الرئيس التركى يؤكد أن زيارته لليمن اليوم تاريخية

الإثنين، 10 يناير 2011 03:06 م
الرئيس التركى يؤكد أن زيارته لليمن اليوم تاريخية الرئيس التركى عبد الله جول
صنعاء (أ.ش.أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الرئيس التركى عبد الله جول، أن زيارته لليمن التى تبدأ فى وقت لاحق اليوم، زيارة تاريخية لكونها الأولى لرئيس تركى، مشيرا إلى أن بلاده توليها أهمية كبيرة من خلال العديد من الملفات التى سيتم بحثها خلال الزيارة، والتى تأتى فى إطار تطوير العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات.

وقال جول، فى حوار أجرته معه صحيفة "26 سبتمبر" فى عدد خاص لها اليوم بمناسبة الزيارة، إن تركيا تسعى لتطوير علاقاتها مع جميع دول المنطقة والعالم، لكنها تضع ثوابتها فى المرتبة الأولى.. وتطرق الحوار إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية بما فى ذلك دور تركيا فى عملية السلام فى الشرق الأوسط وانضمامها إلى الاتحاد الأوروبى وعلاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية وجهودها لمعالجة الملف النووى الإيرانى والقضية القبرصية.. وغير ذلك.

وأضاف الرئيس التركى، أنه توجد إرادة سياسية تامة فى البلدين لتطوير العلاقات بينهما والارتقاء بها إلى أعلى المستويات.. قائلا "نحن نسعى إلى الارتقاء بهذه العلاقات لكى لا تبقى محصورة بمآثر الماضى والأفكار المشترك، خاصة وأن اليمن مقبلة على إصلاحات اقتصادية وتشجيعا للاستثمار ونرى أن الشركات التركية يجب أن تسهم فيها تحقيقا للفائدة المشتركة".

وفى سياق متصل بتطوير العلاقات بين البلدين.. أشار جول إلى أن الدبلوماسيين يقومون حاليا بدراسة موضوع إلغاء تأشيرات الدخول لمواطنى البلدين، معربا عن أمله فى أن يتحقق ذلك.

وردا على سؤال حول رؤيته لدور تركيا كقوة إقليمية.. قال الرئيس التركى عبد الله جول، فى الحوار الذى أجرته معه صحيفة "26 سبتمبر" اليمنية، "نحن لا نسعى للعب دور معين، ولكننا نركز على إصلاح نظامنا الداخلى اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، ونعلم أن استقرار البلد ينعكس على المناخ العام لدول المنطقة، كما أن الاستقرار والأمن فى المنطقة برمتها سيعود بالرخاء والتقدم على بلدان المنطقة كافة.. ولذلك ترى تركيا أن السلام والأمن والاستقرار يجب أن يسود فى عموم المنطقة بحيث ننعم جميعا بالفرص التى تؤهلنا للرقى باقتصادنا وواقعنا الاجتماعى".

وحول مدى تأثر العلاقات التركية - الأمريكية فى ضوء من نشر بموقع "ويكيليكس" مؤخرا من وثائق حول تركيا.. قال "إن العلاقات الدولية لا تقوم على أساس تقارير الدبلوماسيين والرسائل المرسلة فى هذا الإطار، وإنما تتكامل وتترسخ وفق المصالح المشتركة والاتفاقيات الدولية والثنائية، ولذلك لم نعلق كثيرا على ما ورد فى هذه التسريبات، ونرى أن ذلك هو من شأن الإدارة الأمريكية فى كيفية التعامل مع ما حصل، ولا نرى أن مثل هذه الأمور يجب أن تؤثر على المسيرة الصحيحة والمتنامية لهذه العلاقات".

وحول الدور التركى فى المنطقة ومدى إمكانية تأثيره على حساب أدوار دول أخرى.. قال جول "نحن نتكامل ولا نتصرف وفق أهواء تنافس على دور معين أو آخر، ومن مسئوليتنا التى نشعر بها أننا يجب أن نتعاون مع جميع دول المنطقة ونقدم الدعم اللازم ونثرى التجارب التى تخرج إلى الواقع فى هذه البلدان، كما نستفيد من تجارب الدول الأخرى أيضا، ولا يمكن أن تكون علاقتنا مع أى بلد على حساب علاقتنا مع بلد آخر، وذكرنا أكثر من مرة أنه ليست لدينا أجندات خفية ونمد أيدينا بالحب والشعور المشترك بالمسئولية لكل أصدقائنا وإخوتنا".

وحول نجاح تركيا فى إعادة التوازن إلى رغبتها فى أن تكون جزءا من أوروبا واندماجها مع المحيط العربى والإسلامى.. قال الرئيس التركى عبد الله جول "لا نرى أى تعارض أو تناقض فى ذلك، فتركيا ماضية للانضمام بعضوية كاملة للاتحاد الأوربى وترى أن المعايير الأوروبية فى هذا المجال متوافقة مع حركة الإصلاح التى تسارعت فى الأعوام الأخيرة فى تركيا".

وأضاف "تركيا فى نفس الوقت عضو فى منظمة المؤتمر الإسلامى ولديها اتفاقية للتعاون الاستراتيجى مع مجلس التعاون الخليجى وعضو مراقب فى الجامعة العربية، كما عقدت أكثر من اتفاقية للتجارة الحرة مع دول فى المنطقة، ولنا علاقات موغلة فى القدم مع دول المنطقة شأنها فى ذلك شأن دول وسط آسيا ودول البلقان والدول الأفريقية، ولذلك نرى أن هذا التكامل فى العلاقات عنصر يؤدى إلى إثراء هذه الروابط ولا يشكل تناقضا أو استبدالا لدور بآخر".

وحول تراجع العلاقات التركية مع إسرائيل فى الوقت الذى تشهد فيه تقدما رسميا وشعبيا مع الدول العربية.. قال الرئيس التركى "نحن فى تركيا لا نريد أن نشهد توترا فى العلاقات مع أى دولة، ولذلك نسعى إلى تطوير علاقاتنا مع جميع دول المنطقة والعالم، ولكننا نضع ثوابتنا فى المرتبة الأولى، وإسرائيل كنا نتشاطر معها على أمل الوصول إلى حل دائم وعادل فى القضية الفلسطينية ووصلت جهودنا فى المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسوريا إلى مراحل متقدمة جدا".

وتابع: "ولكن ما حدث فى غزة وبعد ذلك فى الاعتداء الذى حدث فى المياه الدولية على نشطاء سلام عزل من السلاح أخل بهذه المسيرة، كما أن الحكومة الإسرائيلية الحالية وربما لمبررات داخلية قد اختارت الابتعاد عن السعى للسلام ونأمل أن يسود المنطق والتفكير السليم لحل هذه المعضلة، ونرى أن إسرائيل ستكون المستفيدة الكبرى فى حالة إقرار السلام فى منطقة الشرق الأوسط ولذلك نستطيع القول بأن الكرة حاليا هى فى الملعب الإسرائيلى".

واستطرد قائلا "إن إسرائيل تعلم ما عليها أن تفعله إذا أرادت تطبيع العلاقة مع تركيا، إن الاعتذار عما حدث وتعويض ذوى الذين استشهدوا فى الحادث ورفع الحصار عن المناطق الفلسطينية أمور يجب أن تكون فى الحسبان".

وحول العلاقات التركية العراقية وأثرها فى استقرار الأوضاع بالعراق، قال الرئيس التركى عبد الله جول، "إن العراق بلد هام وجار وشقيق، تهمنا مصالحه واستقراره وأمنه، وقد كنت من أول المبادرين لعقد اجتماعات دول الجوار العراقى قبل الحرب عندما كنت رئيسا للوزراء فى تلك الفترة".

وأضاف أن "تركيا أثبتت أنها على مسافة متساوية من الأطياف العراقية مجتمعة، وهم يثمنون الدور التركى الإيجابى فى الشأن العراقى والذى يهدف إلى احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه".

وفيما يتعلق بالملف النووى الإيرانى.. قال جول "إن موقف تركيا واضح وجلى فهى لا توافق على السعى لامتلاك أسلحة الدمار الشامل بما فى ذلك الأسلحة النووية وتريد أن يكون الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية، ولكنها تقر باستخدام أى دولة للطاقة النووية للأغراض السلمية وتركيا ترحب بأى دور يكون له الأثر فى تخفيف حدة الصراع حول هذا الملف".

وحول ما يتردد بشأن وجود تنافس وسباق تركى - إيرانى للهيمنة الإقليمية وصراع مصالح على المنطقة وإيجاد محاور.. قال الرئيس التركى "نحن نرفض سياسة المحاور والتخندق ونرى فى دول المنطقة دولا ذات سيادة ولها قراراتها الخاصة فى شئونها ونحترم خصوصياتها، ولا يوجد سباق وتنافس سواء مع إيران أو مع مصر أو مع أى دولة أخرى فنحن نسعى لأن يكون الأمن والاستقرار والسلام هو سيد الموقف فى هذه المنطقة وفى جميع دول العالم".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة