عميل CIAمن أصل مصرى عذّب مشتبها به فى سجن سرى ببولندا

أعلن تقرير بوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA أن أحد عملائها -من أصل مصرى- قام بتعذيب مشتبه به فى مركز احتجاز سرى تابع للوكالة فى بولندا.

أوضح تقرير للمفتش العام لوكالة الاستخبارات الأمريكية وعدد من المسئولين السابقين بالوكالة أن أحد العملاء -الذى كان فى السابق عميلا بمكتب التحقيقات الفيدرالية- قام بتعذيب عبد الرحيم النشيرى المشتبه فى تورطه بحادث تفجير المدمرة الأمريكية كول فى أكتوبر 2000.

وأضح موقع (ذى نيوز) البولندى أن تلك تعد أول مرة يتم فيها الإعلان صراحة عن وجود سجن سرى للاستخبارات الأمريكية فى بولندا، حيث أكدت الوكالة أن المشتبه به تعرض للتعذيب داخل قاعدة قرب مطار سزينمانى شمال بولندا، وذلك بعدما انطلقت الشائعات حول وجوده منذ 5 سنوات.

ويشير الموقع إلى أن عميل الاستخبارات الحالى، والـFBI السابق الذى ينحدر من أصول مصرية استخدم مثقابا كهربائيا لتعذيب المشتبه به، بالإضافة إلى تهديده باستخدام مسدس نصف أتوماتيك أثناء استجوابه فى بولندا.

ويشير التقرير إلى أن النشيرى تعرض للتعذيب فى أواخر عام 2002 وأوائل 2003، حيث أشارت وكالة أسوشيتد برس أنه تم تعليقه وهو عارى فى الوقت الذى كان العميل (البرت) -الاسم الحركى له- يضع مسدسا فى رأسه، كما يشير تقرير وكالة الاستخبارات أن ألبرت وضع المثقاب بجوار رأس النشيرى خلال عملية استجوابه.

ويكشف تقرير المفتش العام لوكالة الـCIA الذى تولى التحقيق فى القضية أنهم حاولوا آنذاك أن يبلغوا المحاكم بالانتهاكات التى حدثت ولكن وزارة العدل التى تولت المنصب خلال إدارة بوش السابقة رفضت توجيه اتهامات إلى العميل (ألبرت).

وأوضح التقرير أن عمليات التعذيب تلك جرت تحت إشراف رئيس (ألبرت) فى العمل وبأوامره، حيث يوضح الموقع أن رئيس ألبرت الذى يدعى( مايك) أعطى الأذن باستخدام تقنيات ووسائل للاستجواب غير مصرح بها دون أن يحصل على الموافقة بذلك من المقر الرئيسى لوكالة الـCIA.

ويوضح تقرير الوكالة أن العميلين تعرضا فيما بعد للتوبيخ من رؤسائهما.

ويأتى ذلك الكشف ليؤكد حقيقة أن بولندا استضافت سجنا سريا تابعا لـCIA، حيث جرت عمليات تعذيب للمشتبه بهم، فى الوقت الذى كان ينفى فيه كافة السياسيين البولنديين بمن فيهم الرئيس البولندى السابق اليكسندر كوازينسكى ، معرفتهم بوجود مثل هذا السجن على أراضى بلدهم.

وكشفت صحيفة جازيتا ويبوريزا اليومية أن المحامى العام البولندى كان على الوشك التقدم بطلب لاستجواب الرئيس السابق ورئيس الوزراء لاسيزك ميللر بشأن تلك الادعاءات.