قال الكاتب حلمى النمنم فى مقاله بمجلة الهلال هذا الشهر "فى وداع فاروق عبد القادر.. لماذا تراجع النقد الأدبى؟"، أشاد فيه النمنم بموقف الناقد الراحل الكبير فاروق عبد القادر "الذى عاش عمره مخلصًا لحرفته كناقد، وكان قادرًا على أن يقول رأيه بوضوح تام فى العمل الأدبى أو العرض المسرحى الذى يشاهده"، وأوضح النمنم أنه برحيل فاروق عبد القادر أصبح علينا أن نعيد الأمل فيما بات معروفًا بأزمة النقد والنقاد فى حياتنا الأدبية وتحديدًا الثقافية.
وأشار النمنم فى مقاله إلى موقفين كان شاهدًا عليهما، أولهما حينما كان يشاهد لقاءً تليفزيونيًا مع الناقد الراحل رجاء النقاش وسأله الروائى الكبير خيرى شلبى فى مداخلة هاتفية عن ابتعاده شبه المتعمد عن النقد وانشغاله بالصحافة فرد عليه رجاء النقاش بالحرف الواحد قائلاً "احنا بنكتب عنكم وتصبحوا نجوم وتاخدوا الجوائز واحنا نتشتم"، ويقول النمنم "ومن خلال اقترابى من رجاء النقاش شهدت أنه تعرض للكثير من الصغائر.
أما الواقعة الثانية فهى أن كاتبة مبتدئة أرسلت روايتها للدكتور على الراعى وانتظرت عدة أسابيع ولم يكتب عنها، فاتصلت به وكان حنونًا معها وقال لها بنبرة الأبوة "يا بنتى.. يجب أن تتعلمى الكتابة أولاً، فالجمل لديك ليست كاملة و..." ولم تتركه يكمل وردت عليه بالحرف الواحد "عيب يا أستاذ..أنت مش عارف أنت بتكلم مين؟".
كذلك وتحتفى مجلة الهلال فى عددها بالمفكر والفيلسوف المصرى الراحل عاطف العراقى، وذلك بملف كبير تحت عنوان "فلسفة الاستنارة" ساهم بالمشاركة فيه كل من د.أحمد الجزار والذى كتب "عاطف العراقى.. قيمة المفكر فى استشراف المستقبل"، وكتب الدكتور زكى سالم مقالاً بعنوان "عاطف العراقى.. منهج فى المعرفة وموقف من التراث"، ويشير فيه إلى أن د.العراقى كان يرى بأن الحضارة الغربية الحالية تمثل أعظم أنواع الحضارات الإنسانية، ويؤكد د.زكى سالم على أن هذا الرأى بحاجة إلى المزيد من الدارسة.
وكتبت د.سناء خضر مقالاً بعنوان "عاطف العراقى.. دعوة للجدل الدائم وإعمال العقل"، وكتبت د.زينب عفيفى شاكر مقالاً بعنوان "عاطف العراقى.. الثقافة والمثقفون والسلطة الدينية" موضحة أن الأيديولوجية الفكرية النقدية التى دعا إليها العراقى تستند إلى التركيز على الإبداع والذى لا يمكن أن يتحقق إلا إذا نظرنا إلى الإنسان نظرة جديدة.
وشارك أيضًا فى الملف عن عاطف العراقى الكاتب فايز فرح، والذى كتب مقالاً بعنوان "عاطف العراقى.. ليس مجرد أستاذ للفلسفة العربية"، فيما كتبت د.عايدة نصيف مقالاً بعنوان "عاطف العراقي...مثال التسامح وقبول الآخر" والذى توضح فيه أن العراقى كان يرى بأنه لا يمكننا التعرف على ثقافتنا الحديثة والمعاصرة وتحليل جذورها إلا من خلال شركاء الوطن والإنسانية، كما يرى أن من يتغافل عن ذلك فسيظل خارج ثقافتنا الحقيقة، وكتب الأب الدكتور جوزيبى سكاتولين مقالاً بعنوان "عاطف العراقى.. ذكريات بمناسبة التكريم"، والذى يقول فيه "أجد فى فكر وعمل د.العراقى أساسًا قوية بإمكانه أن يقدم بعض الحلول للإشكاليات الإنسانية لكى نبنى معًا عالمًا أفضل للكل.
من ناحية أخرى كتبت منى الملاخ مقالاً بعنوان "عاطف العراقى.. مشاهد من الشخصى والعائلى"، أشارت فى مقالها إلى أن والده كان حريصًا على أن يقوم بتعليمه حتى المرحلة الجامعية، وقام بالتدريس له بالمدرسة الابتدائية برأى التين بالإسكندرية إضافة إلى أن والده علمه الإصرار والتحدى.