تناولت صحيفة "الجارديان" الأوضاع فى لبنان، وقالت فى تقرير لمحرر شئون الشرق الأوسط بالصحيفة إيان بلاك تحت عنوان "مخاوف من اندلاع حرب مع اتجاه بيروت نحو المجهول" إن انهيار الحكومة الائتلافية تذكر بشدة بالإرث السام الذى خلفه اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى عام 2005، الذى سمح لحركة 14 أذار الموالية للغرب بالقدوم إلى الحكم بعد الانسحاب المذل لسوريا من البلاد التى "احتلتها" طوال 30 عاماً.
وتمضى الصحيفة فى القول إن السياسة فى لبنان دائماً ما تكون محفوفة بالمخاطر، لكن انهيار حكومتها الوطنية بعد إعلان وزراء حزب الله وحلفائه استقالتهم قد أغرق البلاد فى حالة جديدة من عدم اليقين. وأشارت إلى أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى كان فى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما عندما حدثت تلك الدراما فى بيروت لتسلط الضوء على الأهمية الأكبر للاشتباك بين القوات المدعومة من الغرب وتلك التى تؤيدها إيران.
وتعتقد الصحيفة أن بيروت كانت على حافة الخطر منذ أسابيع، رغم تهدئة المخاوف خلال العام الجديد مع عمل سوريا والسعودية، الوسيطان العربيان المتنافسان، على التوصل إلى اتفاق لاحتواء الأزمة.
وتنقل الجارديان عن نديم شحادة من مركز شاتم هاوس البريطانى قوله إن الأزمة قد وصلت إلى مؤسسات النظام اللبنانى نفسه، واعتبر أن ما حدث يمثل قفزة نحو المجهول. وكان حزب الله يأمل أن يُجبر الحريرى على سحب التمويل الحكومى للمحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رفيق الحريرى، والضغط على القضاة اللبنانيين فى المحكمة للاستقالة وإعلان التوصل إلى اتفاق مع للأمم المتحدة بأن هذه المحكمة ملغية وباطلة، إلا أن المؤيدين رأوا أن سقوط الحكومة هو نتيجة أفضل.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الأحداث التى شهدتها العام الماضى أظهرت أن سوريا استعادت الكثير من نفوذها فى لبنان واحتفظت بتحالفها القوى مع إيران.
