المفطرون بعيدا عن مائدة الأسرة: "هانى" سائق المترو: أفطر بعيداً عن أسرتى منذ 12 عاما.."على" سواق التاكسى: ساعة الفطار رزقها واسع .."إبراهيم" عسكرى المرور: بستنى أى حد معدى يفطرنى ويكسب فيا ثواب

الأحد، 05 سبتمبر 2010 08:47 ص
المفطرون بعيدا عن مائدة الأسرة: "هانى" سائق المترو: أفطر بعيداً عن أسرتى منذ 12 عاما.."على" سواق التاكسى: ساعة الفطار رزقها واسع .."إبراهيم" عسكرى المرور: بستنى أى حد معدى يفطرنى ويكسب فيا ثواب المفطرون بعيدا عن مائدة الأسرة
كتبت رانيا فزاع وشيماء عبد المنعم وعزوزالديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رمضان يحلا على مائدة الأسرة التى قلما تجتمع سوياً إلا فى هذا الشهر الكريم، ولكن كيف يشعر هؤلاء الذين يضطرهم عملهم للإفطار خارج منازلهم، كيف يتذوقون طعم رمضان؟ وهل ابتعادهم عن أسرهم يحول بينهم وبين المتعة برمضان ودفئه، وكيف يرون العمل وقت الإفطار هل هو ثواب أم فرصة للربح أم ضرورة؟

"اليوم السابع" التقت البعض من هؤلاء الذين قدموا واجب العمل والالتزام على حقوقهم فى التمتع ببركة أيام رمضان.

"هانى عبد الكريم" سائق مترو يحمل يومياً آلاف الأشخاص لينقلهم من مكان لمكان ليسكنوا نهاية بين أسرهم، بينما هو يظل وحيداً فى عمله ليضمن الراحة للراكبين ووصولهم إلى منازلهم.

يتابع هانى الطريق وعقارب الساعة حتى لا يتأخر بالركاب حاملا على وجهة ابتسامة رضا بما يفعله، وعلى الرف بجانبه علبة إفطاره التى سيتناولها وقت نداء المغرب والإذن بالأكل والشرب.

بصوت هادئ راض يقول "أنا أعمل فى المترو منذ ما يزيد عن 12 عاما ومن وقتها وأنا أقضى وقت الإفطار داخل المترو وأتناول وجبة الإفطار من اللحوم والدجاج أحيانا أو المكرونة أو الأرز، وعلى حسب ما يتم توزيعه من الهيئة العامة لمترو الأنفاق على العاملين".

يتوقف هنا هانى قليلا ويكمل حديثة "مش فارقة كله من عند الله رزق المهم أننا نفطر وخلاص" وحول شعوره وهو وقت الإفطار بعيد عن أسرته يقول "لازم حد يشتغل علشان الناس دى توصل بيوتها وبعدين دا شغلى، مفيش مشكلة أنى أعمله حتى لو جيت على نفسى شوية فيكفينى مساعدة الناس وأنى آخد ثواب على توصيلهم لمنازلهم ليلحقوا الإفطار".

ويوضح "نحن نعمل فى رمضان بنظام الورديات لكل عامل 6 ساعات يقضيها فى العمل، تبدأ من السادسة صباحا حتى الثانية صباحا ونتبادل أحيانا الورديات عند حدوث أى ظرف طارئ ،".
ويشكو هانى من شكوى واحدة وهى عدم تمكنه من الصلاة أثناء العمل، حيث يظل داخل العربة طوال 6 ساعات، خاصة مع زيادة الازدحام فى رمضان وزيادة الضغط على العربات.

من أهم المشاكل التى تقابل هانى فى العمل فى رمضان عدم التزام الركاب، الذين يقفون أمام الأبواب ويمنعون إغلاقها أو يقومون بالتخبيط عليها بشدة وهذا يؤثر بالسلب على السائق ويجعله غير قادر على التركيز فى العمل.

وحول الوقت الذى يقضيه مع عائلته الصغيرة فى رمضان قال هانى "أفطر مع عائلتى يوم إجازتى كما أعزم باقى أفراد عائلتى على الإفطار فى نفس اليوم".

مواقف وذكريات تلاحق هانى ويروى بعضها قائلا: "العام الماضى كان أحد الركاب يجرى مسرعا على رصيف المحطة للحاق بالمترو قبل الافطار بدقائق، فهدأت سرعتى وفتحت له الأبواب حتى ركب العربة الأولى فحاول إعطائى مبلغا من المال كمكافأة ولكنى رفضت، فحتى لوكان راتبى ضئيلا فما أفعله ثواب أجره عند الله".

الأسطى على سواق تاكسى أجرة قديم يعمل منذ 20 سنة وعندما سألناه عن كيفية قضاء وقت الإفطار قال"أنا بقالى عشرين سنة بشتغل الشغلانه دى وسواق التاكسى دا لازم يكون "حرك" يعنى يجرى ورا الشغل، وفى العشرين سنة اللى فاتوا ما أفتكرش أنى فطرت فى البيت أكتر من 10 مرات مثلا لأن وقت الإفطار دا وقت رزق فأى حد بيكون مش لاقى مواصلات عشان يروح لما بيركب معايا بيحس أنى صاحب جميل عليه زى "الغرقان اللى بيتعلق بقشة"، فبتكون الأجرة ساعتها رزقها واسع، وكمان الشوارع بتبقى فاضية فتساعد الواحد يدور على الرزق فى كل مكان، حتى لو أنا فكرت أروح أفطر فى البيت مش هينفع عشان التاكسى دا مش بتاعى وأنا لازم كل يوم أدفع لصاحب التاكسى إيجاره وكمان أنا مسئول عن أى تصليحات فى التاكسى واللى يفضل يبقى رزقى يعنى من الآخر لازم أجرى ورا الرزق بالمشوار، وبفطر على شوية مية وبلحة زى أى حد ماشى فى الشارع وأستنى لما أروح آكل فى البيت، أو لو لقيت الجو مريح ممكن أروح آكل أى تصبيرة كدا فى أى مكان ممكن استرزق منه بزبون ولا حاجة".

إبراهيم محمد عويس عسكرى مرور عمره 25 عاما متزوج ولديه طفل عمره عامان مهنته تمنعه من الإفطار مع أسرته بعد طول ساعات الصيام إبراهيم يصف حاله قائلا "أنا بفطر كل يوم فى الشارع لأنى لازم أنظم المرور وعشان كمان مايحصلش حوادث، أعمل إيه بس هى دى شغلنتى اللى بأكل منها عيش".

وعندما سألنا إبراهيم عن نوعية طعام الإفطار وكيف يترك مكانه لتناوله قال أنا "بوفر كل قرش باخده للواد عشان أقدر أربيه والفلوس اللى بناخدها ما بتكملش ليوم خمسة فى الشهر، بس ربنا مابينساش حد بستنى أى حد معدى يكسب فيا ثواب ويفطرنى يوم بفطر كويس ويوم بفطر على بلحة، ومقدرش أسيب مكانى خالص عشان لو عدى أى حد ولاقنى مش وافق ممكن آخد جزا فباكل اللقمتين وأنا واقف وخلاص، وعلى السحور بروح آكل فى بيتى وهى دى اللقمة الحلوة اللى فى اليوم كله حتى لو كانت قليلة.

أما محمد المسلمانى فهو حارس عقار راق بمنطقة المهندسين يبلغ من العمر27 عاما متزوج ويعول طفلين ولكن حاله ليس كحال العقار الذى يحرسه بالإضافة إلى أن عسكرى المرور أفضل حالا منه لأن محمد لا يتناول الإفطار ولا السحور مع عائلة حيث إنه يقضى ساعات طويلة فى العمل من أجل أن يجنى مالا أكثر لعائلته.

وعندما سألنا محمد عن كيفية قضاء وقت الإفطار قال "الناس اللى فى العمارة ناس طيبين وصراحة مش حارمينى من حاجة وبيأكلونى من الأكل اللى بياكلوا منه وكمان ساعات بيفيض فبخده للولاد فى البيت بس فى الأول والآخر الأكلة فى بيت الواحد بردو يرد الروح بعد عطش وجوع الصيام.

مصطفى محمد (26 سنة) "شيف" يعبر على سعادته أثناء تقديمه الإفطار للزبائن، لكنه يعترف بغضب أهله منه، لأنه لا يفطر معهم، وعن فوائد العمل فى رمضان يؤكد أن التبس فى رمضان كبير ويقول "ممكن أفطر وأتسحر فى المحل ومعرفش آكل مع أهلى، ودائما بيكون إفطارى بعد الزبائن.

"محمود رمضان (24 سنة) "دليفرى" فيقول عن إفطاره فى العمل أثناء توصيله الوجبات للمنازل "بكون سعيد لأنى بحاول أفطر صائم لكن فى بعض الأوقات بكون حزين لأنى ما بقدرش أفطر مع أسرتى ولو يوما واحدا".

على رمضان سائق أتوبيس فى إحدى الشركات الخاصة فيقول عن عمله ساعة الإفطار "أنا بشتغل سواق منذ ما يزيد عن 15 عاما بدأتها فى العمل فى إحدى شركات السياحة، حتى تم فصلى من العمل فاضطررت للعمل فى إحدى شركات الأتوبيسات بأجر أقل ومعاملة أسوأ بكثير، فانا أتعرض يوميا لمئات المشاكل فى العمل بالإضافة إلى المشاجرات الدائمة مع الركاب الذين ينعتوننى بأبشع الألفاظ أحيانا ودون سبب يذكر".

وحول عمله فى رمضان يضيف "أنا أعمل فى رمضان بوردية النهار من الساعة الخامسة صباحا حتى الثالثة عصرا، أحيانا وردية أخرى تبدأ من الرابعة إلى الثانية صباحا، وفى الأخيرة أضطر للإفطار فى الشارع وباكل أى حاجة بسيطة كعكة من الفرن، أو حتة جبنة أو أروح على أى مائدة رحمن، أصل المرتب قليل أوى وما يكفيش أنى أجيب أكل غالى، دا غير أنى ببقى سايق ومش من حقى أقف علشان أفطر بس ساعات ربك بيفرجها بمائدة رحمن، أو واحد من زمايلنا مراته تجيبله أكل فنتفق ونتجمع ساعة الفطار مع أن دا يعتبر مخالفة علينا بس هنعمل إيه".

ويضيف "مشكلتنا الأساسية فى رمضان الركاب عاوزانا نطير بيهم بدل ما نوصلهم بس هنعمل إيه بنستحمل دا أكل عيشنا وما نقدرش نسيبه".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة