كل يوم عند الفجر تطاردنى نفس الفكرة المجنونة، أن أعض زوجى النائم فى عمق بجوارى، يتنفس بصوت مسموع ومزعج، ويحرك عينيه فى بلاهة من يحلم أحلاما سعيدة!
أضع مخدة خلف ظهرى، وأستند إلى ظهر السرير، وأجلس أتأمل هذا الكائن الذى كان حبيبى.. وكان حلمى.. وكان يوما فارسى الذى حين ظهر فى حياتى.. رفعت ذراعى مستسلمة ليخطفنى على حصانه الأبيض.
اليوم.. وعضتى التى أنتظرأن أحدث بها عاهة مستديمة فى جسده، ليست فكرة اليوم.. لقد بدأت عندى مثل خاطر لطيف ضحكت عليه من سنة.. فى الصيف الماضى خطر فى بالى أن أعض هذا الرجل النائم بجوارى، لعله يعرف أن أحلامه السعيدة التى يغرق فى بحرها كل ليلة.. ليست هى نفسها أحلامى السعيدة. واكتشفت حين جاء هذا الخاطر أن زوجى لم يعد زوجى منذ الصيف قبل الماضى.. يعود إلى البيت عند منتصف الليل تماما كأنه سندريللا.. يخلع حذاءه ويتسلل على أطراف أصابعه إلى غرفة التليفزيون.. يقلب فى القنوات دون أن يشاهد برنامجا أو مسلسلا أو فيلما.. ثم يتمدد فى سريرنا بجوارى، دون أن يضع ولو على جبهتى قبلة!
يخجلنى أن أقول لك إننى مهزومة!
كيف أنتظر رجلا نسى أن يقول لى أحبك منذ عامين، كيف أشعل أنوثتى لرجل يتجاهلها عمدا، كيف أضع كفى على صدره حين يعود بعد سهرة طويلة مع أصدقائه. تهمس لى صديقتى المقربة التى نتبادل معا تفاصيل حياتنا، أن زوجى مؤكد له علاقة بامرأة غيرى، وأنا بكل ثقة أقول: أبدا، أنا على رغم كل الأحلام السعيدة التى يغرق فيها كل ليلة.. لاأشم رائحة امرأة أخرى، كل امرأة مهما كان حجم غبائها تملك حاسة تعرف بها رائحة النساء الغرباء فى أظافر زوجها، وساذج الرجل الذى يتصور أنه خائن بذكاء، لايترك آثارا لجريمته بعد وقوعها، متصورا أنها الجريمة الكاملة التى تذهب ضد مجهول، هذا من غرور الرجال وثقتهم المجنونة التى تصل إلى حد العبط!
فى أيامنا الأولى من الضياع، حاولت أن أمنحه مهلة لعله.. وحاولت أن ألمس الحجر لعله يعود بشرا.. حاولت أن أفهم فلم أفهم.. حاولت أن أقترب وأستيقظ وأوقظه.. فلم أفلح.. وهكذا بالتدريج وجدت نفسى فى حياة صامتة . المهلة طالت والهدنة أصبحت عمرا.. وخجلى أصبح صرخة فى ظلام.. ورغباتى تحولت إلى أمنية تطاردنى أن أعض هذا الرجل النائم فى بلاهة، وكل ليلة أؤجل أمنيتى إلى الغد، وأقول لنفسى بكره أعضه.. أنتقم.. أجعله يتألم.. أريده يندم.
وأخيرا.. قررت أن أشكوه إلى أمه، فكرت كثيرا فى أن أقول لها، وأعترف أمامها بما لايحدث بيننا منذ عامين، ولكنها جاءت لى فى الحلم وكنت أحكى لها ووجدتها تضحك.. تضحك قوى.. ولم أفهم فى تفسير الحلم، إلا أن اعترافى لها سيكون دليل إدانة ضدى.. أنا أعرفها جيدا.. سوف يسعدها أننى تحولت إلى كرسى فى البيت!
لن أخلعه.. لن أرفع قضية طلاق كما تنصحنى صديقة أشك فى نواياها نحوى.. ولن أستمر ضائعة جائعة مجروحة.. سوف أعضه الليلة.. سأقول له كل ماأخفيته عنه عامين.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة