نحن أناس يجرى نكران الجميل فى عروقهم، يسعى كثيرون إلى زيادة عدد دولنا العربية بتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، ونحن نقر ونعترف ونرضى ونساعد فى عملية الإنجاز، وحين تتم الطبخة ويتوقف الأمر على مهرجان راقص لتدشين الدولة الوليدة نمتعض وتعبس وجوهنا وترتسم علامات حزن مزيفة على ملامحنا.
بلادنا التى تهب معاول الهدم لخصومها كى تعملها اتخذنا من القومية والطائفية والعرقية والمذهبية والحزبية خناجر تغوص فى خاصرة الوطن، لتنشأ دويلات وإمارات متناحرة بعد أن تغنينا طويلا بالوطن العربى الكبير، فها هو العراق الذى نتجاهل عن قصد ما صار إليه من دويلات، ها هو السودان الذى سوف يحول من قارة إلى كانتونات وأكشاك، ربما يذكرنى بمساكن الإيواء، وها هو لبنان يدبر له بليل نحن نسهره ونستمتع به.
وها هى فلسطين التى تغنى بها الحكام العرب وتمسحوا فى قضيتها وتخلصوا من خصومهم تحت شعار تحرير فلسطين، لم نشكر الغرب بعد على هداياه لنا بتقسيم رقعتنا العربية وزراعة الكيان الإسرائيلى فى ننى عيوننا، وعلى الرغم من ذلك استمر الغرب وأمريكا فى عطاياهم لنا فكان الجنوب السودانى الذى سوف يقيل الجامعة العربية من عثرتها بتصويته فى الأمم المتحدة لصالح القضايا العربية، ولأن صوت الجنوب السودانى يجب "بضم الجيم" كل فيتو فإن اليد الطولى ستكون للعرب، وسوف يسعى جنوب السودان مشكورا إلى إقامة دولة غرب السودان "دارفور" ودولة شرق السودان "مش عارف دار مين"، هنا يمكننا الاستغناء عن ضم نيجيريا وكينيا إلى الجامعة العربية، لأنه "إذا وجد الماء" جنوب السودان "بطل التيمم" "نيجيريا وغيرها"، وربما يومها أو بالتأكيد يومها يصبح مقر رابطة دول حوض النيل فى تل أبيب بناء على إجماع دول الحوض بعد امتناع مصر وجمهورية الخرطوم "السودان سابقا" عن التصويت، وهو امتناع "يبلوه ويشربوا ميته".
عجيب أمرنا نحن العرب نقف اليوم عراة أمام العالم وأمام الأجيال القادمة، عراة ولا نعرف الخشا ولا الحيا ولا حمرة الخجل لانكشاف عورتنا التى يمكن سترها بقطعة قماش رخيصة فى وقت ننفق فيه الغالى والنفيس على قماش نصنعه أعلاما لدويلات تفقسها خيبتنا الثقيلة.
فتحى الصومعى يكتب: العرب (أقصد) العدد فى الليمون
الثلاثاء، 11 يناير 2011 05:56 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة