النظام المناعى يعتبر مجموعة من العمليات البيولوجية داخل الكائن الحى، والتى تحمى من الأمراض بالتعرف ثم قتل ومحاربة الميكروبات والخلايا السرطانية، فالنظام المناعى يمكنه التعرف على الفيروسات والبكتيريا والديدان والفطريات، ويمكنه التفرقة بينهم وتحديدهم ومحاربتهم.
فالجهاز المناعى للإنسان يعتبر من الأشياء المبهرة والمحيرة فى ذات الوقت، حيث نجده يقدم لنا ملحمة معقدة ومتجانسة لردود فعل الجسم البشرى تجاة أى هجوم من خارج جسم الإنسان. فجسم الإنسان عندما يهاجم من أى جسم غريب أو ميكروب (محفز للأجسام المضادة)، يستثير جهازه المناعى من خلال العديد من الخطوات أولها أن هذا الجهاز المناعى يتعرف على هذه الأجسام ويمكنه تصنيفها إلى أجسام معروفة له أو أجسام غريبة تحتاج إلى أن يهاجمها ويتعامل معها لحماية الجسم من الإيذاء والأمراض من خلال عدة طرق أو أنظمة تختلف تبعاً لنوع الجسم الغريب الذى يهاجم جسم الإنسان وجهازه المناعى، فلدى جسم الإنسان عدة أشكال مختلفة للتعامل مع الميكروبات التى تهاجمه، ويمكن أن يقوم الجسم بحماية نفسه من هذه الميكروبات بأكثر من طريقة فى نفس الوقت، وتبعاً للميكروب المهاجم للإنسان.
فالجهاز المناعى للإنسان له الخاصية أن يتعرف على الأشياء الضارة التى تهاجمه ويصنفها ويتعرف عليها، ولا يهاجم إلا ما يراه غريباً من خلال كود التعرف عليه وهذه الخاصية تحمى الجسم من أن يتعامل جهازه المناعى مع خلاياه بصورة خاطئة، مما قد يؤدى إلى إصابة الإنسان بما يعرف بالأمراض المناعية والتى يهاجم فيها الجهاز المناعى لخلايا الجسم. أيضاً نجد أن الجهاز المناعى يمكنه أن يعمل بصورة شاملة، وقد يعمل فى أحيان أخرى بصورة أكثر خصوصية لما يهاجمه من ميكروبات، وقد تكون المناعة طبيعية وفى أحيان أخرى تكون مناعة مكتسبة، وقد تكون أيضاً مناعة إيجابية، وفى أحيان أخرى قد تكون سلبية، المهم أن الجهاز المناعى يعمل بأى من هذه الصور أو بعضها أو كلها فى نفس الوقت.
فمثلاً هناك أجزاء فى الجهاز المناعى تعتبر من النوع الذى يعمل بخاصية التعرف والتمييز بين ما هو مؤذى أو غير مؤذى للإنسان، وفى هذه الحالة يتميز هذا الجزء من الجهاز المناعى بخاصية دقة التعرف على نوعية الميكروب المهاجم، ويكون مختص فقط بهذه النوعية من الميكروبات، ويختص أيضاً ببعض الأماكن بجسم الإنسان، كما أن هناك نوعاً آخر من الجهاز المناعى يعمل بصورة شاملة لا يتقيد بمكان أو نوع معين أو محدد من الميكروبات، ويتميز هذا القسم من الجهاز المناعى بأنه يحتفظ فى ذاكرته على نوع وخواص الميكروب الذى هاجمه من قبل، بحيث يمكن أن يدافع عن الجسم فى حال ما إذا تكرر تعرضه لنفس الميكروب.
أما بالنسبة لكيفية وصول العناصر الدفاعية لهذا الجهاز المناعى لمواقع ومواضع الميكروبات، والأجسام الغريبة، والتى تهاجم الجسم نجد أن جسم الإنسان به نوعين من السوائل, الدم ودورته بالجهاز الدورى، بالإضافة إلى الجهاز الليمفاوى، وبالتالى فإن كفاءة الجهاز المناعى تعتمد على كفاءة هذين النوعين من السوائل (الدم والخلايا الليمفاوية). فدم الإنسان يعادل 7% من وزن جسم الإنسان وهذا الدم يتم دورته وتدفقه فى جسم الإنسان من القلب إلى الشرايين ثم الشعيرات الدموية، ثم ترجع مرة أخرى إلى القلب من خلال الأوردة، ونجد أن هذا الدم يحتوى على 60% منه بلازما (ومعظم هذه البلازما تتكون من الماء وتعتبر كمذيب لنقل العناصر الأخرى داخل جسم الإنسان، كما أنها بها بروتينات تتكون من اللألبيومين والجلوبيولين والفيبروجين)، أما بالنسبة للــ40% من البلازما، فتتكون من خلايا الدم والتى تتخلق وتتكون من الخلايا الجذعية بجسم الإنسان، والتى تتكون فى النخاع العظمى لتكون ثلاثة أنواع من الخلايا، الأولى هى خلايا الدم الحمراء، والثانية هى خلايا الدم البيضاء، والثالثة هى الصفائح الدموية، والذى يهمنا هنا هى خلايا الدم البيضاء، والتى تنقسم إلى نوعين رئيسيين من خلايا الدم البيضاء الأولى، وهى خلايا الدم البيضاء الحبيبية (Granular)، وهى التى تشمل خلايا الدم البيضاء بأنواعها المختلفة، والنوع الآخر هى كرات الدم البيضاء الناعمة أو غير حبيبية (Agranular)، وهى التى تشمل الخلايا، أما عن أنواع المناعة لدى الإنسان نجد أن هناك عدة أنواع من المناعة منها:
1- المناعة الفطرية أو الطبيعية (Natural): وهى إما أن تكون مناعة طبيعية ذاتية إيجابية (Active)، وهى التى تنتج عن التعرض للعدوى وتتميز بأنها تتولد بصورة بطيئة إلا أنها تدوم لفترات طويلة، وإما أن تكون مناعة طبيعية سلبية (Passive) كتلك التى نولد بها، والتى تنتقل من الأم لوليدها خلال المشيمة، وهى مناعة وقتية وتنتقل مباشرة ولا تدوم لفترات طويلة إلا أنها تشمل كل الأجسام المضادة للميكروبات التى تعرضت لها الأم وتولد لديها مناعة تجاهها.
2- المناعة المكتسبة (Artificial): ومنها المناعة المكتسبة الذاتية أو الإيجابية (Active)، والتى تمثل تلك التى تتولد نتيجة للتطعيمات واللقاحات والتى تتميز بأنها تدوم لفترات طويلة ولكنها تتولد ببطء، وقد نجد أيضاً نوعاً آخر من المناعة المكتسبة، وهى المناعة المكتسبة السلبية وهى التى تتمثل فى استخدامات الأجسام المضادة، والتى تتميز بأنها تولد مناعة مباشرة للجسم، ولكن عيبها أنها لا تدوم لفترات طويلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة