أكد الدكتور محمود العزب، مستشار شيخ الأزهر للحوار، أن الولايات المتحدة هى من أنشأ تنظيم "القاعدة" لحماية مصالحها الاستراتيجية وإسقاط الاتحاد السوفيتى. وقال خلال لقائه مسئول الحوار بالخارجية الألمانية هاينر شكرفت بالمشيخة اليوم الثلاثاء، إن واشنطن لا تدين سوى قتل المسيحيين بالعراق، و"إن الديمقراطية الأمريكية التى بشر بها (النبى) جورج بوش فى العراق لم يظهر منها سوى قتل العراقيين يومياً".
وأضاف العزب أن بابا الفاتيكان عندما تعاطف مع المسيحيين لم يشمل مسيحيى فلسطين، مشيراً إلى أن الأزهر يحترم الحوار مع الآخر شرط الاحترام المتبادل والابتعاد عن العقيدة، لكنه قال فى الوقت نفسه: "هناك عقبات تنتظرنا فى الحوار مع القوى الكبرى المتحضرة، لأنها تمارس ضغوطاً بل حروبا فى بلاد كلها إسلامية كأفغانستان والعراق وغيرهما".
وأكد العزب أن فكر الأزهر فى الحوار يتجه إلى عدة مصادر، أولها الحوار الداخلى فى الإسلام، موضحا أن الأزهر سيحاور المختلفين فى العقيدة مثل الشيعة والوهابية والإخوان والإباضية وغيرهم، مؤكداً أنه سيتم الحوار مع العلمانيين والمدنيين أياً كانت أفكارهم ومذاهبهم، ثم الحوار مع الكنائس المصرية وفى مقدمتها الكنيسة الوطنية المصرية الأرثوذكسية، ومن بعدها باقى الكنائس المصرية باختلاف طوائفها، ثم الحوار مع الكنائس العربية والشرقية.
وأضاف أن اليهود لهم تاريخ طويل مع الحضارة الإسلامية، فقد كانوا جزءا منها، يكتبون لغتهم بنفس المصطلحات الذى يستخدمها علماء أصول الدين وعلماء الفقه، وكانوا ما بين بغداد وقرطبة ممثلين فى بلاط الخلفاء وينالون عناية كبرى، وكانوا وزراء ومترجمين وحكماء يعتز بهم المسلمون، وقال : "اليهود الذين يعرفون ذلك يمكن الحوار معهم أما الصهيونية المتطرفة التى تسحق الفلسطينيين منذ 60 عاما لا حوار معهم لأنهم غير مؤهلين لذلك".
وأشار إلى أن الحوار مع أوروبا قديم منذ القرن الثالث عشر، وأننا نختلف معهم كثيرا حول مسائل خلط السياسة بالدين وازدواجية المعايير، والإعلام الغربى الذى دائما ما يصور القضايا العربية بشكل مختلف وغير فعال وغير مسئول، مؤكدا أن أرضية الحوار الأولى لدينا آتية من النص الإسلامى وهو القرآن الكريم لأنه يأمرنا بالحوار فهو يؤمن بالتعددية والاختلاف.
من جانبه قال مسئول الحوار بالخارجية الألمانية، إن لكل شىء مقدمة وما حدث فى العراق وأفغانستان سبقته أحداث 11 سبتمبر، مضيفا:"لقد التقيت مع شيخ الأزهر وتحدثت معه حول الحوار بين المسيحية والإسلام وداخل العالم الإسلامى، وبعد الاعتداء الأخير الذى وقع فى مدينة الإسكندرية تم طرح العديد من الأسئلة فى ألمانيا عما يحدث فى مصر بين المسلمين والمسيحيين".
وأضاف خلال المحاضرة: "أن الثقافات والأديان تتلاقى على نحو مباشر لم تشهده البشرية من قبل وعلينا أن نقوى الأسباب التى عزز التعايش بين الشعوب بمختلف الثقافات"، مشيرا إلى أن هناك قضايا مثارة فى ألمانيا، كتلك التى يتم طرحها فى الدول الإسلامية، منها كيفية تحقيق التقارب السلمى بين الشعوب والمجتمعات.
وأضاف أن بين الدول والحكومات كثيرا ما يتم التأكيد على الأهداف المشتركة بين الأديان والثقافات على نحو يعطى أن الاختلاف بينها أمر سطحى، لكننا نشهد فى أوقات الصراع أمرا مختلفا ونرى فى الخلافات أمور مؤججة للصراعات وما قد يبدو للبعض أن الخلاف هامشى يكتسب لدى الآخرين قيمة كبرى، ونرى مجتمعات تعيش بسلام لكنها تتحول إلى مكان للصراعات بسبب مثل تلك الخلافات.
وأضاف المسئول الألمانى: "منذ ظهور العولمة يخشى كثيرون اقتلاعهم من هويتهم وهو أمر عام، وهذا يتطلب الحوار بين الثقافات"، مشيراً إلى وجود مبادرة ألمانية للحوار بين أوروبا والعالم الإسلامى، وشركاء هذه المبادرة ليست الحكومات وإنما كافة المنظمات العاملة فى المجتمع المدنى.
وأكد أن أهم مقومات الحوار هو الإنسان نفسه، والتعددية فى الإسلام مكون مهم لتكريس الحوار الحضارى، ونحن نسعى لتأكيد تلك التعددية فى العالم الإسلامى كله، وقمنا فى ألمانيا منذ خمس سنوات بإنشاء المؤتمر الإسلامى الألمانى والغرض منه جمع كافة المنظمات الإسلامية فى ألمانيا على مائدة واحدة، لتجرى حوارا مع الحكومة الألمانية . و"نحن نعمل بجد على بناء الثقة المتبادلة لكنها لا تأتى بين عشية وضحاها".
مستشار شيخ الأزهر لـ"مسئول الحوار بالخارجية الألمانية": أمريكا أنشأت "القاعدة" لحماية مصالحها.. وواشنطن لا تدين إلا قتل مسيحيى العراق.. والأزهر يحترم الحوار مع اليهود وليس الصهاينة
الثلاثاء، 11 يناير 2011 04:57 م