
جمال العاصى
سقط المنتخب الوطنى فى بداية مشواره بالتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية وتعادل 1/1 مع سيراليون ضمن منافسات الجولة الأولى فى تصفيات التى تضم جنوب إفريقيا ومصر وسيراليون والنيجر وعلى عكس كل التوقعات والتكهنات ظهر منتخب مصر بطل إفريقيا وصاحب الكؤوس الإفريقية لثلاث مرات متتالية وكان أداء نجومه صادما للجماهير والمحللين والنقاد إلا أننا نحصر الأسباب التى أدت إلى تراجع وهبوط المستوى للأسباب الآتية:
أولا بدأ الجهاز الفنى سلسلة تصريحات غريبة ومريبة وتدعو للمحاسبة والعقاب إذا كان هناك مسئول فى اتحاد كرة القدم يحلل أقوال السادة الجهاز الفنى الذين ملأوا الدنيا ضجيجا بأنهم لا يعرفون شيئا عن المنتخب السيراليونى ولا يملكون معلومات عن هذا الفريق الغامض.. ونسى أصحاب التصريحات أن هذه تعنى دليلا على إدانتهم وتقصيرهم، لأن المعلومات باتت متداولة بين كل الدول بعد أن باتت السماوات الفضائية قادرة على التواصل واختراع الإنترنت يجعلك تجيب عن كل الأسئلة الصعبة بل وقادر على معرفة كل ما تريد أن تعرفه إلا أن آفة الكسل والإهمال والاستهتار بالخصوم وعدم احترام الآخر والغرور، جعلت السادة المسئولين يكتفون ويعزفون أنغام الشكوى ولم يفكر أحد أن يهمس فى أذن المدير الإدارى سمير عدلى ويقول له هل دولة سيراليون بلا سفارة فى مصر وليس لنا سفير هناك؟
إذا عجزنا عن المعرفة والتواصل مع تكنولوجيا المعلومات وحتى هذه الحجة البليدة لا تشفع لبطل أفريقيا الذى يبث الرعب فى قلوب منتخبات القارة بلا منازع ولا منافس.. ولكن يبدو أن لاعبى سيراليون كانوا محدودى الأهداف وعرفوا كيف يستفيدون فى رؤيتهم للبطل المصرى الأفريقى، بينما فقدنا القدرة وأصابنا الشلل التام ونحن نلعب مع فريق مجهول ولا وجود له على الخريطة الأفريقية.
ثانياً: يبدو أن التشكيل والمشاركة مازالت تخضع لحالة التفاؤل التى تتحكم فى مشاعر التركيب الشخصى للجهاز الفنى.. وربما تخضع أيضا لإرضاء شعبية الأهلى الكبرى، ولذا فقد بدأ شحاتة وأعوانه المباراة بمشاركة ستة لاعبين من الأهلى على رأسهم وائل جمعة وسيد معوض وأحمد حسن وأبوتريكة وجدو وأحمد فتحى، ويبدو أن المعلم حسن شحاتة لم يشاهد هؤلاء الستة فى مباراتهم أمام الشبية الجزائرى ولم يلاحظ هبوط مستواهم بشكل كبير وهناك علامات استفهام لمشاركته أحمد حسن كابتن المنتخب رغم وجود علامات استفهام كبيرة على تراجع أدائه فى الفترة الأخيرة حتى أنه بات أساسيا فى دكة الاحتياط بالأهلى، ورغم ذلك اعتمد عليه بشكل كبير كلاعب وسط مدافع بجوار أحمد فتحى.
وكان لاعبو وسط المدافع هى نقطة الضعف الكبرى لمنتخبنا وهو الخط الذى سهل كثيرا ظهور بانجورا المهاجم القوى، والذى تلاعب بالصخرة السابقة وائل جمعة.. حتى أن المدافع لم يستطع إيقافه بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، واستطاع بانجورا وشريكه شريف زوما من بهدلة الدفاع المصرى والاستحواذ على كل الكرات المشتركة، وظهر فارق القوة والإصرار فى منع فتح الله ووائل جمعة فى بناء الهجمات أو الزيادة العددية، واستطاع أيضا لاعبو سيراليون فى منع وغلق الأجناب التى حاول منها سيد معوض كثيرا من الناحية اليسرى.. وأيضا المحمدى الذى فشل بشكل لافت للنظر فى إرسال كرات عرضية من الناحية اليمنى، أما المهاجم أحمد على لم يملك بناء هجمات حقيقية.
وربما تغير الحال قليلا عقب نزول وليد سليمان والذى ظهرت مهارة المراوغة المجدية والتمريرات الحقيقية، وهناك علامات استفهام لهذا الجهاز الفنى وهى حالة الرفض القاطع للاعبيه أصحابه المهارات الذين يملكون الحلول الفردية الكروية أمثال شيكابالا مثلا.. وإذا أراد الجهاز الفنى الاستمرار عليهم بالاستعانة بشيكابالا والاقتناع بوليد سليمان كلاعب أساسى.
أخيرًا.. إذا كان تعادل منتخبنا الكبير أمام سيراليون جاء بطعم الهزيمة للجماهير المصرية.. وإذا كان تردى وتراجع المستوى قدم أكثر من علامة تعجب لأداء نجومنا، فيبقى شىء مهم أننا لا يمكن بأى شكل من الأشكال ألا نصل إلى بطولة المجموعة لأننا أبطال أفريقيا، ومازلنا نملك معايير المركز الأول، ولكن نحتاج فقط إلى المواجهة والاعتراف أن نجوم الأمس باتوا لا يصلحون لإسعاد المصريين اليوم.