كشف فيرى دى كركوف، السفير الكندى لدى القاهرة، عن أسرار لقائه الدكتور محمد البرادعى، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذى امتد إلى ما يقرب من 90 دقيقة كاملة، نال منها مستقبل الرئاسة فى مصر نصيب الأسد من حديث الرجلين على مائدة الصداقة التى لم تخلُ من انتقادات لاذعة، ومن تشخيص جرىء لمستقبل مصر خلال السنوات القادمة.
وأثناء زيارته لمقر الجريدة الأسبوع الماضى، أثار السفير الكندى فى حديثه لـ«اليوم السابع» العديد من القضايا الشائكة التى تناولها فى حديثه مع الدكتور البرادعى، كان أبرزها ما طرحه السفير من تساؤلات عديدة على البرادعى حول رؤيته للدولة والمنهج الذى يتبعه للوصول إلى تلك الرؤية، مؤكدا باستمرار على الاحترام الذى يكنه للبرادعى ووصف شخصيته بـ«الهادئة والمتواضعة».
وعن أهم تفاصيل اللقاء أشار دى كركوف إلى ما استشعره من حب البرادعى لوطنه، وعدم سعيه إلى أى مجد شخصى فى أوقات صعبة، قائلا عن البرادعى «إنه كان ينوى إلقاء عدة خطابات فى مصر، ثم يذهب إلى فرنسا ليعيش بمنزله هناك وهذا شىء رائع»، مضيفا: «لقد حقق الكثير بالفعل لذاته، وكان ممثلا دبلوماسيا لمصر فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وعن الاتهامات التى وجهت إلى البرادعى من قبل بعض الحركات الموالية للحكومة، ومن بينها اتهامات بالتحريض على العصيان المدنى، وتأليب أفراد الشعب المصرى على قيادته، وإثارة جو من التوتر والبلبلة والتشكيك فى نزاهة القيادة السياسية، فضلا عن اتهامات تم تقديمها للنائب العام ضد حركة «التغيير» التى كان يتزعمها البرادعى بإشاعة الفوضى بين طوائف الشعب، وتحريض الرأى العام، وتكدير الأمن، والتشكيك فى القيادة السياسية، والمطالبة باتخاذ الإجراءات القانونية نحو التحقيق فى مصادر تمويل هذه الحركة، ووقف تحركات البرادعى التى تحمل تشويها متعمدا لصورة مصر وقيادتها وأمنها- قال السفير الكندى إن البرادعى أخبره بأنه لم يكن ينوى الترشح للرئاسة من الأساس، وكان يريد فقط تحريك المياه الراكدة فى الحياة السياسية بمصر، وأضاف دى كركوف بقوله «أنا مقتنع أنه لم يكن ينوى الترشح للرئاسة، ولكن مجرد تحريك الساحة فى مصر».
وفجر السفير دى كركوف مفاجأة استخلصها من لقائه بالبرادعى، هى أن الأخير تم دفعه إلى طريق الترشح للرئاسة دون أن يعرف معالم هذا الطريق وحدوده، ومتطلباته الحقيقية، وإن كان مدركا كم الصعوبات التى يمكن أن تواجهه، إلا أن البرادعى انطلق فى هذا الطريق إيمانا منه بدوره تجاه وطنه.
وعلق السفير الكندى على ترشح البرادعى للرئاسة ثم التراجع بقوله «إنه تم دفعه، أو جذبه ليقود قطارا لم يكن يعلم أنه موجود فى الأصل، ولا يعلم إلى أين يتجه».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة