عمرو عماد يكتب: سماسرة الأزمات

الإثنين، 06 سبتمبر 2010 01:27 ص
عمرو عماد يكتب:  سماسرة الأزمات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعلم جميعاً أنه يوجد ما يسمى بسماسرة الأراضى وسماسرة العقارات وسماسرة الكورة وهم من يعملون كوسيط بين طرفين مقابل أجر مادى بعلم الطرفين ولكنى اكتشفت أن فى بلادنا سماسرة من نوع آخر أهم وأخطر من هؤلاء وفى تزايد مستمر وهم سماسرة الأزمات وهم من يستغلون الأزمة أو يصنعونها لتحقيق مصالح شخصية رخيصة بدون علم ورضى من الطرفين بشكل يظهر للجميع أنهم يحلون الأزمة ولكنهم يستغلون الأزمات لمصلحتهم الشخصية والغريب أنه من المفترض على الجميع مواجهة هذه الأزمات والكوارث فعلى العكس فسماسرة الأزمات يسارعون لاغتنام الفرصة فى مشهد رخيص وسط دموع الضحايا من البسطاء ووسط مشاكل وأحزان المواطن البسيط.

*فالمسئول عندما يواجة أزمة ثم يحلها بطريقة محددة ومعينة تضر بأشياء أخرى مع وجود بديل آخر أقل ضررا ليحقق مصلحته الشخصية فهو من سماسرة الأزمات كما حدث من تبوير 64 فدانا من الأراضى الزراعية بكفر الشيخ بدعوى تنشيط الحركة التجارة بإقامة مولات تجارية وذلك ليزيد عدد المستثمرين رغم وجود حلول بديلة كالبناء على الطريق الدولى الواسع بدلاً من تبوير مساحات زراعية خصبة و كذاك الهيئة أو الجمعية التى تحاول حل مشكلة المناطق العشوائية ببناء مساكن ضعيفة البنية تتشقق بعد سنوات قليلة ثم تستغل أرض العشوائيات فى مشروع استثمارى كبير وكذلك عضو مجلس الشعب الذى يزور ويسرف فى قرارات العلاج على نفقة الدولة لتحقيق منفعة شخصية متظاهراً أمام الجميع أنه يحل أزمة صحية للمواطنين فهو أيضاُ من سماسرة الأزمات الحمد لله فقد قامت أجهزة الدولة ووزارة الداخلية بتتبعهم و كشفهم وتوعدهم د/ فتحى سرور وقال إنهم أساءوا استخدام العلاج على نفقة الدولة و أننا لن نتستر على فساد.

والصحفى الذى يحاول أن يلوى المعلومات ويفترض احتمالات تضيف على الحدث آثارة ويصنع من حدث فردى أزمة بدلاً من أن يبحث بجدية عن ملابسات وتفريعات الحدث الحقيقية فهو أيضاً من سماسرة الأزمات وفى مقابل ذلك يوجد صحفيين شرفاء يحاولون معرفة الحقائق والكشف عن الأزمات الحقيقية حتى لاتتفاقم.
*وشركات الأدوية العالمية والمحلية التى تهول من خطر مرض معين حتى تبيع الأدوية

المضادة له بأغلى الأسعار أو تدعى وجود علاج فعال وآمن لمرض معين دون أن يكون هناك بحوث علمية مقننة تثبت ذلك هى شركات تعد من سماسرة الأزمات.
*وكذلك الأطباء والأشخاص الذين يتاجرون فى الأعضاء البشرية بدعوى أنهم يعالجون المرضى وهم يعقدون الصفقات على حساب المريض المسكين وعلى حساب البائع أو المتبرع المحتاج للمال أنا لا أطالب أن من يواجه أو يشارك فى حل الأزمات ألا يتقاضى أجر أو أن يحقق بعض المنافع التى تعود عليه وعلى الناس بالخير ولكن أن يحل المشكلة
ظاهريا ويستغل حدوثها لتحقيق منفعة شخصية فى الخفاء فهذا مالا نرضاه جميعاً وبفضل الله يوجد هيئات ومؤسسات تعمل على تنمية المجتمع بأشكال مختلفة وبفكر منظم ففى مقابل سماسرة الأزمات يوجد فى بلادنا وحدات لإدارة الأزمات رغم قلتها وضعف نشاطها ويبقى السؤال ماهى أساب زيادة وسيطرة سماسرة الأزمات؟

فمن ضمن هذه الأساب ضعف الرقابة وعدم فاعلية فرق ووحدات إدارة الأزمات والكوارث فتلك الوحدات تعانى من صعوبات أمنية وصعوبات فى التمويل بالإضافة إلى قلة دراسات وبحوث الأزمات فى مصر فأين البكاءون والناقدون والساخطون على أوضاع مصر ليل نهار كبعض المتخصصين والإعلامين ورجال الأعمال من المساهمة فى دعم بحوث وفرق
إدارة الأزمات والمساهمة فى نشاط مؤثر على أرض الواقع؟ على من يستطيع منهم ذلك وبفضل الله يوجد شخصيات تساهم فى حل مشاكل المجتمع المدنى من الصحفيين والمتخصصين ورجال الأعمال بل يتبنون قضية أو مشروع كمساهمة مع الحكومات فى رقى المجتمع.

فبلادنا تواجه خطر مزدوج من سماسرة الأزمات من ناحية وقلة فاعلية فرق إدارة الأزمات فى الهيئات والنقابات من ناحية أخرىفأغيثونا أغيثونا من سماسرة الأزمات ولنتكاتف جميعاً لتفعيل فرق ووحدات إدارة الأزمات فى الهيئات والنقابات من أجل تقدم المجتمع فى جميع المجالات
وأختم بما قاله أ/ أنيس منصور فى عمود ه مواقف بجريدة الأهرام

(هناك من لا يدركون ولا يفهمون وليست عندهم رغبة فى أن يواجهوا أزمات مصر فلم

يواجهوها علمياً فى الماضى وأغلب الظن أنهم لم يفعلوا فى المستقبل وهذه هى أزمة الأزمات).






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة