إبراهيم ربيع يكتب: جوزيه.. ودورة حوض النيل

الثلاثاء، 11 يناير 2011 02:37 م
إبراهيم ربيع يكتب: جوزيه.. ودورة حوض النيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد علاقة من أى نوع بين مانويل جوزيه المدير الفنى للأهلى ودورة حوض النيل المقامة حاليا فى مصر.. إلا أن الاثنين يقدمان صورة طبيعية نقية وبالألوان عن عقلية الناس، كبيرهم وصغيرهم، متعلمهم وجاهلهم.. فالذين استقبلوا جوزيه عائدا من محرقة أنجولا والسعودية، إما حملوه على الأعناق أو طرحوه أرضا، وكأن الأهلى لن يستطيع أن يعيش فى هذه الحياة إلا بربط نفسه بهذا الرجل.. والذين هللوا لدورة حوض النيل لم يكلفوا أنفسهم عناء التفكير فى أن بطولات المنطقة الواحدة المرتبطة بعلاقة قرابة أو هوية من نوع ما لا تلعب فيها الرياضة "فى كل الأحوال" دور "شيخ البلد" فى تخفيف الأعباء والخلافات السياسية بين أطراف هذه المنطقة، بدليل أن المنافسات العربية أكثر تفريقًا للشعوب، واسألوا عما حدث ويحدث بين الشمال الأفريقى ودول الخليج..

ومبدئيًا يستطيع الأهلى أن يدافع عن نفسه بسهولة وهو يستعيد جوزيه.. ولا يوجد قانون ولا عرف ولا محاذير أخلاقية أو إنسانية فى أن يستعين مرة ثالثة بمن كان سببا فى بريقه اللامع جدا خلال الولاية الثانية للمدرب البرتغالى.. وأى نوع من أنواع النقد أو التهكم أو السخرية من قرار الأهلى لا يتجاوز كونه كراهية أو خوفا أو حزنًا عميقًا على احتمالات توقف صحوة الزمالك.. وإذا كان الأهلى سيدفع مليون جنيه فى الشهر فهو "ماله" وهو حر فيه بصرف النظر عن رفع شعار أولويات الصرف فى مجتمع مقهور بالمرض والفقر.. وليس من حق أحد أن يلفت نظر رجل الأعمال الخرافى إلى أعمال الخير بتوجيه أمواله إلى الفقراء والمرضى والمشاريع الخيرية.. فربما يفعل الرجل الاثنين.. يعمل الخير ويعمل لنفسه أو لجهة يحبها أو تربطه مصالح بها.. وحتى لو لم يفعل إلا لنفسه فهو حر جدا لأنه على الأقل لم يصنع شرا أو يرتكب جريمة.. ثم إنه مواطن كويتى يجب ألا نحاسبه بمقاييس مصرية..

ومن المفارقات أو المغالطات أن يتساءل الكارهون لعودة جوزيه عما يمكن أن يفعله بالمليون جنيه.. وهو سؤال افتراضى لا يملك أحد الجواب عنه إلا بعد أن يرى ماذا سيفعل.. ولذلك علينا الانتظار لنحكم ما إذا كان الجهاز الفنى البرتغالى لا يستحق هذه الكراهية ويستحق ما هو أكثر من المليون، أو ما إذا كان يستحق أن نعتبره فرقة حسب الله البرتغالية التى فازت بالمليون وهى لم تجب عن أى سؤال.. وحتى جوزيه نفسه كان عليه الانتظار قبل أن يقود فريقًا تغيرت خريطته بما لا يتناسب مع فكره.. فلا يبالغ فى التحدى ويرش البهارات على عودته فيزيد من غيظ الزملكاوية الذين نصّبوا التوأم حسام وإبراهيم حسن قيادة جديدة تتحدى ولا تريد أيضا أن تنتظر حتى يكون تحديها "ولو بالكلام" منطقيا.. فكل الاحتمالات واردة ومفتوحة ما بين فشل جوزيه ونجاحه.. والمنطق على الأقل يقول إن جوزيه سوف يحرك المياه سواء كانت راكدة أو متحركة أصلا وسوف يستفز نخوة نجوم الأهلى ويقدم جديدًا لا نستطيع أيضًا أن نتوقع حدوده.. هذا المنطق ليس كافيًا أن يقرر الكثيرون وهم يغلقون عيونهم أن عبقرية جوزيه حلقت فى سماء الأهلى وليس للعبقرية كابح ولا جامح وأن نار المدرب الوطنى أغلقت أبوابها وتم بحمد الله فتح جنة جوزيه الذى فى حقيقة الأمر عاد وعنده "نهم" شديد للكلام والسخرية من الآخرين والاعتداد بنفسه لدرجة أنه لا يؤمن أبدا باحتمالات أن يكون مخطئًا..

فالأخطاء فقط لا يرتكبها إلا الآخرون.. وسوف ينفجر فى الجميع ويستخدم كل أدوات الاستفزاز إذا نجح لأنه عاش أشهرًا من ضبط النفس فى السعودية حتى انتفخ من الكبت وهو يتعثر مرة تلو الأخرى دون أن يعبر عن نفسه بالكلام أو الأفعال التى يراها مستباحة فى مصر حيث تتقدم قوة النفوذ على قوة القانون..
والعقلاء هم الذين لا يكرهون ولا يحبون جوزيه إلا فى حدود نجاحه المدعم بحسن السير والسلوك.. وهم كثيرون ومتحمسون لعودته ويحبون فيه تجربته الناجحة جدًا مع الأهلى ويتمنون ألا يجرح هذا الحب سلوكه المنفلت أحيانا الذى لا يرتكبه إلا فى مصر.. وفى النهاية اعتقد أننا وحدنا كجمهور سوف نحقق الاستفادة الكاملة من عودة جوزيه لأنه على الأقل سيصل بالمباريات والمنافسة إلى ذروة التسلية والمتعة إن لم تكن فى الملاعب فسوف تكون على الأقل فى وسائل الإعلام.. دعونا نتسلى ونستمتع مع رجاء وحيد ألا يتحقق ذلك بقلة أدب..

أما بالنسبة لدورة حوض النيل فالحديث فيها يتسع إلا أن مساحة الكتابة لا تتسع للتفاصيل.. ومع احترامنا الشديد لحسن النوايا فى مساهمة الرياضة فى مشكلة سياسية واستضافة الأصدقاء الأفارقة المحيطين بنهر النيل.. فإن تبادل المصالح وإبرام الاتفاقات والبروتوكولات أكثر نفعا بكثير من دورة تنافسية لا يحب فيها أى طرف الهزيمة ولذلك أوجه التحية للمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة على مبادرته بتوقيع بروتوكولات تعاون مع مسئولى اتحادات حوض النيل.. فالإحساس بالمنفعة المتبادلة هى أقصر طريق إلى قلب الشركاء.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة