وقع الوزير يوسف بطرس غالى مع مجموعة من البنوك بروتوكول مشروعا جديدا اسمه "حقق حلمك" قد تتصور أخى العزيز أن هذا المشروع هو أملك فى الحياة، وقد تظن بالفعل أن أحلامك ستتحقق، فتجد أن المشروع قد يحبطك أكثر مما يفرحك لأنه عبارة عن قرض لموظفى الجهاز الإدارى فى الحكومة بحد أدنى 5000 جنيه على المرتب يقول الوزير يستطيع الموظف بهذا القرض بعمل مشروع استثمارى، ويرد الطرف الآخر ممثل البنك أن هذا القرض لابد ألا يتعدى 35% من إجمالى المرتب وبنسبة فوائد بسيطة 10 فى المائة فقط.
لا أدرى ما مدى تحقيق الحلم فى تلك الفكرة؟ وما المشروع العبقرى الذى يتكلف خمسة آلاف جنيه؟ وما أرباحه؟
كان الموضوع سيختلف كثيرا لو أن المشروع قرض حسب المشروع الذى يريده الموظف وليس بحد أدنى خمسة آلاف جنيه، وهنا سيكون الموضوع بالفعل جيد، وبالتالى تكون أقساطه بسيطة وبدون فوائد أو على الأقل بفوائد رمزية.
وأيضا يكون المبلغ أعلى بعض الشىء حتى يتسنى للفرد بالفعل عمل مشروع فعلى لا أن يفكر لقلة مبلغ القرض فى صرفه فى توافه وكماليات تزيده عبئا على عبئه، كأن مثلا يشترى لابتوب أو غسالة فول أوتوماتيك لزوجته، لأنه طبيعى جدا أن هذا المبلغ الزهيد لن يعينه على عمل مشروع خاصة وان بنوكنا مليئة بالمبالغ النقدية وليست شأنها شأن البنوك فى البلاد الآسيوية ذات الاقتصاد القوى التى تعرف كيف تضخ أموالها وسيولتها فى مشاريع تدر أرباحا حقيقية، مما يسهم فى نمو حقيقى ورائع لتلك الدول ذات الاقتصاد القوى، والدليل على ذلك عوائد وأرباح مدخرات المواطنين فى تلك الدول تتعدى الـ20 فى المائة.
وهنا أستطيع أن أستنتج لضآلة المبلغ الذى يسمونه بالحلم فإن الموضوع لا يتعدى مجرد استثمار للبنوك ووزارة المالية أى أن الخدمة ستسدى للبنوك وليس للعامل، خاصة أن القسط لا يتعدى 35 فى المائة من قيمة المرتب، أى أن الموظف ذا المرتب ألف جنيه لابد أن يكون قسطه 350 جنيها، أى أن مبلغ القرض سيكون زهيدا، بينما أقل مشروع قد يحتاج أضعاف أضعاف هذا المبلغ.
إذاً فأين الحلم هنا فى هذا المشروع الذى بشرنا به السيد وزير المالية، ولمن الحلم بالضبط للموظف أم للوزارة والبنوك الراكد بها الأموال والنقود بلا وظيفة؟
محمد الحفناوى يكتب: حقق أحلامك كلها.. مع وزارة المالية
الأربعاء، 12 يناير 2011 11:27 ص
وزير المالية يوسف بطرس غالى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة