محمد حمدى

حادث سمالوط.. طائفى؟ أم غير طائفى؟

الأربعاء، 12 يناير 2011 01:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حق الدولة أن تتحسس خطاها مع كل حادث عنف بين مسلمين ومسيحيين، خشية أن يؤدى إلى اندلاع أحداث طائفية بين الجانبين، وهو ما يتكرر منذ سنوات فى مناطق مختلفة من مصر، لكن فى نفس الوقت على كل المسئولين تحرى الدقة أكثر قبل الحديث عن أية جريمة من هذه النوعية.

على سبيل المثال إطلاق النار الذى قام به مندوب شرطة أمس الثلاثاء بالقطار رقم 979 المتجه من أسيوط إلى القاهرة فى محطة سمالوط بالمنيا، والذى أدى حسب البيانات الرسمية إلى مصرع مواطن وإصابة ستة أقباط. وقد لفت انتباهى تصريح محافظ المنيا اللواء أحمد ضياء الدين، والذى قال فيه إنه لا يعتقد أن هذا الحادث ليس له أى أبعاد سوى أنه شخص صعد إلى القطار وأطلق النار بطريقة عشوائية ليس فيها أى مؤشر أو أى توجه أو أى دلالة على الطائفية، مشيراً إلى أن الضحايا كانوا يركبون قطاراً مر مصادفة بالمنيا، ولا توجد سابق معرفة بين الضحايا والجانى.

وما يهمنى من كلام المحافظ الذى نشره "اليوم السابع" هو أنه أدلى برأى شخصى، لا يستند إلى التحقيقات الجارية مع المتهم، فهو مثلا لم يقل إن المتهم نفى فى التحقيقات أية أبعاد طائفية للحادث، وأنه أطلق النار بشكل عشوائى لأى سبب كان.. ولم يقل المحافظ أيضا إنه يعتقد وفقا لرؤية شخصية أن الحادث ليس له أبعاد طائفية، أو أنه يتمنى مثلا ألا يكون للحادث أسباب طائفية.
هذا التعامل الرسمى من المحافظ يفتقد إلى الكثير من الموضوعية والدقة، فهو يبدو وكأنه يشعر ببطحة على رأسه، أو تهمة يسارع بنفيها، وكان الأفضل ألا يدلى بأية تصريحات لا تستند إلى معلومات موثقة، لأنه فى اللحظات التى تلتهب فيها المشاعر قد يصبح كلام المسئولين غير المسئول كصب المزيد من الزيت على النيران المشتعلة.

وأعتقد أننا فى حاجة ماسة للتخلى عن هذه العقلية التى لا تريد تحمل المسئولية، وتتهرب من الواقع، وترفض الإقرار بما يحدث فعلا فى الشارع، صحيح أن فى مصر علاقة معقولة بين المسيحيين والأقباط، لكن من الصحيح أيضا أن هناك حالة من الاحتقان الطائفى، رأيناها كثيرا فى تظاهرات مسلمين غاضبين لتحويل مبنى خدمات فى قرية ما إلى كنيسة، أو لاستخدام منزل فى دروس دينية وصلوات كنسية، أو بسبب خناقة بين أطفال أو حتى معاكسة فتاة.

فى مصر احتقان حقيقى، وإذا أردنا مواجهته، فعلينا أولا الاعتراف به، ثم دراسة الأسباب، ووضع الحلول موضع التنفيذ، دون أن نواصل سياسة النعام، وندفن رؤسنا فى الرمال.

قد يكون حادث سمالوط غير طائفى، لكننى أرجو من جميع المسئولين أيا كانت درجة مسئوليتهم أن يتحلوا بالصمت، وإذا أرداو الحديث فعليهم مخاطبة الناس بالعقل وليس بمنطق النفى والإنكار الذى لا يقبله أحد غيرهم.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد رفعت

المصرين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة