قبل أيام من إعلان القبض على خلية شيعية فى البحرين تخطط لقلب نظام الحكم، أبلغ جهاز أمن الدولة البحرينى الكويت والسعودية ودولاً خليجية أخرى أن مجموعات مسلحة تستعد للتخريب فيها إذا تعرضت إيران لضربة عسكرية بسبب برنامجها النووى، وقالت وسائل إعلام خليجية إن تقرير الاستخبارات البحرينية بنى على أساس اعترافات شبكة إرهابية تضم نحو 250 شخصاً ألقى القبض عليهم فى البحرين، واعترف أفرادها بأنهم ينتمون لجهة عسكرية فى دولة إقليمية – إيران، وأن هناك تنسيقًا بينهم وبين خلايا نائمة فى الكويت والسعودية.
وأكد التقرير الاستخباراتى بناء على اعترافات الشبكة الإرهابية فى البحرين أن المجاميع الإرهابية فى الكويت ودول الخليج تضم مواطنين ومقيمين، وهناك تنسيق مباشر بينها وبين جهة عسكرية فى دولة إقليمية مع وجود ضابط ارتباط لكل مجموعة لتبادل المعلومات وتنفيذ التعليمات.
هذا التقرير المدعم بمجموعة من القضايا التى لم تكن آخرها شبكة البحرين، وما سبقتها من القبض على شبكة تجسس إيرانية فى الكويت، يوضح إلى أى مدى تحاول إيران استغلال العناصر الشيعية المنتشرة فى منطقة الخليج لتحقيق أهدافها الخاصة بها، والتى جزء منها تحويل هذه المنطقة إلى درع لصد أى هجوم أمريكى أو إسرائيلى مستقبلى على إيران فى ظل التهديدات المستمرة بعد إعلان طهران نجاحها فى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.
التحركات الإيرانية فى الخليج لا تقتصر على صد التهديدات فقط، وإنما امتدت فى بعض الأحيان إلى الإعلان عن نوايا توسعية على حساب دول الخليج، مثلما سبق أن قال حسين شريعتمدارى، مستشار المرشد الأعلى آية الله على خامنئى، ومدير تحرير صحيفة "كيهان" شبه الرسمية، إن البحرين جزء من الأراضى الإيرانية، وأنها انفصلت عن إيران إثر تسوية غير قانونية بين الشاه المعدوم وحكومات الولايات المتحدة وبريطانيا، وأن المطلب الأساسى للشعب البحرينى حاليا هو إعادة هذه المحافظة ـ التى تم فصلها عن إيران ـ إلى الوطن الأم والأصلى، أى إيران الإسلامية، وهى التصريحات التى أحدثت وقت صدورها فى يونيو 2007 انقلاباً فى العلاقات ما بين الدولتين، إلى أن نفتها طهران بشكل غير رسمى، وهو النفى الذى لم يلقى قبولا لدى البحرين أو الدول العربية الأخرى التى لم تخفِ خشيتها من مطامع إيران فى المنطقة.
ويبدو أن النظام الحالى فى إيران لم يرد أن تبقى أزماته مقصورة على المنطقة المحيطة ببلاده، وإنما مدها إلى الدول العربية الأخرى، بعدما أراد الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد فرض رؤيته بطريقة مشينة على الآخرين، متصورا أنه يحكم جمهورية إسلامية مشابهة للحلم اليهودى من النيل إلى الفرات، عندما انتقد الرئيس الفلسطنى محمود أبومازن بعد بدء مفاوضات عملية السلام المباشرة التى جرت فى واشنطن، حين أشار إلى عباس متسائلا "من هو الذى يمثل الشعب الفلسطينى؟ ومن خوله هذا التمثيل حتى يتكلم باسم الشعب الفلسطينى؟"، وهى التصريحات التى قوبلت برفض فلسطينى قاده الناطق الرسمى باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة بقوله إن "أحمدى نجاد لا يمثل إيران وأنه زور الانتخابات ومتورط بقمع الإيرانيين"، مشيرا إلى "أنه لا يحق لمن لا يمثل الشعب الإيرانى، والذى زور الانتخابات وقمع الشعب الإيرانى وسرق السلطة، أن يتحدث عن فلسطين أو عن رئيس فلسطين أو عن التمثيل الفلسطينى".