أحمد خيرى يكتب: اصحى يا دكتووور

الأربعاء، 12 يناير 2011 06:12 م
أحمد خيرى يكتب: اصحى يا دكتووور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أوجه إليك يا رئيس وزراء مصر هذه الكلمات من مواطن بسيط جدا لا يهمه غير بلده، واعذرنى إن تجاوزت اللياقة أو حدودها فهذا من عشمى. يا دكتور ألا ترى ما يحدث فى تونس ليس منا ببعيد، وأن الكبت والبطالة وسوء أحوال عامة الشعب والفساد، وكبت الحريات جعل التونسيين ينفجرون والبداية كانت فى قرية صغيرة، ثم انتقلت العدوى لقرى وأماكن أخرى، وإذا كانت تونس بلد صغيرة فنحن بلد كبير، وإذا حدث هذا فستكون عاقبته وخيمة. أرجوك اصحى.

يا دكتور ألا ترى ما يحدث فى السودان والعراق واضطهاد الأقليات وضياع حقوق الإنسان هو بداية التفتيت، ومؤشر خطير لحروب أهلية مستقبلية وليس السودان عنا ببعيد.. أرجوك اصحى يا دكتور.. انزع فتيل الانفجار واجعل وزراءك ينزلون إلى الشارع ويتحسسون مواجع الألم والشكوى قبل الصراخ ويعملون على تثبيت الحالة والعلاج تدريجيا قبل أن تتدهور إلى الأسوأ. أرجوك اصحى..

يا دكتور أصدر تعليماتك للوزراء بمشاركة المواطن فى مشاكله والعمل على حلها وكلها فى الإمكان، اجعلهم يذهبون إلى موقع الحدث حيث المعتصمون من أصحاب المقطورات، حيث المعتصمون فى الشركات، حيث طوابير أنابيب الغاز، حيث مظاهرة لمدارس بنات، حيث أساتذة جامعات مطالبين بحقوقهم، حيث ازدحام فى الشوارع وتعطل لوسائل المواصلات، حيث إضراب السائقين للمترو وغيره. اصحى أرجوك..

يا دكتور اجعل وزراءك يقيمون بجولات تفقدية فى كل المواقع والمشروعات يتابعون ويراقبون ويكتشفون أوجه الفساد والتقصير، فالمستشفيات مازالت سيئة والمدارس مازالت إلى الأسوأ والمواصلات والحوادث إلى الحضيض، والمبانى المنهارة تزداد بضحاياها، والسياحة تتقهقر، وإعداد المستثمرين والصناعة والزراعة تتراجع.. والبطالة والعنوسة للركب والاحتقان الطائفى تورم فى الصعيد.. أرجوك اصحى يا دكتور... جديد أن نسمع عندنا فى مصر بإضراب لسائقى المترو.. جديد أن نسمع فى مصر بمظاهرة لمدرسة بنات.

جديد أن يئن الجميع فى وقت واحد بهذه المفردات.. التزوير... الموازى... البرادعى.. خالد سعيد... ارتفاع الأسعار.. التحرش... حوادث النقل... السحابة.. أرجوك اصحى يا دكتور.. اعمل على أن يكون المواطن فى الدرجة الأولى من اهتمام الوزراء، فالمواطن لا تهمه ولا يريد أن يفهم لغة الأرقام والبيانات والتصريحات البراقة، كل ما يهمه أن يشعر ويجد ويلمس انخفاضا فى الأسعار، واحتراما لآدميته، وخدمة ومعاملة حسنة فى المدرسة والمستشفى والشارع والمصنع، ويسعده وجود وتوفر ضرورياته بجودة وسعر مناسب لدخله وبطرق آمنة وحياة آمنة.

المواطن نفسه يرى نائب دائرته ويرى المحافظ مرة فى الشهر يسمع لشكواه نفسه يرى الوزير مرة واحدة سنويا فى محافظته يفهم منه ويشعره بكونه كائنا حيا له اعتبار على مدار العام وليس وقت الانتخابات فقط.. يريد وزراء يسمعون لشكواه ويضمدون جراحه ويطبطون عليه فهو الآن كالقدر يغلى ومكتوم فى انتظار أى قرار خاطئ.. فلتمتد يدك بسرعة يا دكتور وانزع هذا الفتيل واثبت فعلا للمواطن أن الحكومة على حق تفعل ما تقول.. أرجوك اصحى يا دكتور.. وكل عام وحضرتك بخير.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة