كشفت مصادر بارزة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى عن الأسباب الحقيقية لاستبعاد مجموعة من قيادات الهيئة العامة للخدمات البيطرية عن مناصبهم بعد فترات قصيرة من تعيينهم، خاصة الإدارة المركزية للحجر البيطرى التى شهدت تغيير 3 رؤساء فى 7 أشهر تقريباً، كان آخرهم الدكتور أحمد إمام، وكذلك استبعاد عدد من مديرى مديريات الطب البيطرى بالمحافظات من مناصبهم دون أسباب، فضلاً عن استبعاد الدكتور حامد سماحة رئيس الهيئة.
وبالعودة إلى الـ7 أشهر الماضية، وتحديداً فى مارس من العام الماضى، أصدر وزير الزراعة أمين أباظة قراراً مفاجئاً بإقالة الدكتور حامد سماحة من منصبه كرئيس للهيئة العامة للخدمات البيطرية، وتعيين الدكتور محمد مصطفى الجارحى خلفاً له، وأعلن الوزير وقتها أن «سماحة» طلب منه إعفاءه من منصبه لرغبته فى الترشح بمجلس الشعب، لكن مصادر من داخل الهيئة أكدت وقتها أن الوزير أقال «سماحة» من منصبه لأسباب تتعلق بخلافاته المستمرة مع مدير معهد بحوث صحة الحيوان الدكتورة منى محرز، فضلاً عن وجود بعض المخالفات التى تحقق فيها النيابة الإدارية تخص موافقته على السماح باستيراد بعض صفقات اللحوم المذبوحة والحيوانات الحية غير المطابقة للمواصفات.
أما بالنسبة للإدارة المركزية للحجر البيطرى، وهى الإدارة الأخطر فى الهيئة العامة للخدمات البيطرية، فهى المختصة بالسماح بفحص الحيوانات واللحوم قبل دخولها مصر، فتشير المصادر إلى أنه قبل رحيل الدكتور حامد سماحة من منصبه أصدر قراراً بإقالة الدكتور يوسف ممدوح شلبى من رئاسة الإدارة المركزية للحجر البيطرى، وتعيينه مستشاراً بالهيئة إلى أن تم انتدابه للعمل بالحجر البيطرى بمطار القاهرة قبل 4 أشهر، وكشفت المصادر أن «شلبى» فوجئ بقرار عزله من منصبه بعد اعتراضه على صفقات حيوانات حية مستوردة من دول أمريكا اللاتينية لصالح إحدى الشركات التى كان يرأس مجلس إدارتها عضو بمجلس الشورى قام بممارسة ضغوط على رئيس الهيئة والوزير لإقالة «شلبى» من منصبه، بحجة أنه يعطل مصالح الكثيرين، وبعدها تم تكليف الدكتور محمد نجيب للعمل بالإدارة ذاتها، ثم انتداب الدكتور محمد نجيب، لكنه بعد عدة أشهر صدر قرار وزارى بإنهاء انتداب «نجيب» بعد الضغوط التى تعرض لها من رجال أعمال وأعضاء بمجلس الشعب، قدموا فيه شكوى لوزير الزراعة، بدعوى أنه يلزمهم بإجراءات روتينية، حتى اضطر «نجيب» نفسه لطلب إعفائه من منصبه، وكان للوزير أمين أباظة رغبة فى عودة الدكتور يوسف ممدوح إلى منصبه الأول، لكن الرقابة الإدارية تحفظت على عودته، فاقترح «الجارحى» اسم أحمد إمام الذى شغل المنصب لمدة شهرين فقط بعدها تم عزله بقرار وزارى رقم 1948 فى ظروف غامضة، وتم تعيين الدكتور سيد جاد المولى مديراً لمديرية الطب البيطرى بالجيزة.