ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أن اغتيال سلمان تيسير، حاكم البنجاب المعروف بتأييده الصريح لليبرالية ورفضه الشديد لقوانين "ازدراء الأديان"، أظهر مدى الانقسام الذى بات ينخر فى عظام المجتمع الباكستانى خاصة وأن التعاطف بين صفوف الكثير من شباب الطبقة الوسطى المتعلم وخاصة المحامين، كان من نصيب الحارس الذى قتل تيسير رميا بالرصاص، باعتبار أنه صنع عملا بطوليا يستحق الثناء عليه، الأمر الذى يعد تحولا جذريا فى النهج الذى يتبعونه، فهم كان ينظر إليهم باعتبار أنهم قوة محركة للديمقراطية.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن الحملة التى شنها مجموعة من المحامين الشباب للدفاع عن القاتل، أثارت دهشة الحكومة الباكستانية وسخط أصدقاء ومؤيدى السياسى البارز، كما أربكت العديد من المراقبين فى الخارج، الذين توقعوا مقاضاة باكستان للقاتل. ولكن بدلا من ذلك، أظهر الكثير من المحامين الدعم للقاتل، مالك ممتاز حسين قدرى، وهو عضو فى فريق الحراس الذين أسند إليهم حراسة الحاكم.
ورأت "نيويورك تايمز" أن موقف المحامين يعد انقلابا واضحا فى نهجهم لإحلال الديمقراطية، فبين عامى 2007 و2008، نزلوا إلى الشوارع احتجاجا على حكم عسكرى ديكتاتورى بإزالة رئيس القضاة. واعتبرت موقفهم هذا رمزا للانقسام العميق بين الأجيال الذى بات يمزق نسيج المجتمع الباكستاني، ومثالا على تنامى تأثير مد المحافظة الدينية والتشدد الذى أصبح يخيم على صفوف المتعلمين فى الطبقة الوسطى.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن هؤلاء المحامين كانوا يعرفون بـ"جيل ضياء"، وهم الباكستانيون الذين لعبوا دورا محوريا فى الثمانينات عندما بدأ الديكتاتور العسكرى، الجنرال محمد ضياء الحق الترويج للإسلام فى مناهج التعليم العام واستخدامه كأداة سياسية لتوحيد الشباب والأمة.
نيويورك تايمز: قانون "ازدراء الأديان" يظهر الانقسام فى نسيج المجتمع الباكستانى
الثلاثاء، 11 يناير 2011 03:50 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة