ما حدث فى كنيسة (القديسين) التى تقع فى منطقة سيدى بشر فى الإسكندرية ما هو إلا عملا إجراميا منكرا لا تقبله أى ديانة سماوية ولا الأخلاق ولا المبادئ ولا أى إنسان عاقل لديه فى طيات صدره مثقال ذرة من إيمان ورحمة، ولا بد أيضا من التأكيد على أن هذا المسمى القذر الذى يطلق عليه (الإرهاب) لا دين له لأن الأديان السماوية جميعا تدعو إلى إحياء الإنسان وليس سفك الدماء، وكما قال الله تبارك وتعالى فى محكم تنزيله
بسم الله الرحمن الرحيم (من قتل نفس بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) المائدة 32)والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثاما) الفرقان 68
صدق الله العظيم.
وأيضا هذا الشعار المهذب الجميل الذى يستخدمه إخواننا المسيحيين (الله محبة) فكل هذه المعتقدات تثرى لدينا أن هذا الإرهاب الأعمى لا دين له ولا قيم ولا أخلاق ولا مبادئ، بل هو عمل إجرامى وحشى مذموم يفسد فى الأرض ويهلك كل ما يطاله أيد المجرمين- قاتلهم الله- وسكب عليهم غضبه، فهذا الحدث الإجرامى الذى حدث وجه طعنة فى قلوب كل المصريين وأكد على كلمة المصريين والدليل الواقعى على ذلك أن أيدى الإرهاب الحقيرة قد طالت من دماء المسلمين والمسيحيين فى حادث مأساوى، فقد اختلط دم ضحايا هذا الحادث وأشلائهم سواء لا فرق بينهم كلهم كانوا ضحايا هذا العمل الإجرامى فقد اختلط الدم المسلم والدم المسيحى وأشلاء المسلم وأشلاء المسيحى حيث لا يمكنك التفريق بين هذا الدم وذاك كل الدماء سكبت على بعضها البعض وقد تناثرت الأشلاء هنا وهناك واختلط دم محمد ودم جرجس ودم فاطمة ودم مريم، أطفال ونساء ورجال كل على حد سواء، فهذا الحادث الأليم ما هو إلا طعنة بخنجر مسموم فى جسد الأمة المصرية والمراد من هذه الطعنة الخبيثة انتشار السم جسد الأمة المصرية.
