تشهد تونس والجزائر الآن عاصفة من الاحتجاجات الشعبية التى أربكت نظم الحكم فيهما وأدت لتوتر كبير فى ردود أفعال الأنظمة الحاكمة هناك، ففى تونس بلغ عدد القتلى من الشعب الشقيق 20 قتيلاً غير المنتحرين، وفى الجزائر بلغ عدد القتلى حتى الآن 5 غير أعداد المصابين التى تعد بالمئات على أفضل التقديرات، كل هذا السخط الشعبى المبرر لعدم تحملهم الأوضاع المعيشية والاقتصادية هناك، والتى احتكرها قلة من العائلات المقربة من الأنظمة الحاكم.
ولكن لماذا يحدث هذا فى البلدان الشقيقة لنا العربية المسلمة المحكومة مثلنا التى تعيش فى مستويات معيشية أعلى منا كمصريين ومستويات أسعار لديهم أقل من عندنا؟.. لماذا حدث عندهم ذلك ولم يحدث عندنا؟.. نحمد الله أنه لم يحدث حتى الآن، لأنه إذا حدث قد لا تحمد عقباه، وأن غضبة الجماهير المصرية ليست محسوبة العواقب وغير متوقع سلوكها لو حدث.
وما تفعله النظم الحاكمة فى تونس والجزائر الآن هو إجراءات عاجلة لحل الأزمة من خلال تعديل بعض القرارات والسياسات لتخفيض الأسعار وزيادة فرص العمل، بالإضافة إلى الاجتماع مع بعض الأحزاب والحركات الاجتماعية المعارضة هناك للم الشمل وإدراك ما فات، رغم ردود الأفعال الجماهيرية الغاضبة التى تزداد غضبتها كلما تحدث مسئول رئيس كان أو وزير لفقدهم الثقة من البداية فى هذه الأنظمة..
إذاً لماذا كان الانتظار حتى حدوث ما حدث من انفجار شعبى ودمار لكثير من الممتلكات وموت لكثير من الشباب وأمور أخرى غير محسوبة.
لعل ذلك إنذار قوى لنا وللمسئولين فى مصر بضرورة السرعة فى معالجة الأزمات والمشكلات التى نواجهها كشعب، خاصة مع الأوضاع المعيشية المأساوية والأوضاع السياسية المقلوبة والمكبوتة، ومع فقدان الثقة من الشعب فى حكومته وفى كلامها..
ولعل ما يؤكد إمكانية انتقال عدوى الاحتجاجات الجماهيرية وأحداث العنف التى تحدث فى تونس والجزائر عندنا فى مصر أن مصر الآن تشهد ارتفاعات فى معدلات الفقر التى بلغت مستوى الـ 50% ومعدلات البطالة بين الشباب التى تزيد نسبتها عن 20% ومعدلات التضخم التى تزيد عن 15% فى العديد من السلع والسوء المتزايد فى مستوى الخدمات المقدمة للشعب والتزايد المستمر فى الطوابير على الكثير من السلع الأساسية مثل العيش واللحوم.. مما يعجل من ضرورة التحرك السريع لحل هذه الأزمات المزمنة حتى لا يحدث الانفجار وحتى لا نقول أنتم السابقون ونحن اللاحقون.
على عبد العزيز يكتب: تونس والجزائر.. وماذا بعد؟
الأربعاء، 12 يناير 2011 08:23 م