رامى محمد زين يكتب: أرانب وملاعب

صراحة أنا لا أعرف ما هذه الأموال الطائلة التى تدفع أجوراً للاعبى كرة القدم للحصول على خدماتهم، وما هو المعيار الذى على أساسه تم تحديد هذه الأجور الطائلة، فى حين أن كرة القدم ليست إلا وسيلة من وسائل الترفيه..

أعرف أن هناك من سيقول لى إنه الاحتراف الذى جعل الأجور تصل إلى هذا الحد، وأنا أرد عليه، هل نحن لدينا احتراف حقيقى، وما هو مستوى الدورى لدينا مقارنة بالدوريات فى الدول الأخرى لماذا أخذنا من الدول الأخرى ارتفاع أسعار اللاعبين ولم نأخذ منهم ارتفاع مستوى اللاعبين، فهناك يدفعون ثمن المتعة ولكن هنا نحن ندفع ثمن ماذا، ثمن دورى ضعيف ولاعبين متوسطى المستوى، لماذا نحاكى الدول الأخرى فى ارتفاع أجور اللاعبين ولا نحاكيهم فى المهن الأخرى التى تعطى مميزات لأصحابها ليست موجودة هنا، والغريب أنك تسمع أرقاما خيالية يطالب بها اللاعبون، على الرغم من أن دورهم لا يتعدى سوى رسم البسمة على الشفاة لبضعة أيام بعد تحقيق انتصار أو بطولة..

ويبقى المكسب الأول والأخير للاعب، أما من يقدم اختراع سيفيد الدولة فلا يحصل على هذا التقدير المالى، وقد لا يتم الالتفات له من الأصل، أعجبنى موقف رئيس جمهورية نيجيريا عندما قرر تجميد نشاط منتخب كرة القدم أربعة سنوات، وذلك للأداء الباهت الذى ظهر به منتخب بلاده فى كأس العالم الأخيرة، وأنا هنا لا أطلب بالمعاقبة بالمثل ولكنى أطلب أن يكون المدفوع بالمعقول فى أتمان لاعبى الكرة بأن يكون مقدم تعاقد محترم ثم تحديد راتب ثابت محترم بدلا من الملايين التى تدفع سواء من جيوب رجال الأعمال أو من مال الدولة أو أى كان مصدرها ولدينا من يحتاج إليها، ولا تخجلوا فلن تنظر إلينا دول العالم على أننا دولة متخلفة نعطى لاعبينا 5 آلاف جنيه شهريا، وهم يعطون لاعبيهم أضعاف الأضعاف، أرجو أن نعيد التفكير فى هذه الأموال التى تدفع، حتى لا نكون كالرجل الذى أضاع ماله على التسالى وبيته من الخبز خالى.