أكرم القصاص - علا الشافعي

علاء صادق

الطريق المعكوس لفراعنة الكرة

الثلاثاء، 07 سبتمبر 2010 08:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يوجد فى دولة فى العالم لاعبون من نوعية فراعنة كرة القدم المصريين.

اللاعب فى أى دولة فى العالم يتطلع للاحتراف فى ناد أقوى وفى دولة أكبر أو أفضل.. ولا حدود للاحتراف مهما كانت جنسية اللاعب أو اسم النادى الذى يرتبط به.

وشاهدنا مؤخرا أغلى لاعب فى تاريخ كرة القدم السويدى زلاتان إبراهيموفيتش، يترك برشلونة الإسبانى برغبته إلى ميلان الإيطالى.

فراعنة كرة القدم هم الوحيدون فى العالم الذين يفضلون الاحتراف فى مصر ولا يطيقون البقاء فى أوروبا أو حتى فى الخليج.. والعائدون لا يمكن أن يزيدوا على المغادرين أبدا وفقا لأبسط أنواع الحساب.

ولكننا مختلفون لأن اللاعب الذى ينتقل من مصر إلى أوروبا للاحتراف لا يخرج دائما بطريقة سليمة أو منطقية.. والكثيرون يهربون من أنديتهم وهم فى سن صغيرة ودون أن تستفيد أنديتهم شيئا.. وبالتالى يصبح عدد المغادرين من مصر للاحتراف وفقا للوائح الفيفا، ومقابل أموال لأنديتهم محدودا للغاية.

ومع ذلك لا يتردد الصغار الهاربون إلى أوروبا فى العودة سريعا إلى مصر للاحتراف فى أنديتها فور معرفة الأوساط الكروية والإعلامية المصرية بهم.. ولدينا أحمد مجدى وعمرو الحلوانى نموذجان واضحان.

المهم اللاعب المصرى يفكر دائما فى الاحتراف فى أوروبا ويتحدث دائما عن الاحتراف الخارجى، ويضع شروطا باستمرار فى عقده لإتاحة الفرصة له للسفر إلى أوروبا إذا جاءه عقد مناسب.

ولكن الكلام شىء، والأحلام شىء، والتنفيذ شىء آخر مختلف تماما.

وها هما النجمان الدوليان عماد متعب وشيكابالا، وقعا على عقدين فى بلجيكا مع ناديى ستاندرليج وأندرلخت على التوالى.. وهربا الواحد تلو الآخر إلى مصر.. وفضل الأول الهروب من الاحتراف تحت ادعاء أن الخدمة العسكرية الإجبارية هى الشرط أو العائق، رغم أنه احترف بشحمه ولحمه فى الاتحاد السعودى الموسم الماضى دون أى مشكلة مع التجنيد.. والأدهى أن متعب لم يخش على نفسه من الإيقاف أو من الغرامة، لأنه ضامن أن إدارة الأهلى الخائفة من انتقاله إلى الزمالك على استعداد لقبوله فى أى مكان وزمان، وأن تدفع له أى غرامة مهما كانت مرتفعة.

وعاد شيكابالا ورفض تنفيذ عقده تحت ادعاء أنه مرتبط بعقد مع الزمالك حتى صيف 2011، وهو يعلم يقينا قبل التوقيع لأندرلخت أنه مرتبط بالزمالك.. وهو خرج من المهزلة فائزا ورضخ مسؤولو الزمالك لطلباته وضغوطه وتهديده بكبر عقد لأى لاعب فى تاريخ الرياضة المصرية.. وقدره 26 مليون جنيه فى ثلاثة مواسم. ولو أجرى مسؤولو الزمالك حسابات الأرباح والخسائر لكرة القدم فقط فى المواسم الثلاثة الماضية، لاكتشفوا أن إجمالى دخل النادى من كرة القدم عبر تذاكر المباريات وحقوق البث وانتقالات اللاعبين لا تصل فى مجموعها إلى 26 مليون جنيه.

انظروا مثلا إلى الأهلى والزمالك.. شريف إكرامى وعصام الحضرى الحارسان الأساسيان عائدان من هولندا وسويسرا.

وفى الدفاع لدينا العائدون أحمد غانم، وهانى سعيد، وأحمد فتحى، وسيد معوض وكلهم احترفوا فى أوروبا بين روسيا وإيطاليا وإنجلترا وتركيا. وفى الوسط يزيد العدد ليشمل محمد شوقى وحسام غالى وشيكابالا وأحمد حسن ولا ننسى فى الهجوم عمرو زكى وعماد متعب.

الخسائر هنا مالية ومؤسفة للاقتصاد المصرى الذى لا يستفيد أبدا من رياضة كرة القدم فى إدخال أى أموال إلى السوق المحلية أو إلى الناتج القومى.. وإجمالى تحويلات اللاعبين المصريين فى الخارج من عملات أجنبية متنوعة يقل جدا، بل هو أقل من الربع، عن إجمالى التحويلات التى تدفعها الأندية المصرية للاعبيها الأجانب المحترفين ويتم تحويلها إلى دولهم فى الخارج.

كفانا مهازل وخسائر فى جانب يفترض الجميع أنه إيجابى ويمكن أن يحقق لنا نجاحا ماليا كبيرا.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة