أنا الأميرة الجميلة رفيعة المقام صاحبة الحظوة، بأصبعى الصغير أحرك الجميع، فيشدون باسمى وينشدون ودى، كأنهم فرقه غنائيه رفيعه تغنى على مسرح رويال البرت هول بلندن!.. أصحابى ومعارفى كثر، شعراء وفنانون ومسئولون لهم شأن وسطوة فى خدمتى طبعا! وكيف لا؟ وهم متيمون بحفلاتى، ليلتفوا حول مأدبتى العامرة الفاخرة وبعدها يلتقون هداياى الثمينة، لكن لا غرابة فى أن يكونوا معى وفى حضرتى بوجه وفى البرامج والصحف والمسارح بوجه آخر تماما، قال لى أحدهم ذات مرة فى لحظة صدق: بعضنا يعيش بوجهين فوجه واحد معناه أن أسلم نفسى للفقر، وأنا لا أحب الفقر!
ضقت بهذا البلد وضاقت هى الأخرى بى، فصورى منشورة وأنا فى آخر حفلاتى ارتدى أحدث خطوط الأزياء الباريسية وبالتالى يظهر جمالى المتوهج فما ذنبى لأنى جميلة؟ لكن من الذى سرب الصور؟ حراسى يملئون المكان والدخول بإذن ودعوة وترتيب فليس سهلا من يدخل إلى مكان أنا فيه، خيانة؟
بالتأكيد خيانة لكن من من؟ لا أشعر بالأمان، وأتتنى فكرة وسأنفذها، سيكون لى جريدة تتابع أنشطتى وأنا أزور المرضى وأساعد الفقراء وبهذا سيتوقف الهجوم علىّ، أما الخونة فسآمر الأمن للبحث عنه أو عنها لأعلم من الخائن أو الخائنة.
مانشتات تطالب بطردى!!.. أنا أطرد؟!.. ألم أذهب منذ أيام إلى المستشفيات وقدمت للمرضى الهدايا والنقود، وكانت فلاشات صحيفتى وصحف مريدى حفلاتى تصورنى، وأنا أمد يدى لهذا المريض وتلك المريضة وأهمس لهم بحب وأربت على ظهورهن بحنان؟ ماذا حدث ليطالبوا بطردى هل لأن بعضا ممن يقوم بخدمتى لا يقوم بمهامه على الوجه الذى يريحنى فكان غضبى وثورتى، فحبست منهم ماحبست فى الغرف، ففروا رغم الحبس وقفزوا هربا فتكسرت أقدامهم وأضلعهم ..ما ذنبى؟ ولماذا قفزوا.. أووف على هؤلاء الأغبياء!
أشعر بالوحدة رغم عزف الملحن وأداء المطرب وحركات الراقصة وجمع الأصدقاء، وأتتنى فكرة مجنونة هذه الليلة وهى أن أصب زجاجات الشمبانيا عليهم جميعا ليبتلوا فأرى حركاتهم العفوية كى أضحك وأشرت بطريقه خفية لحرسى وفى التو كانوا يسبحون فى الشمبانيا وضحكت كثيرا.. الغريب أن لا أحد منهم قد غضب أو تفوه بكلمة تأنيب عندما رأونى أضحك بشده لقد كانوا فى منتهى السعاده على فكرتى العبقرية.
أشعر بألم فظيع يأتى على أوقات متقطعة يتسلل من جانبى الأيسر لجسدى كله ..كيف؟ متى؟ لا أعرف.. أتانى أكبر الأطباء.. قاموا بعمل التحاليل والأشعة.. فاندهشوا للنتائج.. الحالة خطيرة.. لابد من نقلى وفورا إلى المستشفى وذهبت.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة