يا ليلة العيد أنستينا
وجددتى الفرح فينا
يا ليلة العيد
لكن العيد يا ست أم كلثوم أصبح بلا طعم! لم يعد يهزنا مجيئه، ولم تعد فرحة اللمة والمتنـزهات والتزاور بنفس الوهج القديم... هل نحن الذين تغيرنا أم أن الزمن هو الذى تغير.. ودعينى يا كوكب الغناء أكون أكثر صراحة، فكثيرون منا كرهوا أنفسهم بسبب حررمضان هذا العام، كثيرون منا كانوا يشتاقون للسيجارة والقهوة صباحاً، ويشعرون بحلوقهم مثل الحجر من شدة الحر والعطش، ولاشك أن هؤلاء سيجدون فى انتهاء الشهر الفضيل وقدوم العيد فرحة ولكن لأسباب أخرى غير تلك الفرحة التى أطاردها وأخشى أن تكون قد تحولت إلى سراب....
أعرف طبعاً أننا لم نعد أطفالاً، صرنا رجالاً فى الثلاثين... صرنا آباء يتعلق عيالهم برقبتهم، صرنا ثيران مغمضة العينين تدور فى ساقية الشغل ومصاريف البيت، لكن أين الحد الأدنى من ذلك اللهب القديم الذى كان يضئ قلوبنا الخضراء ونحن نسهر ليلة العيد فى انتظار الصباح لنأكل أرزاً باللبن - فى طقس مقدس تحافظ أمهاتنا عليه – لتكون أيامنا من العيد للعيد فى بياض الحليب.. صار العيد موسماً للحفلات الغنائية وبيزنس مضمون لصناعة السينما... صار يعنى ميزانية جديدة ينوء بها حمل رب الأسرة الذى أرهقه هذا العام تزامن رمضان مع ملابس العيد مع المصيف ودخول المدارس... واسمحى لى أخيراً يا ست أم كلثوم بهذا السؤال: لماذا يبدو أداؤك – أنت نفسك – فى الأغنية فاتراً، لماذا تغنين للعيد من "بره" وليس من "جوه" هل كنت تستشفين المستقبل وتشعرين أن فرحة العيد سيأتى عليها حين من الدهر وتكون مجرد ذكريات!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة