تقول أم، ابنى عنده سنة ونصف ويعانى من شق فى سقف الحلق وقام بإجراء عملية لإغلاقه قبل أن يتم السنة، وسوف يقوم بعمليات أخرى وأخشى أن يتأخر فى الكلام، فماذا على أن أفعل لتفادى هذا؟
تبدأ د.نيفين حسن نشأت، مدرس مساعد أمراض التخاطب بالمركز القومى للبحوث قائلة، ردها على هذا التساؤل بتوجيه شكر للأم التى تحرص على تفادى ابنها مشكلة تأخر الكلام التى قد يتعرض لها، حيث إنه عرضة لقضاء أوقات كثيرة فى المستشفى بسبب العمليات المطلوبة لإصلاح هذا الشق الذى قد يكون مصحوبا بشق فى الشفة أو اللثة أو الاثنين معا، ومن المهم جدا أيضا معرفة ماهية المشكلات التى قد تواجه من يعانون من شق فى سقف الحلق والتى تكون من بداية حياتهم حتى تعرف الأم كيف تتعامل مع هذه المشكلات والتى تشمل صعوبة فى الرضاعة والبلع، التهابات بالأذن الوسطى والتهابات صدرية بالإضافة إلى اضطراب شكل ومحتوى الكلام.
وقد تكون الاضطرابات فى شكل الكلام فى صورة خنف أثناء الحديث، عدم وضوح الأصوات (الحروف)، استبدال بعض الأصوات بأخرى مما يساهم فى عدم وضوح كلام المصابين بهذا الشق بالنسبة للآخرين، ولا شك أن عدم فهم كلامهم يؤثر على تواصلهم مع الآخرين وقد يؤدى إلى انعزالهم، ويكون هؤلاء الأطفال أيضا عرضة للتأخر اللغوى وتغير الصوت أو ظهور حبيبات على الثنايا الصوتية لذلك يجب على الأم المتابعة المستمرة مع طبيب أمراض التخاطب قبل وأثناء إصلاح الشق جراحيا لتفادى ظهور مثل هذه المشكلات، أو مراجعة الطبيب لعلاجها سريعا إذا ظهرت وذلك بعد التدخل الجراحى لإصلاح الشق فى سقف الحلق، وعليها أيضا المتابعة بعمل مقياس لضغط الأذن للتأكد من عدم وجود مياه خلف طبلة الأذن.
أما لتفادى التأخر اللغوى يجب على الأم الحديث مع طفلها باستمرار وأن تصف له كل مايراه فى المنزل وخارجه وذلك باستخدام جمل واضحة وبسيطة من كلمتين إلى أربع كلمات فى هذه المرحلة مع الحرص على عدم الإكثار من الأسئلة المباشرة أو إجبار الطفل على نطق الكلمة المراد تعليمها، ويجب عليها تشجيع طفلها الدائم عند تعلم كلمة جديدة أو التفاعل معه بالتصفيق أو المدح أو إعطائه ما يحب من الحلوى، وعلى الأم السماح له بالاندماج مع الأطفال الآخرين والحرص على عدم عزله.
