قال جيفرى أدامز مدير عام الشئون السياسية بوزارة الخارجية البريطانية إنه لا يتخيل أن تقوم بلاده بالتلويح بربط المساعدات بأوضاع حقوق الإنسان فى مصر، وذلك خلال اللقاء الصحفى الذى عقد بسفارة المملكة المتحدة لدى القاهرة مع عدد من الصحفيين، على هامش الحوار الاستراتيجى الذى يجرى حاليا بين مصر وبريطانيا.
قال أدامز "لا أرى نفسى أقول لأصدقائى المصريين لنتحدث عن المساعدات، من الأفضل التوقف عن الربط بين المساعدات بأى مخاوف أو مطالبات" وذلك تعليقا على سؤال حول التصريحات التى أدلت بها حكومات أوروبية حول ربط المساعدات التنموية بأوضاع الأقليات الدينية فى مصر، وأكد السفير البريطانى دومينيك آسكويث أن بلاده مستعدة لمساعدة السلطات المصرية بما تراه مناسبًا.
وأشار أدامز إلى أن الحوار الاستراتيجى بين الجانبين يتم على مستوى المسئولين رفيعى المستوى بالحكومتين، موضحا أن الحوار سيتركز على الأمن والازدهار الاقتصادى وحماية البريطانيين فى العالم، كما أن الحوار سيهتم بتوضيح أولويات السياسة الخارجية البريطانية فى الوقت الحالى، مثل عملية السلام بالشرق الأوسط، والسودان والتحدى الإيرانى، كما تهتم الحكومة الحالية بتقوية العلاقات الاقتصادية مع عدد من الدول النامية وأصدقاء المملكة المتحدة القدامى، وكل تلك الموضوعات تعد مصر جزءا بها.
أوضح أدامز إن بلاده تجرى الحوار الاستراتيجى مع عددا من الدول لتحسين مستوى المناقشات بين تلك الدول، مؤكدا إن علاقة مصر وبريطانيا وصلت الى مرحلة يجب فيها العمل معا وليس فقط على مستوى تبادل الزيارات الرسمية.
تعليقا على ما يحدث فى الساحة السودانية والاستفتاء الذى يجرى حول انفصال الجوب أكد أدامز أن بلاده ملتزمة بالعمل على تلك القضية وتساهم بقوة فى تنمية المنطقة، مشيرا الى وجود عددا من الاستثمارات البريطانية فى جوبا، وأشار أن بلاده تدعم اتفاقية السلام الشامل، كما أضاف "يجب أن نوضح لماذا وصلنا للوضع الحالى الآن، إنه جزء من تحقيق اتفاقية السلام الشامل بعد سنوات من معاناة السودانيين من الحروب الأهلية"، وأشار أنه لا يعلم النتيجة ولكن من المحتمل إن يكون هناك دولة جديدة بالمنطقة، والتى ستمثل تحدى ليس للدول المجاورة ولكن للشعب السودانى نفسه، مشددا على ضرورة دعم حكومة الخرطوم فى ذلك الوقت أيضا، وضمان أمنهم فى المستقبل معتبرا أن الخطابات التى ألقاها رؤساء الحكومتين بخرطوم وجوبا دعت إلى نبذ العنف.
وحول الحديث عن نظرية المؤامرة الخاصة بتقسيم المنطقة والتى يتناولها المحللون خاصة فى ظل تزايد التوقعات بانفصال جنوب السودان عن شماله وما حدث فى العراق قال أدامز"لست مولعا بنظريات المؤامرة، ولكنى فى الوقت نفسه لست ساذجا لأقول أنها غير موجودة، ولكن فيما يتعلق بالسودان لا نر الأمر بهذا الشكل من وجهة نظرنا" مشيرا إلى أنه لا يرى أى رابط بين ما حدث فى العراق وما حدث فى السودان.
ومن ناحية أخرى قال أدامز إن بلاده شريكة لمصر فى مكافحة الإرهاب وقد أدانت حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية وأعربت عن تضامنها مع السلطات المصرية وأسر الضحايا، وردا على سؤال حول موقف بلاد من انتقاد وزرة الخارجية المصرية لبيان الاتحاد الأوروبى واعتباره تدخلا فى الشأن المصرى، قال أدامز إن بلاده تدعم البيان الصادر عن الاتحاد الأوروبى باعتبارها جزءا منه، "ولكن البيانات الصادرة عن حكومات أوروبية لا علاقة لنا بها".
وفيما يتعلق بما وصفه بـ"التحدى الإيرانى" بالمنطقة قال أدامز إن مصر تملك نفوذ وتأثير هائل بالمنطقة، وأن علاقة مصر بإيران علاقة "معقدة" ولكن هناك علاقات بالفعل بينهما، وإيران تكن الاحترام لمصر.
وأشار أدامز أن الموضوعات التى يناقشها الحوار الاستراتيجى تختلف وفقا للمتطلبات بالمنطقة، موضحا أن عملية السلام كانت دوما على رأس الأولويات والآن ظهرت قضية السودان، مشيرا إلى إن بريطانيا لا تحاول فرض أجندة معينة ولكن يتم إيجاد نقاط الاتفاق بين الجانبين لمناقشتها، والعمل على تطبيقها.
وحول الانتخابات المصرية البرلمانية، قال أدامز إنه لم يأت لتوجيه رسالة بشأن الأمر، ولكن فى حالة مناقشته فى الحوار الاستراتيجى سيقول موقف الحكومة البريطانية وقلقها بشأن الانتخابات الأخيرة مؤكدا إن ما تريده بريطانيا هو ما يريده المصريون.
وأوضح إن خارجية بلاده تحاول الترويج للقيم البريطانية من خلال معايشتها، وليس فرضها، وان هناك من يرون إن ذلك دورا سلبيا ولكنه ليس كذلك، وحيث نخوض مناقشات حول علاقة التجارة بأوضاع حقوق الإنسان على سبيل المثال، فهناك من يروا أنه يجب ربط التجارة فى بعض الدول بأوضاع حقوق الإنسان فيها.
وأشار أدامز إن صورة وسمعة الدولة فى العالم أمر يأخذه فى الاعتبار رجال الأعمال الراغبين فى الاستثمار والأمن واحترام القانون يدخلا ضمن العوامل التى تؤثر فى ذلك، مثلما ذكر الرئيس مبارك فى خطابه فى عيد القضاء فهذه الأمور مهمة لمتخذى القرارات الاستثمارية.
مسئول بالخارجية البريطانية: يجب دعم حكومة الخرطوم وضمان أمنها
الإثنين، 10 يناير 2011 05:50 م