اعتبر عزام الأحمد القيادى البارز فى حركة فتح ورئيس كتلة الحركة بالمجلس التشريعى الفلسطينى أن التوافق والاتفاق والتواصل الذى تم بين الرئيس محمود عباس وبين رئيس الدائرة السياسية بمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومى لم يكن أمرا استثنائيا بل هو تحرك طبيعى نابع من المصلحة الوطنية الفلسطينية.
وقال الأحمد ـ إن العلاقة بين الرئيس عباس والقدومى علاقة تاريخية ممتدة تستمد متانتها من العمل الوطنى المشترك والاخلاص فى حمل أمانة القضية الفلسطينية والحرص على مصالح الشعب الفلسطينى.
وأضاف "أن التواصل المباشر بين الرئيس والقدومى لم ينقطع ولم يضعف يوما..كانت توجد خلافات فى الرأى بين عباس والقدومى وهذه ظاهرة طبيعية.. ولكن لم تحدث أبدا قطيعة بينهما".
وقال الأحمد "على الرغم من عدم مشاركة الأخ فاروق القدومى فى المؤتمر السادس لحركة فتح الذى عقد بمدينة بيت لحم فى 4 أغسطس عام 2009 فقد جرت اتصالات بين الرئيس عباس وبين القدومى واتفقا على التعامل مع نتائج المؤتمر واستمر التواصل والتشاور بشأن تطورات القضية الفلسطينية على كافة مساراتها وتكررت اللقاءات بينهما سواء فى دمشق أو فى العاصمة الأردنية عمان وفى تونس".
ونفى الأحمد أن يكون هناك وسيط بين الرئيس محمود عباس وفاروق القدومى..وقال "إن عباس والقدومى تربطهما علاقات تاريخية ..فالرئيس عباس قائد تاريخى والقدومى قائد تاريخى ومن المؤسسين لحركة فتح والمخلصين للقضية الفلسطينية".
وأضاف " أن لقاءات الرئيس محمود عباس مع القدومى والتى كان آخرها اللقاء الذى تم فى تونس تناولت عدة قضايا فى مقدمتها التشاور بشأن سبل التعاطى مع الاحتلال الإسرائيلى والعمل على إنهائه وحشد كل الطاقات الوطنية الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية من أجل انتزاع حقوق الشعب الفلسطينى المتمثلة فى انهاء الاحتلال وإقامة الدولة على حدود ما قبل الخامس من يونيو عام 1967".
وتابع: إن الرئيس عباس وفاروق القدومى يتوحدان فى فهم واضح مشترك للتعاطى مع تطورات القضية الفلسطينية وكيفية الوقوف أمام المراوغات الإسرائيلية الهادفة إلى التهرب من الالتزامات الدولية بشأن مسيرة التسوية السياسية.
وقال عزام الأحمد القيادى البارز بحركة فتح "أعتقد أن انسداد عملية السلام وسلامة الموقف الصلب من الرئيس محمود عباس المتمثل فى رفضه العودة إلى المفاوضات مع حكومة الاحتلال ما لم تلتزم الأخيرة بمقررات ومبادىء التسوية السياسية وعملية السلام وفى مقدمتها وقف الاستيطان فى الضفة الغربية والقدس المحتلة وعدم رضوخ الرئيس عباس للموقف الإسرائيلى والابتزاز الإسرائيلى والضغط الأمريكى ساهم فى استمرار التواصل بين عباس والقدومى".
وأعرب عن أسفه لتبدل موقف الإدارة الأمريكية نحو المحاباة الكاملة للاحتلال الإسرائيلى.. وقال "إن عملية السلام فى خطر بسبب ما ترتكبه إسرائيل من عدوان متواصل على الشعب والأرض الفلسطينية وعدم التزامها ببنود خطة خارطة الطريق والاتفاقات المبرمة وانتهاكها كافة قرارات الشرعية الدولية.
وأضاف " ونتيجة لهذا التعنت الإسرائيلى والمحاباة الأمريكية بدأنا ـ مع أشقائنا العرب والدول الحرة المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطينى ـ التحرك باتجاه مجلس الأمن الدولى وشرعنا فى مشاورات فى المجلس لبحث تنفيذ قرارات وقف الاستيطان الإسرائيلى وتجريمه انطلاقا من مباديء وقرارات دولية تؤكد عدم شرعية هذا الاستيطان.. ولا أعتقد أن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض (الفيتو) فى مجلس الأمن ضد قرار بوقف وتجريم وعدم مشروعية الاستيطان لأن ما نقوم به هو إقرار القرارات الدولية السابقة فى هذا الشأن".
وفيما يتعلق بقضية الانقسام الفلسطينى ، قال عزام الأحمد ـ الذى يرأس وفد حركة فتح فى الحوار مع حركة حماس ـ إن حماس غير جادة وغير صادقة فى التعاطى بايجابية نحو إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة والتلاحم بين شطرى الوطن الفلسطينى. وأضاف "أن المصلحة الوطنية الفلسطينية هى آخر ما تفكر فيه حركة حماس.. فحماس لا تفكر ألا فى مصالحها الذاتية وتمعن فى تعميق الانقسام فى الصف الفلسطينى .. فلو كانت حماس جادة فى انهاء الانقسام واعلاء المصالح العليا للشعب الفلسطينى وقضيته لما ألغت اللقاء مع حركة فتح الذى كان مقررا يوم 28 ديسمبر الماضى فى العاصمة السورية دمشق والذى كان يتناول آخر الخلافات المتعلقة بالملف الأمنى".
وأضاف الأحمد "نحن فى حركة فتح نقول أن فتح وسيلة وليست غاية وان مصلحة القضية الفلسطينية والمصلحة العليا لشعبنا هى محور تفكيرنا وغايتنا التى لا فتور فيها.. لكن منطق وتفكير حركة حماس يتمحور حول مدى استفادتها كتنظيم من هذا الوضع الخطير ومن ثم تعمل على تأجيج الخلافات داخل الساحة الفلسطينية.. ويبدو أنها تعمل على ديمومة الإبقاء على غزة مختطفة بيدها لتكون بؤرة تحرك نحو المحيط وليس باتجاه الساحة الفلسطينية والوطن".
وتابع " أن الأسلوب الذى تتبعة حماس يتشابه مع نهج الاحتلال الإسرائيلى .. فالاحتلال يتحدث عن المفاوضات والتسوية السياسية وفى الوقت نفسه يضع كافة العقبات والعراقيل أمام هذه المفاوضات وتلك التسوية .. وحماس تتحدث عن المصالحة وعندما يتم الاقتراب من تحقيقها تخلق وتبتدع عقبات وعراقيل مزيفة وغير حقيقية من أجل الهروب من عودة التلاحم والوحدة بين شطرى الوطن الضفة الغربية وقطاع غزة".
ودعا عزام الأحمد حركة حماس إلى الإخلاص للمصالح الوطنية ومصلحة الشعب الفلسطينى وذلك لن يكون إلا بصدق النوايا نحو إنهاء هذا الانقسام الذى لا يضر إلا الشعب الفلسطينى وقضيته ويستفيد منه الاحتلال الإسرائيلى".
عزام الأحمد: علاقة عباس والقدومى "تاريخية" وتنبع من الحرص على المصلحة الوطنية
الإثنين، 10 يناير 2011 04:08 م
عزام الأحمد القيادى البارز فى حركة فتح
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة