كنيسة تبنت دعوة لحرق المصاحف بنفس اليوم..

خبراء يطالبون مسلمى أمريكا بضبط النفس يوم 11 سبتمبر

الثلاثاء، 07 سبتمبر 2010 07:01 م
خبراء يطالبون مسلمى أمريكا بضبط النفس يوم 11 سبتمبر ذكرى 11 سبتمبر هذا العام متزامنة مع عيد الفطر المبارك
كتبت شيماء بهجت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تخوفات شديدة بدأت تنتاب الجالية المسلمة فى الولايات المتحدة الأمريكية من تزامن عيد الفطر المبارك هذا العام مع ذكرى أحداث 11 سبتمبر "تحطم برجى التجارة العالميين"، فمسلمو أمريكا متخوفون من أى ردود فعل عنيفة ضدهم من قبل متطرفين، خاصة بعد دعوة كنيسة "دوف وورلد آوتريتش سنتر" المعمدانية فى فلوريدا إلى إحراق المصاحف علنا أمام مركزها فى جاينفيل فى الذكرى السنوية التاسعة للاعتداءات.

فيما دعت أيضا مراكز دينية أخرى لمحاربة ما وصفته بـ"شيطان الإسلام"، معلنة رفضها بناء مركز إسلامى ومسجد بجوار موقع جراوند زيرو الذى شهد تحطم برجى التجارة العالميين.

فى المقابل طلبت جمعيات مسلمة فى الولايات المتحدة من الشرطة الأمريكية تشديد تدابيرها الأمنية لتفادى أى أعمال عدائية ضد المسلمين، وقالت متحدثة باسم المجلس الإسلامى للشئون العامة فى لوس أنجلوس ايدينا ليكوفيتش، إن هذا الأمر صدر لوجود "جو متنام من العداء للإسلام" تصاعدت حدته فى الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى الاحتجاجات على بناء مركز إسلامى ومسجد فى مانهاتن فى موقع قريب من البرجين اللذين دمرتهما اعتداءات 11 سبتمبر، وقالت إن "الإجراءات وقائية فى المرحلة الحالية لأن هناك عدداً كبيراً من المساجد فى البلاد، التى تشعر بالقلق على جالياتها وتريد التأكد من اتخاذ تدابير وقائية وتعزيز القانون فى حال حدثت أى مشكلة تحتاج إلى معالجة".

وشددت ليكوفيتش على أن رمضان وعيد الفطر يجريان بدون حوادث فى الولايات المتحدة عادة، موضحة أن "المسلمين يحتفلون بهما بسلام" إلا أن مشاعر الغضب فى الولايات المتحدة إزاء مخطط بناء مسجد فى نيويورك وإلى إعلان كنيسة فى فلوريدا (جنوب شرق) نيتها تنظيم "يوم دولى لإحراق القرآن يوم 11 سبتمبر المقبل، عززا مخاوف المسلمين من احتمال تعرضهم لاعتداءات خلال هذه الفترة".

كما ذكرت وكالات الأنباء أيضا أن مجلس المنظمات الإسلامية فى واشنطن الكبرى دعا أعضاءه الـ 147 إلى تجنب الاحتفالات لتفادى إقامتها فى 11 سبتمبر، وشجعت القيادات الإسلامية المسلمين على التوضيح لأصدقائهم وجيرانهم الغير مسلمين أن حلول العيد فى هذا التوقيت مجرد صدفة.

الدكتور أحمد رفعت أستاذ القانون الدولى استبعد من جانبه حدوث أى شىء فى هذا الوقت، قائلا "الآن ندخل فى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل يرعاها الرئيس الأمريكى باراك أوباما بنفسه، وكان من الممكن أن نقول ذلك لو كان بوش موجودا"، مؤكدا "بالعكس الذكرى ستكون أخف من الذى حدث فى بعض السنوات السابقة لوجود تفاهم الآن، وتخفيف من حدة التوتر بين المسلمين والغرب، فنحن فى عصر مختلف عن عصر بوش لوجود محاولات بناء ثقة وبدء صفحة جديدة مع العرب".

من جهته قال الدكتور نبيل حلمى أستاذ القانون الدولى "لا شك أن عيد الفطر المبارك أحد المناسبات الأساسية للديانة الإسلامية، ويأتى بما يحمله من معانى جميلة ودلائل للتسامح والصبر والعمل الجاد، وبالتالى لا أتصور أنه من الضرورى استغلال فرصة التزامن للاحتفال بمكافحة الإرهاب على المستوى العالمى، وأن نؤكد فى المساجد ودور العبادة نبذ الدين الإسلامى للعمليات الإرهابية وللعنف ولاستخدام القوة، وأن يعلو صوتنا أيضا من خلال وسائل الإعلام بمفهوم الدين الإسلامى الحقيقى".

واستبعد حلمى وجود أى أعمال عنف من جماعات التطرف الدينى فى أمريكا ضد المسلمين، وقال "لا أتصور أن يكون هناك عمليات عنف، ولكن سيكون هناك تعبير عن المرارة بفقد الأهل والأصدقاء، لذلك يجب أن يكون رد فعلنا هو مزيد من التوعية بالدين الإسلامى لأنها فرصة، وإذا تم تنفيذ التهديد بحرق المصاحف فلابد أن نتعامل مع الموقف بهدوء، كى لا يزيد العناد ويتدخل متطرفون من كافة الجهات لاستغلال هذا اليوم لمزيد من إساءة الفهم للدين الإسلامى".

أما دكتور حسام عقل، فأكد على أن المواجهة التصعيدية بين الغرب بفرعية الأنجلو أمريكى والفرنكفونى من ناحية، وبين العالم الإسلامى من ناحية أخرى قد اتخذ منعطفاً خطيراً برغم محاولات التهدئة، وعقد جسور الحوار التى تبذل من هنا أو هناك، وربما كان العنصر الذى لعب دوراً تحفيزاً فى استثمار هذه المواجهات هو صعود المد اليمنى المحافظ، سواء أكان ذلك فى البرلمان أو فى الخطاب الإعلامى بمنابره المتعددة.

وأضاف عقل أنه فى ضوء هذه المواجهة، فلابد من توقع بروز سياسات راديكالية وقرارات خارج نطاق حساب التوقعات، لعل أوفرها شهرة حظر المآذن فى سويسرا، وتعقب المحجبات فى فرنسا وإنجلترا، فضلاً عن السياسات الحضارية التطويقية التى يفرضها التحالف اليمنى مدعوماً بالتكتلات الصهيونية فى أمريكا.

لذا نستطيع أن نقول إن تسويق الحادى عشر من سبتمبر لاعتباره فزاعة جرى اختباره بنجاح، نتج عنه دعوة إحدى الكنائس فى فلوريدا إلى إحراق مصاحف علنا فى الذكرى السنوية التاسعة لاعتداءات 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة، موضحا أن الإقبال على حرق المصاحف سيمثل بادرة عداء غير مسبوقة لأنه يتوجه إلى الحضارة الإسلامية نفسها، وليس إلى رموز التزمت أو التطرف وسينجم عن ذلك فى تقديرى تفجر أعمال عنف كثيرة سيدفع الطرفان ثمنها غالباً، كما أن ذلك سيكون إذنا بجريان حمامات الدم لتأثير ظهور الجماعات السرية القائمة فى مخططاها على العنف الدموى وعلى العقلاء فى الطرفين المبادرة إلى مد جسور الحوار وتطويق أسباب الأزمة تجنباً لمزيد من العداء والدماء.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة