نعم نعيش هذه الأيام أوقات عصيبة ربما لم تمر ببلادنا من قبل, فالفتنة أوراها حميم ولظاها عنيف.. نسأل الله السلامة والبراءة من كل إثم وذنب، ومع كل نرفع رايات التفاؤل ونتضرع إلى الله راجين عفوه ورحمته وأن يتم علينا نعمة الأمن والأمان لا ننساق وراء المتشائمين ومن كادوا يرون فى مشايخ وعلماء نجل قدرهم ومكانتهم أنهم كانوا سببا فى الفتنة الحاصلة ومقدماتها وهذا من أخبث الظن.
نحن مازلنا نحمل بين جنباتنا الطيبة المعهودة فينا والتى ما تلبث أن تراها فى وجه جدتك وجدى فى الفلاح الكادح فى أرضه فى العامل المثابر فى مصنعه، وسوف تجد المروءة وألفة الحى والجيرة والقربى، والدعوة الجميلة من عجوز مسكينة أو عجوز وإن كانت بقية من الباقيات الصالحات.
وستجد من يحاربك فى تفاؤلك فيسفه ويضحك ويسخر ويتهمك بالسذاجة حين يسمعك، فإن كنت مترددا غير واثق فانظر ما استطعت حولك، فنحن مجتمع مفتوح الألوان نجدها فى شوارعنا متباينة.
هذا أفريقى جاءنا دارساً أو باحثاً عن فريق للكرة يلعب معه، وقد تعدوا المئات وهذا آسيوى جاء دارسا مملوءا بحب مصر ينهل من مصادر الدين الحنيف، وذاك أوروبى جاء سائحا وبعضه يمكث فى بلدنا إلى أمد محبا غير عابئ بفتنة أيا كانت لقد عمت هذه الوجوه، بل وانتشرت فبلدنا كريمة معطاءة وستظل على الدرب دائما رغم حميم الفتنة.
نعم نحن متفائلون رغما عن الفتنة.. متفائلون بمجتمع أكثر أمانا وأمنا واستقرارا طالما لم نعرض لحظة عن الدعاء والابتهال والرجاء لله الخالق فأصوات الآذان لن تصمت لحظة ومن خلفها أجراس الكنائس.
إن التوقعات الإيجابية أمر ضرورى لتحقيق الأهداف، لكن لا بد أيضاً من اتخاذ الأسباب. وإذا علا الهدف ازداد الجهد المطلوب لتنفيذه. فلابد من السعى حتى نستطيع التفريق بين الطموح والأحلام. فالطموحات التى يرافقها عمل وهمَّة عالية تسعى لتحقيقها تعطى ثمارها بإذن الله، فى حين تبقى التوقعات الإيجابية أحلاما إن لم يرافقها عمل ولم يبذل صاحبها جهداً. وقد لفت أنظارنا الشاعر إلى أنه من يخطب الحسناء سيدفع المهر الذى يُطلب منه مهما كان مرتفعاً: "ومن يخطب الحسناءَ لم يَغلهُ المهر".
وهدفنا هو قمة توقعاتنا الإيجابية ألا وهو توحد لأجل مصر لأجل الأمن والأمان والوقوف بعين بصيرة ويقظة لا تكل ولا تمل وترصد لكل فاتن يحاول يائسا أن يعبث ببلدنا ويسعى للفساد فى الأرض.
حادث الإسكندرية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة