عبد الرحمن مقلد

واقعة قتل "الكلاب الضالة" بالسم

الثلاثاء، 11 يناير 2011 12:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أدرى السبب وراء قرار الأمن التخلص فجأة من الكلاب والقطط الضالة التى كانت تعيش فى منطقة وسط البلد، وخصوصاً أمام أحد مداخل مترو محطة جمال عبد الناصر بمنطقة الإسعاف، بالقرب من دار القضاء العالى.

فقط كنت فى طريق عودتى لمنزلى لأجد حشداً من الناس، كعادتهم يتفرجون، ووجدت كلباً يموت وينازع أنفاسه الأخيرة، ظننت فى بادئ الأمر أنه وافى أجله، وأنه يموت طبيعياً، ولكنى ذهلت حين عرفت أنه يموت بفعل السم الذى وضعه له رجال الأمن، لأنتبه بعد ذلك أنهم وضعوا سما لكل الكلاب التى بدأت فى الترنح والسقوط واحداً تلو الآخر فى مشهد هزلى يعكس مأساة الرحمة المفتقدة فى هذا الوطن، وذلك فى حراسة مجموعة من رجال الشرطة، لم أستطع أن أنبس بشىء سوى أن قلت "إنتوا بتعملوا إيه حرام عليكم"، ومشيت ككل الناس الذين زادهم الأمر "عكننة" وحزنا على حزن، ليظهر بعد ذلك فى أمراض المصريين المتوارثة كالسكر والضغط العالى والتجاعيد التى تملأ وجوههم فى سن مبكرة بفعل الهم لا الزمن، وانحناء الظهر بفعل الذل والحزن لا بفعل الشيخوخة.

أعادنى هذا المشهد لمشهد سابق لرجل بسيط، ككل المصريين، تلتف حوله يوميا فى فترة العصر، كل قطط وكلاب نفس المنطقة، (أمام أحد مداخل مترو محطة جمال عبد الناصر بمنطقة الإسعاف، بالقرب من دار القضاء العالى)، وهو يطعمها من بقايا طعام لا أدرى من أين يأتى به، ربما سيتفاجأ هذا الرجل حين لن يجد القطط ولا الكلاب التى أرسله الله ربما خصيصا لإطعامها، ربما سيجد عملا آخر له، أو منطقة لم يُشأ لها بعدُ أن تتطهر من حيواناتها الضالة الأليفة.

من المفترض أن تكون هناك وسائل للقتل الرحيم لهذه الكائنات الأليفة، لو لزم الأمر لقتلها، والتى لم أرها تعتدى على أحد المارة، أو حتى تجرب صوتها حتى بالنباح، ومن المفترض أن تكون هناك أماكن لتجميعها وطرق للتخلص الآمن منها وإلا رعايتها لنكون محترمين أمام أنفسنا ومرتاحين أمام ضمائرنا.

واقعة قتل "الكلاب الضالة" بالسم تعكس ما وصلنا له من قسوة و"شرانية"، لا نراعى فيها أية أخلاق ولا نعرف رحمة ولا مراعاة لأى شرائع، يقول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم "إنما دخلت امرأة النار فى هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض"، و"إذا قتلتم فأحسنوا القتل" وغيرها من الأحاديث والأسفار التى تدعو للرحمة بالحيوان، يمكن أن يطالعها السادة المسئولون فى كتاب "المطالعة والقراءة" للعام الثانى الابتدائى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة