قد يتبادر لذهن البعض أن الدعم هنا هو الدعم المادى، ولكنى أقصد دعما من نوع آخر ألا وهو الدعم الاجتماعى، وهى ثقافة كم نحتاجها فى وقتنا الحاضر فى ظل حوادث العنف والقتل التى نسمع بها ليل نهار، فنجد أباً من شدة غضبه ضرب ابنه الصغير فقتله أو أصابه بأذى نفسى، أو من شدة غضبه ألقى بيمين الطلاق على زوجته أو ضرب زميله أو سبه وغير ذلك الكثير والكثير.
والدعم الاجتماعى يعنى أن يكون بيننا علاقات اجتماعية مبنية على الدعم، أى ندعم بعضنا البعض فى البيت والعمل والشارع وكل مكان نتعامل فيه من الناس، ولأهمية هذا المفهوم حثنا النبى صلى الله عليه وسلم بالتبسم فى وجوه بعضنا البعض، وأن تبسمنا هذا نؤجرعليه، بالإضافة إلى أنه توجد عشرات الدراسات الحديثة هذا العام فى أوروبا وأمريكا تنادى بتطبيق هذا المفهوم فى الشركات والهيئات حتى يشعر الناس بذاتهم، ويتغلبوا على مشاكلهم، بل إن بعض الشركات تسعى لإنشاء ما يسمى برأس المال الاجتماعى بين العاملين، ولا أقول إن هذا المفهوم وحده قادر على حل جميع مشاكلنا، ولكن هو جزء من الحل أو هو طريقة تساعدنا فى مواجهة مشاكل حياتنا.
والسؤال كيف نطبق هذا المفهوم بيننا؟
ابتدءاً يعتمد مفهوم الدعم على الحوار، أى أن نسمع لمن حولنا إذا قمنا نحن بالدعم كمرسلين له للآخرين، وأن نبحث عمن يسمع لنا إذا كنا نحتاج له، وأن نتعلم كيف نتمالك أنفسنا وقت الغضب مع من حولنا، وأن نستخدم كلمات تحفز من حولنا، سواء أطفالنا أو زوجاتنا أو أصدقائنا أو زملائنا مثل أنت متميز، أنت تستطيع، حاول أن تفعلها، استعن بالله، وغيرها من الكلمات التى تجعل من حولك متفائلاً وقادراً، وليس العكس، ومن المهم أن نستخدم الحركات الجسدية التى تدعم ذلك بنظرات العين المدعِمة وحركات اليد المساعِدة وأصواتنا المحفزة، والتى تجعل من أمامك يشعر بصدق شعورك له وليس العكس، والهدف من ذلك أن نعطى بعضنا البعض شحنات تحفيز لمواجهة مشاكل حياتنا اليومية، والتى لا تنفك عن صراع المعيشة وتوفير مستلزمات الحياة أو فرصاً نسعى لها ولا نستطيع الوصول.
ومن الأهمية أن نعرف كيف ننشر هذا المفهوم وهذه الثقافة بيينا؟ مصر الآن بها الكثير والكثير من الأدوات الإعلامية التى تصل للملايين فهذا أبسط الطرق، ومن الطرق أيضا التدريب على القيام بذلك.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة