على جمعة: من يسعون لخلق فوضى اجتماعية يخالفون الإسلام والفطرة

الإثنين، 10 يناير 2011 09:03 ص
على جمعة: من يسعون  لخلق فوضى اجتماعية يخالفون الإسلام والفطرة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية
كيرالا (الهند) (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألقى فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الإسلامى (بجامعة مركز الثقافة السنية) بكيرالا جنوب الهند، وسط أجواء من التقدير والحفاوة بعلماء مصر، وتجمع حشد بلغ أكثر من مليون شخص وقفوا فى الطرقات والشوارع لمسافة تزيد عن الخمسة كيلو مترات، وذلك بمشاركة كبار رجال الدين الإسلامى وعدد من الشخصيات والقيادات السياسية من العالم العربى والإسلامى .

وقال جمعة -فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر- "إن كل من يسعى لخلق فوضى اجتماعية مخالف لتعاليم ديننا الإسلامى الحنيف والفطرة الإنسانية ، وإن ما لا يجوز لنا أن نفعله بمسلم لا يجوز أيضا أن نفعله بغير المسلم".

وأضاف "أن الإسلام أرسى دعائم حضارة أخلاقية وبشرية ، حضارة حوت بداخلها واستوعب تعددية الديانات والفلسفات والحضارات التى ساهمت إلى حد كبير فى بناء الحضارة الإسلامية ، وأن المسلمين عامتهم يعبدون الله ، ويشاركون فى تنمية مجتمعاتهم ، وينشدون بناء شخصية أخلاقية خيرة".

وأكد جمعه بقوله "إننا كمسلمين لا نكره الحياة ، ولا نسعى لخلق فوضى اجتماعية ، وأن من يعمل أو يسعى على ذلك فهو مخالف لتعاليم ديننا الإسلامى الحنيف ومخالف لما تعلمناه عن طبيعة الشخصية الأخلاقية الخيرة ، وأن الإسلام هو دين العمل و دين الحركة الدؤوب الرامية إلى تحسين جودة الحياة كى ينعم كل من حولنا بالخير والأمن والسلام" .

وقال فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور على جمعه -فى كلمته- "إن المسلمين فى علاقتهم مع غير المسلمين يضعون نصب أعينهم على المعانى العظيمة للآية القرآنية (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوك من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) ، والتى تشير إلى البر وهو أعلى مراتب الإحسان".

وشدد جمعة على أن الإسلام ينهى عن الاعتداء على المسلم وغير المسلم سواء بسواء ، وأن ما لا يجوز لنا أن نفعله بمسلم ، لا يجوز أن نفعله بغير المسلم.

وأوضح أن الحضارة الإسلامية تضع الناس والعباد بمختلف انتماءاتهم فى رتبة أعلى من مواطن العبادة ذاتها ، وأن تلك النظرة العالمية الإنسانية لا تسمح لنا نحن المسلمين أن نرى أنفسنا فوق الآخرين ، وتؤكد أننا فى الوقت الذى نفخر بحضارتنا لا نرفض غيرها من الحضارات و الثقافات بل نقدرهم جميعا ، ونعتبر من يسعون إلى تحقيق التنمية البناءة فى العالم شركاء لنا.

وحذر جمعة من أخذ المعلقين على الأحداث فى الدول غير الإسلامية بأنها أفعال أقلية مخربة ، مشيرا إلى أنها وإن كانت صغيرة لكن لها تواجد يمكن ملاحظته بوضوح ويحكمون من خلالها على مبادئ الأغلبية المعتدلة المسلمة السمحة ، مدعين أن الإسلام دين عنف منذ نشأته وأنه للأسف تأكدت هذه النظرة خلال عرض الإسلام فى معظم وسائل الإعلام الغربية ، وأن تلك المغالطات الصارخة تعد بعيدة تماما عن الصحة والصواب .

وطالب الدكتور على جمعة طلاب (جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية) وخريجيها تحمل مسئولياتهم تجاه دينهم وأن يكونوا سفراء الإسلام وأن يقوموا بعرض الإسلام وأسسه ومبادئه بصورة أعمق وطريقة أشمل وبموضوعية فى كل من وسائل الإعلام و مناهج التعليم ، مؤكدا أن خريجى تلك الجامعات العريقة ذات المنهج العلمى المعتدل بإمكانهم أن يلعبوا دورا بارزا ومهما فى نشر الوعى بدين الإسلام الذى يمثل التعايش السلمى جوهر رسالته.

وناشد فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية -فى كلمته أمام مؤتمر (جامعة مركز الثقافة السنية) بكيرالا جنوب الهند ـ القيادات الإسلامية فى بلاد غير المسلمين فى جميع العالم ببذل مزيد من الجهد فى فتح آفاق جديدة جادة للتواصل والعمل لإعادة بناء الثقة القائمة على استمرار الحوار النابع من الاعتراف بالهويات والخصوصيات ، وبما يحفظ احترام الآخر ولا يسعى للسيطرة عليه أو إثارة العداوات معه وأن يكون الحوار مبنيا على احترام التعددية الدينية والتنوع الثقافى.

وشدد على ضرورة إرساء مفهوم الثقة والفهم بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى ، مؤكدا أن هذه العملية تستلزم وجود شركاء من الجانبين لديهم الرغبة فى الحوار ، مشيرا إلى أن القرآن الكريم ذكر أن جمال الكون يكمن فى التعددية الدينية والعرقية والثقافية وغيرها .

وقال جمعة "إن الإسلام لم يأمر أتباعه بالتنكر لثقافاتهم ليصيروا عربا ، وهذا الأمر يفسر الزخم الذى نراه اليوم من إنجازات ثقافية وفنية وعلمية وحضارية والتى يصح أن نضفى عليها الصفة الإسلامية والتى نفخر بها نحن المسلمين ، والتى تشمل (تاج محل) فى الهند والذى يعتبر علامة على جزالة النظم وعلى جمال الروحانية الإسلامية".

وأعرب عن شكره وامتنانه للهند حكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال والتقدير وللقائمين على رعاية أمور المسلمين بها وللشيخ أحمد أبو بكر رئيس (جامعة مركز الثقافة السنية) الذى استطاع أن يعبر بمسلمى الهند من خلال مشروعه التنويرى العظيم بعيدا عن التطرف والغلو والتشدد ، متمنيا أن يستمر ويكتب لها النجاح وأن تؤتى ثمارها حتى يعم السلام فى الهند والعالم بأسره .

وأكد جمعة أن أهل مصر بجميع طوائفهم الفكرية والثقافية والدينية على معرفة ودراية جيدة بالهند ، ويكنون لها إعجابا بالغا نظرا لاحتضانها للعديد من المظاهر الحضارية والإنسانية الرائعة والتى تتمثل فى الإبداع ، والأصالة، والازدهار، واحترام القيم الموروثة ، واعتبار الهند منبع الأخلاق الروحية ومهد الحكمة ، وملاذ أهل النظر والتأمل فى أسرار هذا الكون .

ومن المقرر أن يصل الدكتور على جمعة إلى نيودلهى فى وقت لاحق مساء اليوم الاثنين ، حيث يلتقى بكل من نائب رئيس جمهورية الهند الدكتور حامد أنصارى ، ونائب رئيس مجلس الشيوخ (راجيا سابها) الدكتور رحمان خان ، ووزير الطاقة الجديدة والمتجددة الدكتور فاروق عبد الله .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة