راضى على حسين يكتب: "الإرهاب الأسود"

مَن كبَّـل خيل الضحكات؟
ومصَّ عروقا ً ودماء
وعشعش فى جوف الأحلام
وألهب ألسنة َالأحزان
تلتهم الأخضرَ قبل اليابس
من كل حقول الطموحات
مَن أوقد نيران الحقد الطبقى؟
بين قطيع الخرفان
وما زال يعزف لحنا ً جنائزيا ً
على أوتار الفتنه
فى كل البلدان
من أطلق ثعابينا ً كبرى؟
تزحف فى جوف الليل
تنهش لحم َالضعفاء
من هدم معابدَ كل العشاق؟
وألف دواوين الشعر الماجن
ودس السمَ فى معانى الكلمات
من حرم النحلَ رحيق الأزهار
وتركه جائعا ً يأكل نفسه
وأطلق الأيادى الأثمه
تعبث بالألوان
وترسم صورا ً مقلوبه
وأحرق مراكب الأمل
ماعادت تبحر فى أى بحار
من أتلف أغصان الزيتون؟
وقطف جميع الورود
من كل بساتين الحب
وحطم كل أجنحةِ السلام
وبقر بطون َالحوامل
واحتكر دموع َالبكاء
حتى جفت مآقى الثكالى
مَن سرق ألعابَ الأطفال؟
فى يوم العيد
وأطفأ كل القناديل
لأنه يكره النور مثل الخفافيش
من أسكب بنزيناً؟
فوق أجساد الشهداء
وبعثر كل الأشلاء
فى مهب الريح
وهو لا يدرى
أنها ستنبت أشواكا ً فى ظهره
ستؤرق مرقده فى كل زمان
من وأدَ الفرحة َ
أمام عيون الصبايا؟
ولطخ فساتين زفاف الشرفاء
بدماء العهر
وسرق كحل عيون الغزلان
من هشَّم كل المرايا
ما عاد يبصر صورته الوحشيه؟
من يبنى قصورالوهم
فوق رفات الأبرياء؟
وترك ذئابا ً بشريه
تفترس الحملان
وتدنس ماء الوضوء
وتخنق أصوات الأجراس
من فعل كل هذا ؟
ليست هناك سوى إجابة ٌ واحدة
"الإرهاب الأسود"