يضم 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور الإسلامية..

متحف الفن الإسلامى.. رحلة فى ذاكرة التاريخ

الأحد، 05 سبتمبر 2010 09:44 م
متحف الفن الإسلامى.. رحلة فى ذاكرة التاريخ
كتب محمد أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد متحف الفن الإسلامى من أشهر متاحف الفنون الإسلامية فى العالم، حيث يضم كنوزا وتحفا أثرية لا تقدر بثمن، تمثل مراحل الفن الإسلامى عبر عصوره المختلفة، وذلك منذ القرن الأول الهجرى من مختلف الأقطار الإسلامية.




يقول الدكتور محمد حمزة حداد أستاذ الآثار الإسلامية والمشارك فى توثيق متحف الفن الإسلامى بالتعاون مع الجامعة الأمريكية، "التحف الفنية التى يزخر بها المتحف جاءت عن طريق الشراء أو الإهداء، فضلا عن التحف التى كانت تزخر بها القصور"، مشيرا إلى أن قاعات المتحف الثلاثة وعشرون القديمة تم ترتيبها وفقا لتسلسل زمنى تاريخى، حيث توجد قاعة الطراز الأموى وقاعة الطراز العباسى والفاطمى والأيوبى والمملوكى والعثمانى، وهناك ترتيب آخر حسب النوعية الفنية، حيث توجد قاعة للأخشاب وقاعة للنسيج وقاعة الخزف وداخل كل قاعة من تلك ترتيب أيضا على حسب التسلسل التاريخى، فمثلا قاعة الخزف مقسمة للخزف المبكر وخزف سامراء والخزف الأندلسى والخذف المغربى والإيرانى.




أحد أبواب المتحف الرئيسية

يتابع حمزة، يضم المتحف من الكنوز التى لا تقدر بثمن، حيث يوجد إبريق السلطان مروان بن محمد آخر الخلفاء الأموين فى مصر والذى قتل سنة 132هـ، كما يوجد شاهد قبر عبد الرحمن بن خير الحجرى أو الحجازى المنسب إلى قبيلة الحاجر أحد القبائل التى اشتركت مع عمر بن العاص فى فتح مصر ثم استقرت فى الصعيد، وتوجد أول صورة من صور الخط العربى والإبريق المعدنى الإيرانى والإبريق المعدنى المصرى والعراقى وغيرها من ابتكارت الفنان المسلم.




إبريق مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين

ومن النماذج النادرة تصوير الفارسكور المكتشفة بالحمام الفاطمى بمنطقة أبو السعود بمصر القديمة، وتابوت الإمام الحسين الذى جاء لمصر عند نقل رأسه إليها من عسقلان لما خيف عليه من هجمات الفرنجة عام 549هـ.




الحديقة المتحفية من الجرانيت وبها أحد النافورات الأثرية

ومن النماذج الفريدة على مستوى العالم المشكاوات الزجاجية المموه والتى يضم المتحف منها 300 مشكاة من أصل 3000 مشكاة فى العالم بجانب أيضا الرنوك الوظيفية للملوك والخلفاء وأيضا ما يعرف باسم كرسى عشاء الناصر محمد بن قلاون 741هـ 1340 مـ.




المبنى الإدارى بالمتحف

أهمية المتحف ترجع كما تحددها سهير محمد سالم بقسم المتابعة بالمجلس الأعلى للآثار إلى كونه أكبر معهد تعليمى فى العالم معنى بمجال الآثار الإسلامية وما يعرف بالفن الإسلامى ككل. فهو يتميز بتنوع مقتنياته سواء من حيث أنواع الفنون المختلفة كالمعادن والأخشاب والنسيج وغيرها، أو من حيث بلد المنشأ كإيران وتركيا والأندلس وغيرهما.




شواهد قبور 1

ويضم المتحف مجموعة نادرة من المنسوجات، والأختام، والسجاد الإيرانى والتركى والخزف والزجاج العثمانى، ومجموعة نادرة من أدوات الفلك والهندسة والكيمياء والأدوات الجراحية والحجامة التى كانت تستخدم فى العصور الإسلامية المزدهرة، بالإضافة إلى أساليب قياس المسافات كالذراع والقصبة، وأدوات قياس الزمن مثل الساعات الرملية، ومجموعة الخزف المصرى والفخار من حفائر الفسطاط، والخزف ذو البريق المعدنى الفاطمى.




شواهد قبور2

ويحتفظ متحف الفن الإسلامى بمجموعات متميزة من الخشب الأموى الذى زخرفه المصريون بطرق التطعيم والتلوين والزخرفة بأشرطة من الجلد والحفر، ومنها أفاريز خشبية من جامع عمرو بن العاص ترجع إلى عام 212 هجرية، وأخشاب من العصر العباسى بمصر، وخاصة فى العصر الطولونى الذى يتميز بزخارفه التى تسمى "طراز سامراء" وهو الذى انتشر وتطور فى العراق، فهو يستخدم الحفر المائل أو المشطوف لتنفيذ العناصر الزخرفية على الخشب أو الجص وغيرها.




كرسى عشاء الناصر بن محمد المملوكى

ومن أندر ما يضمه المتحف من التحف المعدنية ما يعرف بإبريق مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين، ويمثل هذا الإبريق آخر ما وصل إليه فن صناعة الزخارف المعدنية فى بداية العصر الإسلامي، وهو مصنوع من البرونز ويبلغ ارتفاعه 41 سم وقطره 28 سم، كما يضم المتحف أقدم شاهد قبر مؤرخ بعام 31هجرية، ومن المخطوطات النادرة التى يضمها المتحف كتاب "فوائد الأعشاب" للغافقى، ومصحف نادر من العصر المملوكى، وآخر من العصر الأموى مكتوب على رق الغزال.




مشربية

ومن المعادن يوجد فى المتحف مفتاح الكعبة المشرفة من النحاس المطلى بالذهب والفضة باسم السلطان الأشرف شعبان، ودينار من الذهب مؤرخ بعام 77 هجرية، وترجع أهميته إلى كونه أقدم دينار إسلامى تم العثور عليه إلى الآن، بالإضافة إلى مجموعة متميزة من المكاحل والأختام والأوزان تمثل بداية العصر الإسلامى الأموى والعباسى ونياشين وأنواط وقلائد من العصر العثمانى وأسرة محمد على، كما يضم مجموعات قيمة من السجاجيد من الصوف والحرير ترجع إلى الدولة السلجوقية والمغولية والصفوية والهندية المغولية فى فترة القرون الوسطى الميلادية.




مصحف من رق الغزال يعود تاريخه للعصر الأموى

محمد عباس محمد مدير عام متحف الفن الإسلامى يحدد مراحل تطوير المتحف قائلا: " تم افتتاح المتحف فى 28 ديسمبر 1903م تحت مسمى دار الآثار العربية وتم تغيير اسم المتحف إلى متحف الفن الإسلامى عام 1952م، ويبلغ مجموع عدد التحف مأئة ألف قطعة أثرية تمثل جميع العصور الإسلامية، حيث خصص الجانب الأيمن للفن الإسلامى فى مصر ومقسم إلى قسمين القاعة الأولى العصر الأموى والعباسى والطولونى ثم الفاطمى ثم المملوكى والعثمانى فى مصر، والجناح الأيسر خصص لعرض التحف الأثرية من تركيا فى العصر الإسلامى وقاعتين للطراز الإيرانى ثم قاعة السجاد والنسيج وقاعة الحدائق والمياه وقاعة العلوم وقاعة الهندسة وقاعة الطب.




مكتبة من مدرسة الظاهر بيبرس

وقد بدأ التطوير عام 2001 بتشوين الآثار المعروضة فى مخازن مجهزة للحفاظ عليها مدة الترميم ثم البدء فى تجهيز المبنى الأثرى عن طريق تقوية الأسقف والأعمدة ووضع الدعامات وتقوية الحوائط وتغير الأرضيات ثم بعد ذلك جاءت مرحلة العرض والترتيب والتى استمرت 6 أشهر واستحدثت قاعتين بعد أن كان المتحف 23 قاعة أصبح 25 قاعة والقاعتان هما قاعة الهندسة وقاعة الطب.




نافورة مصنوعة من الفيسفاء

ويضيف اللواء على هلال، مدير عام إدارة المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار، "تمت عملية الترميم خلال 7 أعوام وبتكلفة 85 مليون جنيه، وبدأت المرحلة الأول بالترميمات الإنشائية، أما المرحلة الثانية فهى مرحلة العرض واستغلال كل ركن فى أركان المتحف لعرض التحف الإسلامى عرض حضارى ومتطور وجذاب، والمرحلة الأخيرة وهى تزويد المتحف بوسائل الأمان من كاميرات للمراقبة وغرفة مجهزة للمراقبة المركزية بجانب عملية تأمين المبنى ضد العوامل والظروف المختلفة والتى من المحتمل أن يتعرض لها المبنى من زلازل وحرائق والعديد من المشاكل المختلفة.

ويقول أحمد الزيات، عضو مجلس إدارة المتحف، إن هناك العديد من القطع الإسلامية لم تعرض حتى الآن مثل الأسلحة وهى فقط ثلاثة سيوف تعود لعصر طومان باى بجانب جميع العملات الإسلامية ونحن بصدد تخصيص قاعات لعرض تلك القطع، أما عن بطاقات التعريف فقد جاءتنا من اللوفر غير مكتملة وبها أخطاء جار إصلاحها.

إشراف السيد خضرى - فى إطار مشروع صحافة المواطن التابع للمركز الدولى للصحفيين





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة