسوم الدخول وتحولها إلى خزنتها، كما تحفر "العاد" كذلك تحت الشوارع والبيوت لذا ففى كل عام تنهار شوارع وطرق جراء الحفريات.
ويقول عالم الآثار البروفسور رافى جرينبرج من جامعة تل أبيب، إن زوار الآثار فى سلوان لا يحصلون على إرشاد محترف حول التاريخ الذى يشمل ماضى المنطقة من الكنعانى والبيزنطى والإسلامى، ولكنهم يحصلون فقط على إرشاد موظفى العاد الذين يروون التاريخ بدأ مع مملكة داود وانتهى بخراب الهيكل الثانى وبدا من جديد مع استيطانهم هنا فى سلوان.
ولفتت صحيفة هاآرتس فى نوفمبر الماضى إلى أن "جمعية العاد"، رغم كونها جمعية خاصة فإنها "لا تصوغ مستقبل القدس فحسب، وإنما أصبحت الهيئة التى اختارتها الدولة لتكون مسئولة عن ماضى المدينة، وتمكن نحو 900 إسرائيلى من الإقامة فى البلدة القديمة للقدس من خلال منظمة "عطيرت كوهنيم" اليهودية الاستيطانية المتطرفة، بالإضافة إلى 3100 يهودى يعيشون فى الحى اليهودى.
ويعيش فى القدس نحو 270 ألف فلسطينى و200 ألف إسرائيلى فى القدس الشرقية التى يعتبرها الفلسطينيون عاصمة دولتهم المستقبلية.
