علق الكاتب الأوغندى ريف تيتيس على قول القائد السودانى الجنوبى سلفا كير، "بأنه بعد سنوات عديدة من النزاع، لن يأخذ الجنوبيون أى قرار يهدد رغبتهم فى الانفصال والسلام"، حيث أوضح تيتيس بأن الاستفتاء الجارى سيضع نهاية لوضع الجنوبيين المؤقت فى الشمال، بعدما تم خنق حريتهم، فضلاً عن منحهم أرض الدوام فى الجنوب، حيث يمكن لهم استصلاحها فى الزراعة، ورعى الماشية، وبناء المنازل، وتعليم الأطفالهم وتنفيذ مشاريع، ومثل هذا النوع من التنمية المستدامة سيضعهم تدريجيا على نفس المستوى مع منطقة شرق أفريقيا.
وأشار الكاتب الأوغندى، خلال مقالته بصحيفة "ديلى مونيتور"، إلى أن شعب جنوب السودان لديه الكثير من القواسم المشتركة مع جيرانه فى منطقة شرق أفريقيا من حيث الثقافة وعادات وتقاليد الزواج والتجارة، والتعليم والسياسة. وكما لاحظ ريجان أوكومو، وزير خارجية الظل الأوغندى، أن جنوب السودان وشعب شمال أوغندا لديهما العديد من الثقافات ويتحدثون لغات متشابهة تجعلهم إخوة وأخوات.
وشدد ريف تيتيس على أن أوغندا دعمت الاستفتاء، حيث أقيمت مراكز الاقتراع فى كمبالا ومدن أخرى مثلما فعلت مصر وكينيا وكندا واستراليا والولايات المتحدة.
وأبرز تيتيس تأكيد أوكومو على أن المعارضة فى أوغندا ستقف بجانب الرئيس موسيفينى لدعم شعب جنوب السودان فى سعيهم لتحقيق الحرية.
وأوضح تيتيس أن دخول جنوب السودان فى عضوية جماعة شرق أفريقيا لن يثبت فقط وحدتها مع دول شرق أفريقيا ولكن سيعمل ذلك على توسيع شبكة الأسواق الإقليمية، وخلق بيئة مواتية للعمل، فضلاً عن تعزيز نظم الأمن الإقليمى، لاسيما فى أعقاب الإرهاب الدولى المنتشر فى المنطقة.
وقال تيتيس: إن سياسة أوغندا الخارجية نجحت فى تعزيز العلاقات الإقليمية من حيث الموارد البشرية وبرامج التنمية الاقتصادية، وغيرها من أشكال الدعم اللوجستى، لقد حان الوقت لشعب جنوب السودان لكى يتبنى رسميا روح التكامل الإقليمى للابتكارات والفرص المستقبلية فى التنمية المستدامة، وقد يحدث هذا، إلا أن ذلك يتطلب بعض السنوات التى تتراوح بين 5 - 10 سنوات، لتعزيز وتسويق سياستهم الخارجية.
وأضاف بأن هناك أمل كبير فى أن تشرق الشمس على الأراضى السودانية الجنوبية بعد أن يقرر الشعب ما إذا كان سينفصل عن الشمال أم لا، وسيركز شعب جنوب السودان فى هذه اللحظة التاريخية التى ستحدد إلى الأبد هويتهم وجنسيتهم الحقيقية، فبدلا من وجودهم فى الشتات، سيبحثون بشغف عن منازلهم القادمة، وأماكنهم التى ستضمن لهم الأمن، فضلاً عن ممارسة الحرية السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الحرية المتعطش إليها الجنوب سيتم اختبارها عند ترسيم مناطق حدودهم الغنية بالنفط، مع الشمال، فيما قال روجر ميدلتون المتخصص فى الشئون الخارجية بمركز أبحاث تشاتام هاوس "من المهم العمل على حل هذه المشاكل فى وقت مبكر قدر الإمكان، حيث إن مسألة الحدود ستنقلنا إلى كيفية تقاسم النفط، وما يحدث الآن هو الانفصال، ولكن الغموض الذى يشوب فترة ما بعد الانفصال يمكن أن يكون شيئاً خطيراً".
أوغندا تغازل "جنوب السودان" للانضمام لمجموعة شرق أفريقيا
الثلاثاء، 11 يناير 2011 07:09 م