قال أكرم القصاص، مدير تحرير جريدة "اليوم السابع"، إنه لم يعد هناك خطوط حمراء داخل الصحف بشكل عام فى السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن قدرة النظام على وضع تلك الخطوط أصبحت ضعيفة، نتيجة لتعدد الصحف الحزبية والخاصة وانتشار الفضائيات، وموضحاً أن كل دولة عربية لها نظام مختلف عن الأخرى، لافتاً إلى أن الصحافة المصرية تتمتع بهامش حرية كبير.
وتابع القصاص فى مداخلة عبر الأقمار الصناعية مع قناة "أورينت" السورية التى تبث من دبى مساء أمس، الأحد، أن هامش الحرية لم يأتِ من فراغ، ولكن جاء نتيجة لمحاولات كثيرة من الصحفيين والإعلاميين للدفاع عن الحريات بشكل عام وحرية التعبير بشكل خاص، مشيراً إلى أن المنافسة بين الصحف الحزبية والخاصة عملت على وجود حراك واسع فى الشارع الإعلامى، وأصبحت الآن الصحافة الخاصة داخل مصر هى التى تقود قاطرة الصحافة، لافتاً إلى أن طبيعة ونشأة الصحافة المصرية هى صحافة خاصة. ولفت إلى أن وجود المدونات والمواقع الإلكترونية والتى تتمتع بنسبة كبيرة من القراء عملت على تقليص قدرة النظام على وضع خطوط حمراء وإخفاء المعلومة لفترة طويلة.
وعن المضايقات التى يتعرض لها الصحفى، أكد القصاص مع برنامج "البلد بارك" الذى يقدمه الإعلامى والكاتب الصحفى الكبير أيمن عبد النور رئيس تحرير موقع "كلنا شركاء فى الوطن"، على أنه لم يعد هناك رقيب معلن، كما كان فى الفترة السابقة داخل الصحيفة، ولكن من الممكن أن تكون المضايقات ناتجة من المبالغة فى ممارسة الحقوق والقوانين ورفع بعض القضايا على الصحفى، مشيراً إلى أن هناك بعض المسئولين يعتبرون نشر أى خبر إساءة لهم، إضافة إلى وجود بعض القوانين والتشريعات الصحفية التى ربما تكون السبب فى تحجيم حرية الصحفى فى جلب المعلومة، مطالباً بضرورة تعديل بعض القوانين.
ونفى مدير تحرير "اليوم السابع" إعدام الكاتب عبد الحليم قنديل "مهنياً" نتيجة لكتابة مقال عن رئيس الجمهورية وطرد الإعلامى عمرو أديب وإغلاق برنامجه، مضيفاً أن البرنامج توقف نتيجة لوجود مشاكل داخل القناة أو أسباب أخرى، مشيراً إلى أن المضايقات لم تصل إلى السجن أو القتل، والتدخلات عادة ما تكون غير مباشرة.
ورداً على سؤال مقدم البرنامج حول القدرة على توسيع هامش الحرية أرجع أكرم القصاص ذلك إلى عدة عناصر، منها أن هناك أجيالا كثيرة سعت نحو توسيع هامش الحرية وتعرضوا إلى السجن، ومنهم الكاتب أحمد بهاء الدين، والكاتب صلاح عيسى وغيرهم كثير مما تحملوا عناء ومشاكل ذلك، والأمر الآخر يرجع إلى ظهور الصحافة الحزبية ثم الصحافة الخاصة التى أصبحت تمول من القارئ والإعلانات، مما جعلها تسعى إلى نشر الحقيقة والمنافسة على ذلك.
مضيفا أن التنافس بين الصحف الحزبية والخاصة أجبر الصحف القومية من تطوير نفسها والدخول فى عالم السباق والتحرر من بعض القيود، حرصاً على القارئ، ضارباً المثل بجريدة الأهرام التى سعت إلى عمل بوابة إلكترونية لمنافسة جريدة "اليوم السابع".
وبخصوص المقولة الشهيرة التى تقول: "إن الصحفى يقضى نصف عمرة للبحث عما لا يعرف" أشار القصاص إلى أن هذه المقولة ربما كانت تنطبق فى فترات سابقة بشكل أقوى من الآن، لأنه أصبح من الصعب فى الفترة الحالية إخفاء المعلومة لوجود منافسين، مشيراً إلى إخفاء الحقائق والمعلومات يؤدى إلى انتشار الشائعات وما لا نعلمه من الداخل أصبحنا نعرفه من الخارج، فمعرفة المعلومة من الداخل أفضل بكثير من معرفتها من مصادر خارجية.
أكرم القصاص لقناة "أورينت": حرية الإعلام تحققت بعد تضحية أجيال
الإثنين، 10 يناير 2011 08:00 م
أكرم القصاص مدير تحرير جريدة "اليوم السابع"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة