حدث ما حدث واستشهد من استشهد وتيتم من تيتم، واحترقت قلوب الأمهات على زهرة أبنائهم وامتلأت النفوس بالألم والحزن، ولكن يتبقى شىء واحد غالى ونفيس! شىء فى دمائنا وعروقنا ووجداننا! شىء تربينا عليه ومن أجله وله عشنا، ولن نعيش بدونه ولن يحيا بدوننا! الوطن الغالى الذى يجمعنا جميعا!! الوطن القلب!!
بعد التئام الجراح نجعلها مصارحة لأنفسنا قبل غيرنا، لماذا أصبحنا هكذا ؟!! لماذا أصبحت الفتنة شريان يسرى فى أجسادنا وعقولنا؟!!! ما الذى حدث لنا ولهويتنا ؟!!!
بالأمس القريب كانت أيادى الإرهاب الغادرة موجهة لرجال الشرطة والمجتمع ككل، والأجانب بدعوى تكفير المجتمع وتنفيذ شرع الله على الكافر، ولكن بعقلية المواطن المصرى الرشيدة وفكره وترابطه وحكمته تغلبنا على الإرهاب!!!
نعم استشهد منا من استشهد!!! سالت الدماء!! تعطرت الشوارع بدماء الشهداء من المصريين لا فرق بين مسلم ومسيحى، فالكل فى بوتقة واحدة وهو التكفير!! انتصرنا على هذا الطائر الظلامى الغادر، وانتهى ولكن تركنا المصريين على هامش اهتماماتنا فتركنا عقلية المصريين تشوهها أيادى خبيثة بدعوى التثقيف الدينى لكلا الجانبين!!
تركنا المصرى على حافة بركان فوقع واستسلم لعناصر أقل ما توصف به أنهم أيادى الشيطان على أرضنا!!! دعونا نفتش فى القلوب، ونسأل هل حقا جارك المسيحى هو أخ لك أم مجرد شخص ذمى تحسن معاملته؟!!! هل ولاؤك الحقيقى لمصر والمصريين أم ولاؤك لأرباب الدين الواحد حتى ولو اختلفت أجناسهم وأعراقهم؟!!!
أصبحت فى دهشة وحيرة واستغراب شديد، فمن كان بالأمس يدس أفكاره فى عقول المصريين بدعوى الدين، ويحاول إدخال فكرة أن الأفغانى المسلم أخ لك، وأقرب لك من مينا جارك، والذى يعيش بجوارك؟!!! يقول نشجب وندين والإسلام برىء!!!
نعم الإسلام برىء، ولكنك أنت وفكرك جعلته متهم وجانى!!!
حاتم عبد السلام يكتب: دعوة للمصارحة قبل المصالحة
الإثنين، 10 يناير 2011 01:16 ص