العمل الإرهابى الذى وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية يجعلنا نعيد قراءة ما حدث ومحاولة الغوص فى أسبابه الحقيقية لأنه إذا أردنا القضاء على تلك الأعمال الإرهابية يجب القضاء أولاعلى أسبابها الحقيقية.. مما يتطلب منا أن ننكأ الجراح ونغوص فيها لإخراج القىء والصديد حتى يتم تشخيص المرض ومن ثمّ القدرة على شفائه مثلما نفعل عند معالجة الدمامل والبثور المزمنة، من هذه الأسباب:
أولا: يحكمنا نظام حكم انفرد بالسلطة مددًا كثيرة يعمل على إضعاف الحياة السياسية وإقصاء جميع الأحزاب والقوى السياسية المختلفة وقد انتعش فى ظله الفساد والظلم والرشوة.
ثانيا: البطالة التى يعانى منها الشباب، فنسبة البطالة فى مصر من أكبر النسب عالميا، مما أصاب الكثير من الشباب بالإحباط والتذمر لعدم قدرته على بناء مستقبله وتوفير المسكن وعدم القدرة على تدبير مصروفات الزواج واحتياجاته فيما بعد، مما جعل الطريق أمامه مسدودًا ومظلما وبالتالى جعله عرضة للتغرير به وتصديقه لأفكار ضالة ومضللة أدت فى النهاية إلى ما نراه من تعصب أعمى وتنفيذه لعمليات إجرامية ضد الوطن
ثالثاً: تربص قوى خارجية بمصر نتيجة لمواقفها السياسية فى الكثير من القضايا الإقليمية والدولية خاصة قضية فلسطين مما جعل هذه القوى تعمل على اضطراب البلاد وعدم استقرارها والتفرقة بين أبنائها.
رابعًا: عدم تنفيذ القانون فى العديد من القضايا الهامة بحجج عدم مواءمتها للظرف المحيط بتا، بل فى بعض الأحيان يتم الارتكان إلى الحل العرفى وجلسات الصلح والتى تعيدنا إلى عصر القبيلة وتلك الأعمال تتناقض تمامًا مع مبدأ المواطنة بل واستخفافا بدولة سيادة القانون والذى يقرر بأن الجميع متساوون أمام القانون.
خامساً: هناك بعض المطالب للإخوة المسيحيين أهمها بناء بعض الكنائس نظرًا لازدياد العدد فى بعض المناطق نعلم أن هناك قرارات بذلك، لكنها لا تنفذ فى الغالب نظرًا للبيروقراطية المصرية والمواءمات الأمنية.
سادساً: كما يوجد متعصبون مسلمون يوجد متعصبون مسيحيون والاثنان يعملون على زيادة الاضطرابات والتوترات الطائفية بسبب أقوالهم وتصريحاتهم غير المسئولة والتى تحدث الفعل ورد الفعل من الجانبين، مما يؤدى فى النهاية إلى الاحتقان
سابعاً: نتيجة للاحتقان السياسى واحتكار النظام الحاكم للسلطة وانسداد قنوات التعبير السياسية جعلت من بعض المساجد وبعض الكنائس نقطة لانطلاق العديد من المظاهرات وجعلت من الشيخ والقسيس المتطرفين بل والمتعصبين الأب الروحى للشباب، وللأسف لم يصبح للسياسيين أى دور مؤثر على الشباب المصرى وكبح جماح غضبهم.
ثامناً: غياب المشروع القومى الذى يسير خلفه الشباب مثلما كان فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى كان له أكبر الأثر فى اختطافهم لمشاريع أخرى لا تريد الاستقرار لمصر
تاسعاً: بعض وسائل الإعلام المشبوهة وبعض القنوات الدينية الإسلامية والمسيحية لها دور كبير فى شق بنيان الأمة والعمل على إثارة الفتنة وتغذية النعرات الطائفية.
عاشرًا: عدم التنشئة السليمة لأبنائنا وغرس قيم التسامح وقبول الآخر وتركهم عرضة للأفكار الضالة والمضللة.
عثمان محمود مكاوى يكتب: الغوص فى انفجار القديسين
الأربعاء، 12 يناير 2011 09:58 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة