محمد الدسوقى رشدى يكتب من واشنطن: لماذا لا يحب المسلمون فى أمريكا أوباما؟

الأربعاء، 08 سبتمبر 2010 11:28 م
محمد الدسوقى رشدى يكتب من واشنطن: لماذا لا يحب المسلمون فى أمريكا أوباما؟ تجمعات إسلامية بواشنطن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الوقت الذى يعيش فيه العديد من مسلمى الوطن العربى نشوة الفرحة بالشائعات التى انتشرت فى المنتديات والمواقع العربية مؤخرا حول الهوية الإسلامية للرئيس الأمريكى باراك أوباما، يعيش المسلمون هنا فى أمريكا بوادٍ آخر تماما ويتكلمون عن أوباما آخر غير ذلك الذى يعتبره المواطنون فى الوطن العربى رمزا للبطولة والتغيير ويمنون أنفسهم بأن تكون شائعات إسلامه صحيحة وكأن الإسلام سينتصر وتعلو رايته إذا كان باراك أوباما فقط واحدا من أهله.

الكاريزما التى يمتلكها أوباما بلا شك، ولونه الأسود الذى وضعه ضمن قوائم الأقليات وخلفيته الإسلامية البعيدة وكلمة السلام عليكم التى قالها باللغة العربية المكسرة مفتتحا خطابه للعالم الإسلامى من جامعة القاهرة ربما هى الأسباب الوحيدة لذلك الإعجاب العربى والمصرى الجارف لباراك أوباما وهى أسباب يكشفك لك كونها سطحية وشكلية وظاهرية الطريقة التى نفكر بها نحن، السائرين فى شوارع الوطن العربى، أو التى أجبرتنا سنوات القمع على أن نفكر بها.

على العكس تماما من تلك الرؤية السائدة فى الوطن العربى تأتى رؤية مسلمى أمريكا لباراك أوباما فهم هنا فى سان فرانسيسكو وكنساس سيتى يسخرون من تلك الشائعات المنتشرة فى الوطن العربى حول إسلام الرجل ويأسفون على الحال، بسبب ما يرونه من مناقشات جدلية على المواقع والمنتديات العربية حول إسلام الرجل من عدمه، هنا فى سان فرانسيسكو، وتحديدا فى جامعة بروكلى، حيث كنت ضيفا على إفطار الطلبة المسلمين بالجامعة كانت أغلب الآراء ضد أوباما.. طلبة مسلمون من الهند وباكستان والمغرب وفلسطين وآسيا ومصر، ومن داخل أمريكا نفسها يعيشون صدمة اسمها ماذا فعل أوباما؟ وأين التغيير الذى وعد به؟.. الطلبة هنا مثقفون ومنفتحون ويقرأون ويعرفون ويحملون هم القضايا العربية والإسلامية أكثر من حكومات العالم العربى مجتمعين، يمكنك أن ترى ذلك بوضوح عبر الاستماع إلى مناقشاتهم أو مجلاتهم الصادرة بالجامعة أو من خلال قدرتهم على إقناع الجامعة أو أغلبها، إن شئنا الدقة، فى مشاركتهم الإفطار وحفلات الإنشاد الرمضانية، هؤلاء الطلبة وعلى رأسهم "جاد" الطالب المصرى المقيم مع أهله بكاليفورنيا يرون فى أوباما رجلا وعد بأكثر مما استطاع أن يعطى أو ينفذ.

جاد وزملاؤه وتحديدا من الأمريكيين السود سواء كانوا مسلمين أو لا اتفقوا مع رأى شيخ مسجد الإسلام فى مدينة أوكلاند سيتى والذى قال كما ذكرنا فى مقال أمس: "أوباما رجل أبيض فى جسد رجل أسود".

الرأى نفسه وجدته عند الدكتور افتخار وهو طبيب هندى مقيم فى "كنساس سيتى" بولاية ميتسورى يتمتع بشهرة ووضع جيد وله مكانة خاصة لدى الجالية الإسلامية فى ميتسورى ولدى حاكم الولاية ومسئوليها، فالرجل الذى يقدم للأمريكان فى كنساس سيتى نموذج جيد وعظيم للإسلام ويحظى باحترام الجميع هنا وتفوق شهرته شهرة مذيعى محطة "فوكس فور بكنساس سيتى" يتفق مع الطلاب ومع شيخ مسجد الإسلام فى أوكلاند سيتى ويزيد عليهم بالتأكيد على أن أوباما كان مجرد خدعة كبيرة انكشفت تماما مع أزمة المسجد المقترح إقامته فى منطقة أحداث سبتمبر.

ويشير إلى أن أوباما لم يستطع الدفاع عن فكرة بناء المسجد، لأنه لم يقترح ذلك بناء على إيمان بالفكرة بقدر ماكان رغبة فى صناعة جدل فى منطقة أخرى تبعده عن الأزمات الأقتصادية التى لم يعد يمتلك لها أى أجوبة فى الفترة الأخيرة، ونجح فى أن يفعل ذلك، فبعد أن كان الإعلام الأمريكى مهتما بشدة بدراسة الوضع الاقتصادى وما قدمته الإدارة الجديدة ويقوم بعمل كشف حساب شبه يومى لما وعدت به الإدارة الجديدة اجتماعيا واقتصاديا تحولت أنظار الجميع إلى "الجراند زيرو" أو إلى فكرة بناء المسجد فى مكان أحداث سبتمبر، وأصبح الأمر هو شغل الإعلام الشاغل، ونجى أوباما من فخ الإحراج لحين البحث عن مخارج وأجوبة جديدة يقدمها للناس.

هذه رؤية الدكتور "افتخار" أستكمله معكم غدا بالإضافة إلى مأساة أخرى سنكتشفها حينما أعرض لكم قصة "المركز الثقافى والاجتماعى العربى" فى سان فرانسيسكو وهى قصة ستخبركم ببساطة لماذا نفشل فى تكوين لوبى عربى أو إسلامى قوى يمتلك القدرة على ممارسة الضغوط فى واشنطن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة